رايس تلتقي عباس وأولمرت غداً
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الفلسطينيون يعلقون آمالاً كبيرة على الزيارة
رايس تلتقي عباس واولمرت غداً
سمية درويش من غزة وخلف خلف من رام الله: قالت محافل سياسية فلسطينية ، بان زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس للمنطقة تهدف إلى إحداث أي تحرك أو حراك سياسي على الساحة الفلسطينية ، وعلى الجبهة الفلسطينية الإسرائيلية ، لتؤكد للديمقراطيين والقوى المساندة لها في المنطقة أن بوش وخارجيته وقواته قادرة على تحقيق إنجاز سياسي وعسكري في المنطقة وإنجاز إستراتيجي في محاربة ما يسمى " بالإرهاب ".
رايس في بغداد لدعم الخطة الأمنية
غضب إسرائيلي وأميركي من محمود عباس
ومن المقرر أن تلتقي الوزيرة السمراء في القدس مساء اليوم قبيل انعقاد القمة الثلاثية مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ، مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني ، وقبل أن تجري محادثات تحضيرية منفصلة مع كل من عباس واولمرت في رام الله والقدس غدا. ولفت الباحث والمحلل السياسي سميح خلف ، إلى أن رايس تأتي إلى هذا الاجتماع وأمامها اتفاق مكة المكرمة ، ورؤيا متحفظة تجاهه تريد من هذا الموقف استنزاف الموقف الفلسطيني بأكبر كمية من التنازلات ، محذرا الجانب الفلسطيني والرئيس محمود عباس خصيصا .وقد نفت رايس ، أن تكون الولايات المتحدة قد أبلغت الرئيس محمود عباس ، إنها لن تتعامل مع حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية المزمع تشكيلها. بدوره أكد ياسر عبد ربه عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، أنه سيتم خلال اللقاء الثلاثي شرح مدلول اتفاق مكة ، والمطالبة بالتعامل مع الحكومة التي سيتم تشكيلها بناء على التوافق الوطني.
وحول ما تحمله الوزيرة السمراء لهذا الاجتماع ، أوضح خلف ، بان الاجتماع يأتي والأمور الميدانية قابلة للتصعيد حول المسجد الأقصى والتي يمكن أن تهدد كل المهتمين بانتفاضة ثالثة تنسف أولا الوضع السياسي الفلسطيني ، وما أتفق عليه في مكة ، وثانيا تقويض للسياسة الأميركية التي هي بحاجة إلى أي نصر كان شكليا أو وهميا في هذه المرحلة ، ولذلك رايس ستحث الجانب الإسرائيلي على وقف أعمال الحفريات وما يهدد المسجد الأقصى في هذا الوقت بالذات .
ونوه إلى إن رايس ستطلب من الجانب الفلسطيني خطوات أكثر تقدما ووضوحا من الحكومة الفلسطينية نحو مطالب الرباعية وإسرائيل كخطوة متوازنة ومتوازية لفك الحصار على الشعب الفلسطيني إذا تقدمت حماس أو حكومة الوحدة الوطنية بخطوات فاعلة نحو توحيد الأجهزة وتنظيم حركة السلاح .
وفي ما يتعلق بمطالب الفلسطينيين من الدخول مباشرة في خطوات ومفاوضات الحل النهائي والشامل ، اعتبر خلف هذا الأمل مازال بعيدا في الوقت الحاضر أيضا لتأثير قوى إقليمية وأوضاع داخلية فلسطينية وإسرائيلية ، مبينا بان رايس ستستطيع أن تحرض في اتجاه تشكيل لجان أولها على الصعيد الأمني ، وثانيها على الصعيد الاقتصادي أما على الجانب السياسي فسيكون فيها الدفع قليل جدا وضئيل وهذا يعتبر شبه تجميد للأوضاع انتظارا لما سيحدث على الساحة العراقية وعلى الساحة اللبنانية والسورية .
من جهتها اعتبرت صحيفة القدس المقدسية ، جولة رايس هامة في الوقت الذي أبدت فيه كافة العواصم العربية والإسلامية وعدد من العواصم الأوروبية إضافة إلى روسيا والصين عن ترحيبها باتفاق مكة ودعوتها لضرورة التعامل مع حكومة الوحدة الفلسطينية ، موضحة بأنها تشكل بداية هامة لانطلاقة جديدة لعملية السلام إذا ما أبدت اللجنة الرباعية الدولية مواقف متوازنة وإذا ما توقفت الولايات المتحدة عن الانحياز للموقف الإسرائيلي وللغة إملاء الشروط المسبقة على الجانب الفلسطيني.
وبحسب الصحيفة المقدسية ، فان الفرصة ملائمة الآن أمام المجتمع الدولي واللجنة الرباعية تحديدا على ضوء اتفاق مكة ، وكتاب التكليف لتشكيل الحكومة الجديدة ، وما تضمناه من تأكيد احترام للشرعية الدولية والعربية وللاتفاقيات التي أبرمتها منظمة التحرير وكذا تأكيد الرئيس عباس على التزام الجانب الفلسطيني بخريطة الطريق والاتفاقيات الموقعة، لدفع عملية السلام قدما وإخراج المنطقة من دوامة التوتر والعنف.
الفلسطينيون يعلقون آمالاً كبيرة على الزيارة
ويأمل الفلسطينيون في أن يطرأ تغيير ما على الموقف الأميركي؛ إذ أن الإدارة الأميركية تلمح إلى إمكانية مقاطعة الحكومة الفلسطينية المرتقبة، وهو ما يعني استمرار الحصار السياسي والاقتصادي على السلطة الفلسطينية، وتصل رايس إلى إسرائيل مساء اليوم السبت، وهي عاقدة العزم على عقد اللقاء الثلاثي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، بالإضافة إلى عقد لقاءٍ مع كلٍ منهما على حدا.
وفي حال عدم نشوب أزماتٍ كبرى في الطريق فإنه سيتم تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية بعد أسابيع قليلة، وحسب مصادر فلسطينية مطلعة تحدثت لـ ايلاف فان اتفاق مكة دخل حيز التنفيذ ويتم الآن بلورة موقف اليسار الفلسطيني وإقناع الجبهة الشعبية بالمشاركة بعدما أعلنت نيتها عدم المشاركة احتجاجاً على المحاصصة في الحقائب بين فتح وحماس.
وحسب المصادر ذاتها فان إسماعيل هنية قدم استقالته في أعقاب اتصالين هاتفيين أجري الأول بين إسماعيل هنية ووزير الخارجية السعودي سعود الفيصل؛ حيث أوضح له هنية أن حماس لا تضع أي شروطٍ جديدة للدخول في حكومة الوحدة، أما الاتصال الثاني فقد جرى بين أبو مازن وخالد مشعل حيث تم خلاله تسوية الأمور بشكلٍ نهائي. كما أن الرئيس السوري بشار الأسد كان قد أبلغ خالد مشعل بدعم بلاده لاتفاق مكة.
وينبع التخوف الفلسطيني من عدم قدرة حكومة الوحدة على فك الحصار، حيث أنه وخلافاً لما أعلنه بعض القادة الفلسطينيين الذين تحدثوا عن قبول واشنطن لحكومة الوحدة، فإن الإدارة الأمريكية تقول: إنه لم يتم بعد اتخاذ قرارٍ بشأنها، وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أمس: إنه ليس مؤكداً أن تتشكّل هذه الحكومة، كما أن سياستها وكيفية عملها غير واضحة، وعلى خلفية الافتقار إلى المعلومات، فإن من الصعب معرفة كيفية تعامل الولايات المتحدة أو الرباعية الدولية مع حكومة وحدة محتملة على حدّ قوله.
هذا وأكد المسؤولون في الإدارة الأميركية أن الكرة الآن في الملعب الفلسطيني وذكر الناطق باسم الخارجية الأمريكية أن رايس عاقدة العزم على منح دعمها الكامل وجل الطاقات لديها، إلا أنه في الوقت ذاته قلّل من مستوى التوقعات التي كانت طفيفةً في السابق أيضاً حيث قال: عندما حددت رايس القمة الثلاثة كانت ترغب في الخروج منها بالإعلان عن أفقٍ سياسي، بما في ذلك تفصيل معين إزاء موضوع الدولة الفلسطينية.
وأضاف المتحدث الأميركي يقول: إن عدم الوضوح في مناطق السلطة الفلسطينية يُشكّل تعقيداً إضافياً لتعقيدات الوضع، مرجحاً عدم الخروج بنتائج رسمية معينة من هذه القمة، ويشار هنا إلى أن تصريحات المتحدثين في الإدارة الأمريكية وتصريحاتٍ أخرى عشية توجّه رايس إلى المنطقة تضفي شعوراً بأن الهدف السياسي الآن هو إتمام الزيارة بسلام.
ومن جانبه، قال إيهود يعري المعلق السياسي في القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي: أعتقد أن محمود عباس يعلم جيداً أن الإدارة الأمريكية غاضبةٌ منه، كما يعلم أنه لا رايس ولا أولمرت بإمكانهما طرح مقترحاتٍ كبرى أمام الطاولة، وبالتالي فإنه يتولى طرح موضوع الشروع في مفاوضاتٍ حول خطةٍ ما على التسوية الدائمة، إضافة إلى استعداده لتسويةٍ ما قبل ذلك.
كما قال المحلل السياسي الإسرائيلي روني دانييل: أنا لا أعتقد أن رئيس الوزراء (إيهود أولمرت) سوف يشارك في اللقاء الثلاثي بناء على توصيات ما من وزارة الدفاع، إلا أن سلسلةً من المناقشات قد جرت حول الموضوع؛ لأن الصورة ليست واضحة بعد، إذ لا علم لنا بما تم التوصل إليه في مكة بالضبط، كما ليس واضحاً ما الذي سيطلبه عباس من أولمرت، وبالتالي فإن التوصيات تتحدث عن وجوب فحص الأمور، ولكن ليس فحص الأقوال والكلمات والأوراق المكتوبة وإنما الأفعال.