اغتيال شقيقة قاضي محكمة صدام وزوجها وطفلهما
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
محامو صدام: المحكمة انتقام سياسي وليست جنائية
محكمة عراقية تدين متمردين من سوريا واليمن والمغرب ولبنان
صدام: لم نقطع رؤوس العراقيين كما يجري الان
أسامة مهدي من لندن : قال مصدر عراقي الليلة ان مسلحين مجهولين اغتالوا شقيقة قاضي محكمة الانفال محمد عريبي الخليفة التي تحاكم الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وستة من مساعديه السابقين حاليا مع زوجها وطفلهما . واضاف ان شقيقة القاضي الخليفة قاضي المحكمة الجنائية تم اغتيالها اليوم "من قبل العصابات البعثية هي وزوجها وطفلها البالغ من العمر 7 سنوات أثناء محاولتهم الانتقال من منطقة الغزالية في بغداد" كما اشار موقع "براثا" على الانترنت والذي يشرف عليه عضو مجلس النواب عن الائتلاف العراقي الشيعي الشيخ جلال الصغير واضاف "انه يتمتع بشجاعة فريدة في تطبيقه لاجراءات المحكمة حيث لم يسمح للمجرم صدام بالتمادي فوق القانون ما أدى إلى طرده لثلاث مرات متتالية من المحكمة" .
وكان القاضي الخليفة عين الاسبوع الماضي في منصبه الجديد خلفا للقاضي السابق عبد الله العامري على خلفية قوله لصدام في احدى جلسات المحكمة الاخيرة "انت لست دكتاتورا" مما اعتبر انحيازا وخروجا على الحيادية التي يجب ان يتحلى بها القاضي .
وقد اجل القاضي الخليفة امس جلسات المحكمة الى التاسع من الشهر المقبل بعد أن انتهت من الاستماع الى اقوال 40 مشتكيا منذ بدء جلساتها في الحادي والعشرين من الشهر الماضي روى خلالها المشتكون كيف دمرت قوات النظام السابق قراهم واحرقتها بعد قصفها بالمدفعية والطائرات .. مؤكدين اعتقال العشرات من افراد عوائلهم عام 1988 والذين لم يعرف عنهم شيء منذ ذلك الوقت حيث تأكد قتلهم . وقد ابرز رئيس الادعاء العام منقذ ال فرعون وثائق تؤكد صحة ما قاله المشتكون من خلال خطابات رسمية اصدرها النظام انذاك وعرضها على المحكمة .
وكان القاضي الخليفة اضطر في جلسة الاربعاء الى طرد صدام من قاعة المحكمة عندما امتنع عن السكوت حيث قال انه يجب تسمية البيشمركة بالمتمردين .. ولما طلب منه القاضي السكوت اجاب : هل هذه هي العدالة .. بئس العدالة التي تحكمون بها .. فاجاب القاضي : لا تستخدم كلمات نابية وخاطبه قائلا "انت المتهم وانا القاضي" وسط احتجاج المتهمين .. فأمر القاضي بطرده لكن وزير الدفاع السابق سلطان هاشم بدأ يصرخ محاولا الكلام فطلب الخليفة منه السكوت غير انه رد "لن اسكت" وبدأ الصراخ فقرر القاضي اخراجه من قاعة المحكمة . ثم احتج المتهمون وبدأوا الصراخ وهم يتحدثون عن كرامتهم ودفاعهم عن العراق وطلبوا من القاضي تحمل مسؤولية امانة رئاسته للمحكمة . وصرخ علي حسن المجيد قائلا "تريدون اعدامنا بقرار سياسي فلماذا نحضر الجلسة؟ " .
وفي بداية الجلسة صباحا خاطب القاضي محمد الخليفة صدام في بداية الجلسة التي قاطعها محامو الدفاع الاصليون وبعد ان استلم منه ورقة مكتوبة قائلا له انه متهم في قضية الانفال ويتمتع بكامل حقوقه القانونية والانسانية في الدفاع عن نفسه او مناقشة المشتكين او طلب شهود جدد وابدى استعداده لتلبية جميع طلباته القانونية . لكن القاضي حذر صدام من محاولة الخروج على مجريات القضية الجنائية الى القضايا السياسية مؤكدا انه لن يسمح بذلك . وابلغ القاضي صدام ان محاولاته للاستهزاء من المحكمة او الاستخفاف بها لن تنفعه وانما ستضر به وبقضيته من دون ان يشعر .
وقد طلب صدام قراءة ورقة مكتوبة لكن القاضي قال انها اذا كانت هي الورقة نفسها التي استلمها منه لدى بدء جلسة اليوم فانه لن يسمح له بذلك .. وعندما الح صدام على تلاوتها سمح له القاضي بذلك لكن الصوت قطع عن نقلها وسط نقاش غير مسموع ولكن يرى بالصورة بين الطرفين استمر لمدة 10 دقائق .
والمتهمون الستة الاخرين بالاضافة الى صدام حسين هم علي حسن المجيد الملقب بعلي كيمياوي وكان مسؤولا عن المنطقة الشمالية وسلطان هاشم احمد وزير الدفاع السابق وصابر عبد العزيز الدوري رئيس المخابرات العسكرية وحسين رشيد رئيس هيئة الاركان للجيش العراقي السابق وطاهر توفيق العضو القيادي في حزب البعث المنحل والسكرتير العام للجنة الشمال وفرحان مطلك الجبوري الذي كان يشغل منصب مسؤول الاستخبارات العسكرية للمنطقة الشمالية. ويواجه صدام والمجيد تهمة ارتكاب إبادة جماعية فيما يواجه المتهمون الآخرون تهما بارتكاب جرائم حرب ويدفع هؤلاء بأن حملة الانفال رد شرعي على قتال الأكراد العراقيين الى جانب إيران ضد بغداد في الحرب بين البلدين بين عامي 1980 و1988 .
ويتهم الاكراد القوات العراقية بشن هجمات بغاز الخردل وغاز الاعصاب في الحملة التي استمرت سبعة أشهر والتي يقولون ان اكثر من 180 الف شخص قتلوا خلالها فيما نزح عشرات الالاف. وتركزت إفادات شهود العيان الستة خلال الجلسات السابقة على حجم المعاناة التي خلفها استخدام الجيش العراقي لأسلحة "كيميائية" على المدنيين خلال حملة الانفال العسكرية حيث أبلغ قرويون أكراد المحكمة كيف أن عائلات قضت نحبها بعد ان قامت طائرات بقصف القرى الجبلية بأسلحة كيماوية.
وتجري محاكمة الانفال هذه في وقت يواصل قضاة اخرون مشاورات لإصدار حكمهم في القضية الاخرى التي تتعلق بقتل 148 عراقيا من بلدة الدجيل شمال بغداد بعد نجاة صدام من محاولة لاغتياله فيها عام 1982. ومن المقرر أن تعلن المحكمة أحكامها النهائية في قضية الدجيل في السادس عشر من الشهر المقبل .