عند الحدود.. اسرائيل تحارب عن بعد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إقرأ ايضا
رايس تعود..بمسعى لوقف اطلاق النار
حزب الله ومرحلة ما بعد حيفا: العفولة كانت البداية
ليفني: فرنسا اوجدت الـ 1559 فلتنه تطيبقه الميداني
غارات اسرائيلية على الضاحية وقرى الجنوب اللبناني
بورصة بيروت تعود الاسبوع المقبل
بيروت -وكالات : عند انحناءة على طريق ممهد توجد بوابة تؤدي الى ممر من الحصى عبر حقل للكروم ويصعد تل شديد الانحدار نحو سياج علقت عليه لافتة تقول "قف.. أمامك حدود".ومن هناك عند منتصف الطريق صعودا على جبل مالكية الذي يبلغ ارتفاع قمته 700 متر من الممكن مشاهدة جنوب لبنان غربا عبر الوادي وحتى بلدة بنت جبيل.. خط المواجهة في الحرب بين اسرائيل وحزب الله.ويستغرق تحديد موقعها على بعد كيلومترات قليلة من خلال الغيوم بعض الوقت لكن سرعان ما تحدد أعمدة الدخان السوداء المتصاعدة فوق البلدة من جراء الهجمات الجوية والقصف الاسرائيليين موقعها.وتدوي المعركة حول بنت جبيل التي يشتبه في أنها معقل لجماعة حزب الله منذ أربعة أيام على الاقل كما كانت البلدة مسرحا لاشتباكات عنيفة. لا أحد يعرف بالضبط ماذا يدور ولا يمكن لاحد أن يقترب لمسافة تكفي لان يعرف.وقبل يومين قتل ثمانية جنود اسرائيليين في كمين نصبه حزب الله على مقربة من البلدة وهي أكبر خسارة بشرية تشهدها القوات الاسرائيلية منذ بدء الحرب قبل 16 يوما. وتقول اسرائيل انها قتلت نحو 200 من مقاتلي حزب الله اجمالا.
والمنظر العام لجنوب لبنان الوعر حيث تتناثر مساحات من الخضرة والاراضي المزروعة مع قمم صخرية وقرى يمكن رؤية مآذن المساجد بها يبدو من مسافة بعيدة هادئا ومهجورا.لكن كل بضع دقائق يتبدد الهدوء الذي يبدو ظاهريا عندما تطلق اسرائيل وابلا اخر من نيران المدفعية المدوي نحو خطوط حزب الله من مواقعها على الجانب الاسرائيلي من الحدود.
وتفزع أسراب الطيور في حقول الكروم على جبل مالكية فيما تدوي قذائف المدفعية فوق الرؤوس.ومن حين لاخر يرد حزب الله باطلاق صواريخ على الجانب الاخر من الحدود وتتصاعد سحب صغيرة من الدخان والتراب على الجانب الاسرائيلي من الحدود حيث تسقط صواريخ الكاتيوشا التي يطلقها حزب الله.
ومعظم أسلحة حزب الله تنحرف عن البلدات الاسرائيلية في المنطقة لكن الوابل يسبب ذعرا على نطاق واسع وقتل 18 مدنيا على الاقل في شمال اسرائيل.وفي السبعينات كانت الحدود بين اسرائيل ولبنان توصف بانها حدود طيبة عندما كانت العلاقات قوية بين اسرائيل والمسيحيين المارونيين اللبنانيين الذين يعيشون في الجنوب حيث كان الجانبان يعارضان الفصائل الفلسطينية المتحصنة هناك.
وتشكل حزب الله في الواقع في اوائل الثمانينات ونال التشجيع من مؤيديه عندما انسحبت اسرائيل من جنوب لبنان في عام 2000.وفي ذلك الوقت أصبحت الحدود أقل هدوءا بكثير.
الان توجد أسيجة ارتفاعها متران عليها لافتات بالعربية والعبرية والانجليزية تطلب من الزائرين الابتعاد عن الحدود التي تأخذ انحناءة مفاجئة عند جبل مالكية حيث تسير طبقا للتضاريس.ويزرع الاسرائيليون الارض على طول الطريق حتى الحدود حول جبل مالكية حيث توفر التربة والارتفاع بيئة مثالية لزراعة الكروم.وتتناثر الكيبوتزات على طول التلال والزراعة وفيرة. ويتدفق السياح على المنطقة في الصيف.
وعلى الجانب اللبناني من الحدود فان مساحة الاراضي المنزرعة أقل بكثير على ما يبدو ربما بسبب صعوبة ري الاراضي النائية. والذي يمكن مشاهدته غالبا هو القرى والمآذن وأعمدة الدخان.