مؤتمر روما: اتفاق باهت بشأن الحرب في لبنان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أميركا مرتاحة للنتائج وإيران تحملها مسؤولية فشله
مؤتمر روما: اتفاق باهت بشأن الحرب في لبنان
العاهل السعودي يقوم بحملة تبرعات للشعب اللبناني
بيريز: كان من الخطأ عدم دعوة إسرائيل إلى روما
البيان الختامي لمؤتمر روما حول لبنان
تحركات أوروبية ما بعد مؤتمر روما
تصاعد التوتر بين اسرائيل والامم المتحدة
وقف النار وتبادل الأسرى والباقي آراء خاصة
الأردن كتفاً إلى كتف مع السعودية ومصر في روما
السنيورة يطرح خطة شاملة للحل في لبنان
مؤتمر روما انعقد.. والمعارك في لبنان ما زالت مستمرة
روما، عواصم ووكالات: خرج مؤتمر روما الدولي حول لبنان باتفاق باهت فيما يتعلق بالحربالدائرة بين إسرائيل وحزب الله، مظهرا فشلا في التوصل الىوقف فوري لإطلاق النار إذ تم ربط الامن في لبنان بشرط رئيسي يكمن بـ "القدرة الكاملة للحكومة على ضمان سلطتها على كافة اراضيها"،معلنا إجماع الدول الـ14 إضافة الى ثلاث منظمات دولية شاركت فيهعلى نشر قوات دولية في لبنان في إطار اتفاق سلام دائم. ويعكس البيان الختامي الصادر عن المؤتمرين صيغة عامة تظهر عدم توفر المخارج والحلول حتى الآن.
وحملت ايران الولايات المتحدة مسؤولية فشل المؤتمروذلك بسبب دعمها لاسرائيل، فيما عبر البيت الأبيض عن ارتياحه للنتائج رافضا اعتبار الدعوة الى وقف اطلاق نار بشكل عاجل وليس فوريا بانها تشكل فشلا.
واكتفى هذا المؤتمر الذي ضم وزراء خارجية من 14 دولة (الولايات المتحدة وايطاليا وفرنسا والمانيا وبريطانيا واسبانيا واليونان وقبرص وكندا وروسيا وتركيا والاردن والسعودية ومصر) اضافة الى رئيس الوزراء اللبناني، في نهاية المطاف بالدعوة الى "العمل فورا من اجل التوصل بشكل عاجل الى وقف لاطلاق النار"، في صيغة توافقية اقل الزامية.
وأعرب المشاركون في المؤتمر الدولي حول الحرب بين إسرائيل وحزب الله "عن إصرارهم على العمل فورا للتوصل وبأقصى درجة من الإلحاح إلى وقف لإطلاق النار يضع نهاية للعنف والقتال الراهن. واضاف الإعلان المشترك الذي تلاه وزير الخارجية الإيطالي ماسيمو داليما عقب الاجتماعان "وقف اطلاق النار هذا يجب ان يكون قابلا للاستمرار ودائما وكاملا".
وأيد المؤتمرون نشر "قوة دولية بتفويض من الأمم المتحدة لمساعدة أللبنانيين لكن البيان لم يحدد الدول التي ستشارك في هذه القوة ولا شكل هذه المشاركة. و اكتفى البيان بدعوة إسرائيل إلى ممارسة "اكبر قدر من ضبط النفس" في عملياتها على الأرض، مرحبا بالاتفاق مع معها على إنشاء ممرات إنسانية والسماح برحلات جوية إنسانية" إلى لبنان.
كما تعهدت الدول مساعدة الحكومة اللبنانية على مواجهة الوضع وإرسال مساعدات إنسانية فورية. وبهذا يكون المؤتمر قد فشل في الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار وتبنى الرؤية الأميركية القائلة بأن وقف إطلاق النار يجب أن يكون ثابتا ودائما. وتعارض واشنطن فكرة الوقف الفوري لإطلاق النار الذي تقول إنه يصب في مصلحة حزب الله، مشترطة هي وتل أبيب سلسلة من المطالب.
"الشروط الأميركية الإسرائيلية غير قبلة للتحقق"
الشروط الأميركية لوقف إطلاق النار، والتي تعكس المطالب الإسرائيلية وتلقى إلى حد كبير دعما بريطانيا وبعضا من الدعم الأوروبي تتمثل في الإفراج اعن لجنديين الإسرائيليين المأسورين ووقف هجمات الصواريخ على إسرائيل والانسحاب إلى الليطاني وقبول قوة دولية قوية في المنطقة ونزع سلاح حزب الله في نهاية المطاف.
لكن حزب الله الذي قاتل القوات الإسرائيلية 18 عاما من غير المرجح في نظر المراقبين أن يوافق على أي شيء يعطي انطباعا بالاستسلام مما يجعل المطالب الإسرائيلية والأميركية تبدو غير قابلة للتحقق. كما أن الوضع اللبناني الهش والتأييد الذي يتمتع به الحزب في لبنان يجعل من المستحيل على الجيش اللبناني تجريدحزب الله من السلاح. مما ينبئ بمزيد من القتال بصرف النظر عن المساعي الدولية.
في هذا السياق يقول تيمور جوكسيل المتحدث السابق باسم قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب لبنان "لا أحد يمكنه ان يفرض أرادته على حزب الله" الذي لن يعتر ف بالهزيمة حتى لو سوت إسرائيل جنوب لبنان بالأرض، حسب تعبيره. ومما لا يجب إغفاله هو أن حزب الله ليس فقط قوة عسكرية وإنما ايضا حركة سياسية واجتماعية ثبتت جذورها في المجتمع من خلال إدارة الحزب للكثير من الخدمات الاجتماعية للشيعة الذين يمثلون أكبر طائفة في البلد -على حد تقديره. كما يشغل الحزب 14 مقعدا في البرلمان ومنصبين في الحكومة.
خلال خطابه المتلفز أمس تعقيدات لوضع اللبناني عائق أخر أمام قوات دولية
هناك مخاوف لدى اللبنانين بما فيهم أولئك الذين يلقون باللائمة على حزب الله في إشعال الحرب، من أن تقود الضغوط الأميركية لتغيير الوضع القائم على حساب حزب الله إلى قلب التوازن الطائفي في بلد عانت من ويلات حرب أهلية مدمرة.
ومن المرجح أن تسعى الولايات المتحدة ودول غربية أخرى إلى استصدار قرار من مجلس الأمن لفرض مطالبها مما قد يضع حزب الله تحت ضغوط دولية إضافية تمتد لتشمل سوريا وإيران. لكن فكرة نشر قوات دولية بدون موافقة حزب الله سيكون في نظر المراقبين "أمرا خطيرا ان لم يكن مستحيلا" بل إن المسؤول الدولي السابق جوكسيل يتعبرها فكرة "ساذجة".
فلا إسرائيل تعتبر مثل هذه القوة بصورتها الموجودة في لبنان حاليا فعالة ولا الدول مستعدة لإرسال قوات ذات صلاحيات أوسع بدون حل سياسي وتفويض واضح من الأمم المتحدة، كما أن الشعب اللبناني لدية سابقة سيئة تتمثل في القوات المتعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة التي أرسلت بعد غزو لبنان في عام 1982 وما أدت إليه من مذابح من جانب ميليشيات مسيحية موالية لإسرائيل في مخيمات لاجئين فلسطينية في لبنان.
حادث عرضي أم رسالة إسرائيلية ذات معزى؟
وتعرض أمس مركز لقوات المراقبة الدولية المتمركزة على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية لقصف إسرائيلي قتل خلاله أربعة من عناصر هذه القوات في حادث وصفة الأمين العام للأمم المتحدة بأنه "متعمد على ما يبدو".
هذه الحادثة أثارت ردود فعل دولية واسعة جعلت تل أبيب في موقف حرج. وفي الوقت الذي قالت الحكومة الإسرائيلية بان الحادث عرضيا، يتساءْل المراقبون عن توقيته ويقارنونه بحادث مشابه قامت به إسرائيل عام 1996.
المحلل السياسي الألماني بيتر فليب يعتبر الهجوم على القوات الدولية دليلا أضافيا واضحا على أن تكون طبيعة ومهمة القوات الدولية التي يزمع إرسالها إلى لبنان مختلف عن تلك التي تتمتع بها القوات الدولية الحالية هناك.
انان يدين قتل المراقبيين..واسرائيل مصدومة موقفه ويشير فليب إلى أن إسرائيل وجدت اللغة المناسبة التي تتحدث بها. فهي تقول انه حتى وصول القوات الدولية ستقوم هي بنفسها بضمان الأمن والنظام وهو ما يعني في نظر فليب استمرار الحرب حتى ذلك الحين.
السنيورة
وربطالسنيورةأمن إسرائيلبقدرتها على إقامة علاقات طيبة مع جيرانها. في المقابل،أبدت مصادر سياسية اسرائيلية ارتياحها لبيان المؤتمر، واعرب البيت الابيض عن ارتياحه للنتائج رافضا اعتبار الدعوة الى وقف اطلاق نار بشكل عاجل وليس فوريا بانها تشكل فشلا. وقال السنيورة في حديث للصحفيين في ختام المؤتمر الدولي الخاص بالشرق الأوسط الذي عقد في العاصمة الإيطالية روما اليوم: "لم تسفر أية حملة قامت بها إسرائيل في السنوات الأخيرة عن تحقيق أمنها. إن أمن إسرائيل مرتبط بقدرتها على إقامة علاقات طيبة مع جيرانها". وأضاف أنه يمكن إيقاف الحرب عن طريق ذلك فقط وإلا ستستمر النزاعات الواحد بعد الآخر.
اسرائيل مرتاحة وليفني خائبة
واعربت مصادر سياسية اسرائيلية عن املها في ان "يزيد نشر قوة دولية في جنوب لبنان من عزم الحكومة اللبنانية على القيام بما هو مطلوب لمواجهة حزب الله". ودعت الى مواصلة الضغط على سوريا "لحملها على وقف امداد حزب الله بالسلاح". ونقلت الاذاعة أيضا عن مصادر قريبة من وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني ان الاخيرة "خائبة الامل من اغفال بيان روما لقضية الجنديين الاسرائيليين المحتجزين لدى حزب الله".
البيت الابيض لا يعتبر مؤتمر روما فشلا
وكرر المتحدث باسم البيت الابيض توني سنو القول بان توفير شروط وقف النار امر يعود الى حزب الله.وقال للصحافيين ان المشاركين في مؤتمر روما "خرجوا من هناك باتفاق يتحدث عن وقف اطلاق نار عاجل. اعتقد انه من المهم ان نفهم ان عدم تحديد موعد لوقف اطلاق النار لا يعني انه فشل، انه اعتراف بالحقائق" وذلك بالرغم من الخيبة التي عبر عنها رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة.
واضاف "الجميع يتفهم السنيورة ويشاطره القلق".واوضح "لكن حزب الله هو الذي بدأ لذل فان حزب الله هو الذي يتحمل مسؤولية التراجع وحزب الله هو الذي يجب ان يسلم السلاح وبالنظر الى تصريحات (امينه العام السيد حسن) نصرالله فيبدو انه لن يفعل ذلك في هذه المرحلة".وقال ايضا ان "العنف بدأ من جانب حزب الله. ليس نحن من يجب ان يضع حدا له، هم الذين يجب ان يقوموا بهذا الامر".
واشاد سنو بكون المشاركين في مؤتمر روما قد ادركوا كما قال ان حزب الله يشكل "تهديدا للسلام في المنطقة" وان ايران وسوريا تلعبان دورا لناحية دعم وتمويل حزب الله.واعرب ايضا عن ارتياحه لكون الاسرة الدولية تتحدث حاليا "بصوت واحد".وقال ان "توفير شروط السلام يجب ان يبدأ من حزب الله الذي عليه ان يضع حدا للارهاب وان يعيد الجنديين (الاسرائيليين الاسيرين) وان يتوقف عن اطلاق الصواريخ. لقد سمعتم هذه المطالب مرات عدة وهي لن تتغير".واضاف "في الوقت نفسه، قلنا لاسرائيل: يجب ان تضبطوا النفس".
واشار الى ان الولايات المتحدة ستواصل مشاوراتها مع حلفائها لتوفير شروط وقف اطلاق النار وستبقي على موفديها الدبلوماسيين في المنطقة بعد مغادرة وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس.
ايران تحملأميركا مسؤولية فشل المؤتمر
في المقابل، نقلت وسائل الاعلام الرسمية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية حميد رضا آصفي قوله "نأسف لفشل مؤتمر روما" مضيفا ان "هذا الفشل مرده دعم الولايات المتحدة المطلق لاسرائيل".واضاف "طالما استمرت سياسة الدعم لاسرائيل وطالما استمرت السياسة الهادفة الى تأجيج الحرب في الشرق الاوسط فلن يكون هناك امن وسلام عادل ودائم" في هذه المنطقة.
لافروف: روسيا راضية
وصرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن الجانب الروس راض عن نتائج المؤتمر الدولي الخاص بالشرق الأوسط الذي عقد في روما اليوم. وقال لافروف في حديث للصحفيين: "إن أهم شيء تحقق نتيجة المناقشات الصعبة التي شهدها المؤتمر هو الإجماع على ضرورة وقف العمليات العسكرية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية فورا، وبين لبنان وإسرائيل بشكل عام". وأضاف أن ذلك ضروري لإرسال مساعدات إنسانية عاجلة للشعب اللبناني. وأكد لافروف على أن وقف إطلاق النار، وحل المشاكل الإنسانية العاجلة سيوفران إمكانية للرد على طلب رئيس الوزراء اللبناني حول نشر قوات دولية (لحفظ الاستقرار) في جنوب لبنان بتفويض من مجلس الأمن الدولي لمساعدة الحكومة اللبنانية على بسط سيطرتها على أراضي لبنان.
سوريا تنتقد عدم دعوتها
وانتقدت سوريا اليوم منظمي المؤتمر الدولي حول لبنان في روما الذي انتهى في وقت سابق من يوم الأربعاء وذلك لعدم توجيه الدعوة للدول المعنية بالوضع في المنطقة للمشاركة فيه. وتساءل المندوب السوري لدى الامم المتحدة بشار الجعفري في مؤتمر صحافي هنا عن اسباب تجاهل دعوة الدول المعنية بالازمة في لبنان للمشاركة في المؤتمر وقال "كيف تقوم دول باعادة رسم خريطة المنطقة من دون دعوة دولها". واضاف الجعفري "كيف يتم تقرير مصير منطقتنا في مكان يبعد الاف الكيلومترات من دون التشاور مع شعوب المنطقة" وذلك في تلميح للدور الامريكي المهيمن في الشرق الاوسط.
ولم توجه لسوريا او ايران الدعوة للمشاركة في مؤتمر روما الذي انتهى اليوم بالاخفاق في التوصل الى اتفاق فوري لايقاف اطلاق النار بين حزب الله واسرائيل. ورأى الجعفري ان الولايات المتحدة التي شاركت في المؤتمر بوزيرة خارجيتها انما "تعزل نفسها بعزلها سوريا" واكد انه يتعين التشاور بين الجميع باعتبار ان هذا الامر يمثل "جوهر العمل الدبلوماسي". وقال ان "اي قرار بشأن الازمة الحالية يجب الا يقتصر على ارسال مزيد من القوات الدولية للمنطقة بل يجب التعامل مع جوهر الصراع المستمر بسبب احتلال اسرائيل للاراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية". وشدد على ان سوريا مستعدة للعمل مع المجتمع الدولي للبحث عن "حلول شاملة وغير مجتزئة لهذا الصراع".
وعن احلال قوات من حلف (ناتو) مكان القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان اعتبر المندوب السوري ان من شأن ذلك تعقيد الصراع في الشرق الاوسط "وربما ايجاد بؤر توتر جديدة في المنطقة".