أخبار خاصة

الملك عبد الله في الأناضول: مستقبل العلاقات أخضر

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

مسؤول سعودي لـ"إيلاف" : الزيارة ستشهد توقيع 7 إتفاقيات
الملك عبد الله في "خريف الأناضول": مستقبل العلاقات أخضر !!

ردود فعل حول زيارة الملك عبدالله للفاتيكان

الملك عبدالله والبابا مع مواصلة الحوار بين الأديان

الملك عبدالله و برودي حضرا حفل رجال الأعمال

مسيحيو الشرق يريدون انتزاع وعد روماني من العاهل السعودي
الملك عبد الله والبابا مع مواصلة "الحوار بين الأديان"

هل يحقق الملك حلم الفلسطينيين من روما؟

الملك عبد الله في روما اليوم... وفي الصرح البابوي غدًا

الزيارة الملكية: ربطات عنق خاطئة وقصف إعلامي

في ختام زيارته لبريطانيا العاهل السعودي يحضر حفل استقبال سفارة المملكة في لندن

الملك عبد الله: اقتصادنا هو الأكبر في المنطقة

زيارة الملك عبدالله الى انكلترا

رداً على "اعتذار ليلي" من قبل نظيره البريطاني بسبب "الولادة"
سعود الفيصل يلغي حضوره إجتماعا "بين المملكتين"

مقابلة الملك عبد الله مع BBC تثير زوبعة من ردود الفعل
البريطانيون يجدّدون المطالبة بفتح تحقيق في إخفاق الحكومة الأمني

سلطان القحطاني من برلين: خلال "الرحلة الأغسطسية" التي قام بها عاهل السعودية الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى أنقرة العام الفائت كانت العلاقات بين بلاده و"تركيا الأتاتوركية" قد تخلصت لتوها من فتور شابها أكثر من أربعين عامًا في ظل حكومة جديدة.وإن كانت ذات لحية قصيرة ووجه علماني، المتمثلة بحزب العدالة والتنمية. أما الآن والملك عبد الله يقوم بزيارة ثانية من نوعها خلال عام فذلك يعني أن البلدين وصلا إلى ما هو أكثر مما تمنياه معًا في آب/أغسطس 2006، إذ يقول مسؤول سعودي رفيع خلال حديث مع "إيلاف" إن هذه الزيارة التي تبدأ يوم الجمعة المقبل دليل على "مدى قوة العلاقات بين البلدين" إضافة إلى أنها "تأتي في وقت مناسب" على حد قوله.

وسيبدأ ملك السعودية زيارة تستمر يومًا واحدًا إلى أنقرة يجتمع خلالها مع الرئيس التركي ورئيس الوزراء، عبد الله غول، ويتخللها توقيع سبعة اتفاقيات جديدة منها اتفاقية في مجال مكافحة الإرهاب، وأخرى لتفادي الازدواج الضريبي، وأيضًا في مجال تبادل المتهمين، إضافة إلى عدة مذكرات تفاهم في مجالات الصحة والسياحة والتعليم.

وفي حديثٍ مع "إيلاف" قال السفير السعودي في تركيا محمد الحسيني في سياق حديثه حول زيارة ملكه إن العلاقات بين البلدين أخذت "منحى تاريخيًا مهمًا". ويضيف قائلاً: "أؤكد أنه لا مجال للعودة إلى الفتور الذي سبق وأن أشرت إليه في أحد مقالاتك، لأن الطرفين متفقان على ضرورة استمرار هذه العلاقات". وكان الأتراك الأكثر حماسًا إلى إعادة الحياة من جديد إلى هذه العلاقة الدبلوماسية وخصوصًا الأطراف المؤثرة في حزب العدالة والتنمية التي كانت تعتبر نفسها "محسوبة على المملكة بغض النظر عن رأي المملكة في ذلك" حسب ما سبق وأن قاله رئيس الوزراء الحالي عبد الله غول في مذكرة سرية كشفت عنها "إيلاف" العام الماضي.

إلا أن التطورات السياسية في المنطقة الشرق أوسطية من العالم عقب الغزو الأميركي للعراق، وتغير الخريطة الجيوسياسية في المنطقة مما أسهم في صعود إيران كقوة نووية، أملت على البلدين الإسراع في التنسيق المشترك بينهما. وعن ذلك يقول السفير الحسيني من مقر عمله في أنقرة:" أستطيع القول إن التطورات في المنطقة قربت بين البلدين. التطورات أملت هذا التقارب. كما أن تواجد حكومة حزب العدالة والتنمية أسهم في ذلك خصوصًا وأنها حكومة معتدلة لها أفكار ورؤية تقتربان من رؤية المملكة إزاء العديد من القضايا".

ويقول بنبرات صوت تحاول أن تحدث أثرًا في محدّثه:" تركيا مهمة جدًا. إنها القوة العسكرية الثانية في حلف النيتو بعد أميركا. كما أنها أول دولة إسلامية اعترفت بإسرائيل، وهذا يمكنها من القيام بدور وسيط عندما تكون هنالك حاجة". وكان من ضمن عوامل فتور العلاقات بين المملكة العربية السعودية وتركيا هو ضعف مستوى الزيارات السياسية أو انعدامها قبل تولى حزب العدالة والتنمية الحكم في 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2002.

كانت آخر زيارة لمسئول تركي رفيع المستوى للمملكة هي زيارة رئيس الوزراء التركي آنذاك (سليمان ديميريل) في شهر يناير 1993 ضمن جولة خليجية شملت (الإمارات العربية المتحدة - البحرين - قطر - الكويت). وكانت تلك الزيارة تعد بمثابة مكافأة لتركيا على موقفها من أزمة الخليج التي دعمت فيها تركيا موقف التحالف الدولي سياسيًا، على الرغم من معارضه الجيش والتي وصلت إلى استقالة رئيس الأركان التركي احتجاجًا على ذهاب القوات التركية إلى الخليج .

وتعود بدايات العلاقات السعودية التركية إلى معاهده الصداقة بين المملكة وتركيا في 3/8/1929م أي قبل إنشاء وزاره الخارجية عام 1930 . واعترفت تركيا (بحكومة الحجاز- نجد) عام 3/8/1929. وكان توفيق حمزة أول مندوب دائم فوق العادة ووزير مفوض يعمل في تركيا عام 1948 ، في حين كان السفير صالح مصطفى إسلام هو أول سفير سعودي منذ العام 1957 وحتى 1961.

ويمكن القول إنه وباستثناء فتره السفير عبد العزيز خوجة المتميزة في النشاط الدبلوماسي، فإن سفارة المملكة في انقره كانت تعمل وهي شبه منطوية على نفسها ومغلقه أبوابها أمام الشعب والصحافة التركية، حتى جاء السفير محمد الحسيني بعد تنقلات لندنية وكندية ليعيد الدفء من جديد في أوصال العلاقات الباردة بين بلادة وتركيا.

وكان الأتراك يشتكون من سوء معاملة الدبلوماسيين السعوديين وعدم حماسهم لتطوير العلاقات بحجة أن ذلك توجه الحكومة نفسها. كما أن الصحافيين الأتراك غالبًا ما يشتكون أنهم لا يجدون من يلجئون إليه عند حاجتهم إلى طلب معلومات في أي موضوع من المواضيع بالمملكة. وعاشت العلاقات مرحلة حرجة جدًا في الأعوام 1999 و2002 بسبب عدة أحداث، أبرزها هدم قلعة اجياد وهجوم الإعلام التركي على المملكة، وصاحب ذلك رد من السفير محمد البسام الذي اتهم الحكومة التركية بأنها تهدم الآثار اليونانية في تركيا وتهمل الآثار العثمانية ومع ذلك تطالب المملكة بعدم هدم قلعة اجياد.

وبعد ذلك بفترة، تمت إحالة السفير البسام على التقاعد ونقل السفير الحسينى إلى انقره، وتزامن ذلك مع وجود حزب العدالة والتنمية في الحكم، مما أزال الكثير من سوء الفهم الحاصل بين الدبلوماسية التركية والسعودية. وتأتي زيارة الملك عبد الله إلى أنقرة في ظل تصاعد التوتر مع حزب العمال الكردستاني الذي ينطلق في هجماته من شمال العراق مما جعل تركيا متأهبة إلى الحد الأقصى لمطاردة أفراد الحزب المصنف ضمن "الجماعات الإرهابية"، ولو أدى ذلك إلى انتهاك السيادة العراقية.

إلا أن مصادر رسمية استبعدت أن تكون هناك وساطة سعودية بين الطرفين. يقول السفير النشط الحسيني عن ذلك في سياق حديثه مع "إيلاف" :" قضية الأكراد أنا أرى أنها قضية داخلية. دول الجوار تراقب تطورات هذه المشكلة ونحن ندعم أي إجراء ينصب في إطار مكافحة الإرهاب". ويضيف قائلاً خلال الحديث الهاتفي عن مجمل العلاقات بين البلدين: "هناك توافق بين البلدين إزاء العديد من الملفات وخصوصًا مكافحة الإرهاب. بالنسبة إلىالعراق نحن وتركيا متفقان على ضرورة أن يكون هنالك عراق مستقل وموحد. في ما يتعلق بفلسطين تركيا تؤيد المبادرة السعودية للسلام. كما أننا متفقان على ضرورة إخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية".

ولا شيء يُضاف إلى هذا الحوار سوى مقدار الدهشة التي ترفع حاجبي السفير الحسيني حين يرى إلى أي حد هو الشعب التركي شديد الحماسة إزاء القضايا العربية والإسلامية، وهو ما يبدو جليًا في المظاهرات المليونية التي تنظم دعمًا للقضية الفلسطينية أو تلك التي ظهرت خلال أزمة الرسوم المسيئة للنبي.


وفي حديث على هامش الحوار ليس للنشر قال الحسيني :" أعجبتني حساسية وحماسة الأتراك المفرطة إزاء قضايانا ودعمها وهذا ما شجعني لتنمية العلاقات أكثر فأكثر بين البلدين".

وحين أقول له وأنا أختم حواري وأوراقي: " هل تعتقد أن مستقبل العلاقات أخضر رغم فصل الخريف الذي يلف الأناضول والعالم؟". يجيب بتفاؤل :" نعم المستقبل أخضر .. مشرق".

ويبدو أن الاخضرار سيعود إلى الأناضول الغارقة في هذا الخريف العابر ولو بعد حين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف