الدول الست تبدأ العمل على قرار جديد حول ايران وبليكس يحذر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن تحث على ممارسة ضغوط اقوى على ايران
بريطانيا تؤكد على تصميمها حيال إيران
قطر تحذر وايران تطالب القوى العظمى باتخاذ مبادرة
الغرب يبحث اليوم فرض عقوبات على ايران
رايس تشترط ايقاف انشطة التخصيب قبل التفاوض مع طهران
لندن، طهران، نيويورك: باشرت الدول الست الكبرى في لندن العمل على قرار جديد لمجلس الامن ضد ايران قد يتم الاتفاق عليه "بسرعة" على حد تعبير وزير الخارجية الفرنسية فيليب دوست بلازي. وغداة هذا الاجتماع، اكد وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي مجددا ان ايران ترفض تعليق تخصيب اليورانيوم، وذلك غداة اجتماع الدول الست الكبرى في لندن للبحث في قرار جديد ملزم ضد طهران.واعلن المدير السياسي البريطاني جون ساورز مساء الاثنين ان الاجتماع الذي رئسه لم يسفر عن "اي قرار"، غير انه وصفه بانه "مثمر". وقال ان الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا) والمانيا "بدأت العمل على قرار جديد لمجلس الامن انطلاقا من القرار 1737". واضاف ساورز في بيان "اننا عازمون جميعا على البحث عن حل بالتفاوض (..) ولم يتخذ اي قرار. لقد شجعتنا جدية المحادثات وستتواصل باتصالات اخرى لاحقا هذا الاسبوع".
وصرح وزير الخارجية الفرنسي ان هناك "احتمالا كبيرا" بان تتفق الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي "بسرعة" على قرار ثان بشأن ايران، مؤكدا "ينبغي اصدار قرار ثان". وقال دوست بلازي لشبكة "ال سي اي" التلفزيونية الفرنسية "اجتمع مدراؤنا السياسيون امس (الاثنين) في لندن وهناك فرصة كبيرة بان نتوصل جميعنا من روس وصينيين واميركيين وبريطانيين وفرنسيين بسرعة الى اتفاق على قرار ثان ينص على عقوبات اقتصادية".
واعلنت وزارة الخارجية الاميركية مساء الاثنين ان الدول الست ستتشاور هاتفيا الخميس على امل الاتفاق على البنود الواجب ادراجها في هذا القرار الجديد. وكان المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير شدد قبل ذلك على اهمية "وحدة المجتمع الدولي في التصدي لانتهاك (طهران) المستمر" لواجباتها، مؤكدا ان تصميم المجتمع الدولي حيال ايران لم يتراجع "بل على العكس (..) الجميع يريد بوضوح المضي قدما".
وقال شون ماكورماك المتحدث باسم الخارجية الاميركية ان ما تنتظره الولايات المتحدة من هذه الاجتماعات هو التوصل الى "قرار جديد في مجلس الامن او اجراءات اضافية تشدد الضغط الدبلوماسي على ايران".
من جهته اكد البيت الابيض انه لا ينوي مهاجمة ايران، غير انه عاد واوضح ايضا ان الخيار العسكري يبقى احتمالا مطروحا. وكانت موسكو عبرت في وقت سابق الاثنين عن مخاوفها من احتمال توجيه ضربات عسكرية اميركية لايران، بعد التهديدات المبطنة التي صدرت عن نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني في عطلة نهاية الاسبوع الماضي. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال اجتماع مع الرئيس فلاديمير بوتين "من جهة القيادة الايرانية لا تعطي في الوقت الحاضر ردا مرضيا على اسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومن جهة اخرى تتزائد التكهنات حول توجيه ضربات الى ايران، وهو امر مثير للقلق".
وقال وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي على هامش مؤتمر حول اميركا اللاتينية الثلاثاء ان "الاوروبيين قدموا لنا لائحة من المقترحات التي يعدون فيها بمساعدة ايران على انتاج محطات نووية ويطلبون في المقابل وقف التخصيب وهذا غير قانوني وغير مشروع (...) ولن يتحقق ابدا".
وكان المتحدث باسم الحكومة الايرانية غلام حسين الهام اعلن الاثنين ان مطالبة مجلس الامن لايران بتعليق عمليات تخصيب اليورانيوم طلب "غير مشروع وغير منطقي ويتعارض مع الارادة الوطنية" الايرانية. واكد مجددا رغبة ايران في "التوصل الى حل عبر مفاوضات". غير ان سكرتير المجلس الاعلى للامن القومي الايراني علي لاريجاني صرح ان ايران على استعداد للنظر "بايجابية" في طلب اميركي رسمي للتفاوض، الا انها ترفض الشرط المسبق بتعليق تخصيب اليورانيوم.
وعقد اجتماع الاثنين في لندن بعد ان اعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الخميس الماضي ان ايران لم تلتزم بقرار مجلس الامن الدولي 1737 الذي امهلها في كانون الاول/ديسمبر ستين يوما لتعليق نشاطات تخصيب اليورانيوم. ويمكن استخدام هذه النشاطات لاهداف مدنية وعسكرية على حد سواء، ما يغذي المخاوف من ان تستغلها ايران لامتلاك القنبلة الذرية.
ودعت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بعد صدور تقرير وكالة الطاقة الذرية الى اقرار عقوبات اضافية بحق طهران، فيما تحفظت كل من المانيا والصين وروسيا على ذلك، علما ان البلدين الاخيرين يرتبطان بايران بمصالح اقتصادية واستراتيجية قوية وخصوصا في مجال الطاقة. وما زاد من المخاوف الدولية اعلان طهران الاحد اطلاق اول صاروخ ايراني الى الفضاء لاغراض الابحاث.
من جهتها قالت الصين ان الدبلوماسية والمفاوضات السلمية هما أساس انهاء المواجهة بشأن برنامج ايران النووي.وقال كين جانج المتحدث باسم وزارة الخارجية في مؤتمر صحفي "موقفنا متسق." وأضاف "نحن نؤيد حلا من خلال السبل الدبلوماسية والمفاوضات السلمية."
واجتمع ممثلون عن الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي وهي الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا والصين وبريطانيا بالاضافة الى المانيا في لندن أمس الاثنين على خلفية تصاعد التوترات الدولية بشأن ايران.وقال مسؤولون بريطانيون انهم اتفقوا على العمل على قرار جديد لمجلس الامن يفرض ضغوطا على ايران بسبب برنامجها النووي لكنهم أبقوا على التزامهم بالسعي للتوصل الى حل عن طريق التفاوض.ويخشى الغرب من أن تكون ايران تسعى لانتاج سلاح نووي لكن طهران تقول ان برنامجها يهدف فقط الى توليد الكهرباء.
بليكس يحذر من اهانة ايران
حذر كبير المفتشين الدوليين السابق عن اسلحة الدمار الشامل هانز بليكس، المعارض الشديد للغزو الذي شنته الولايات المتحدة على العراق، من ان "اهانة" ايران بشان برنامجها النووي يمكن ان يدفع الجمهورية الاسلامية الى التعنت. وصرح للصحافيين "ان هذه هي الملاحظة نفسها التي ابديتها في السابق بشان العراق".
وتساءل بليكس "لماذ تصرف العراقيون بالطريقة التي تصرفوا بها في التسعينات وطردوا مفتشي انسكوم"، اللجنة الدولية الخاصة التي كانت مكلفة بالبحث عن اسلحة الدمار الشامل في العراق بعد حرب الخليج عام 1991. واعتبر ان احد اسباب ذلك القرار العراقي، وهو اجراء "لم يكن عقلانيا وتبين انه يضر للمصالح العراقية"، كان "الاهانة" التي شعر بها عندما اعربت اللجنة عن رغبتها في تفتيش قصور صدام حسين.
وكان بليكس الذي يرأس حاليا اللجنة السويدية المستقلة لاسلحة الدمار الشامل، رئيسا للجنة الرقابة والتحقق والتفتيش التابعة للامم المتحدة (انموفيك) التي كانت مكلفة التحقيق في الاسلحة العراقية غير التقليدية قبل الغزو الاميركي لهذا البلد في 2003. وادرجت الولايات المتحدة طرد العراق للمفتشين كاحد اسباب غزوها للعراق في اذار/مارس 2003 للاطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين. الا انه لم يتم العثور على اي من تلك الاسلحة.
واضاف بليكس انه يوجد الان "بعض التشابه" بين العراق وايران، وقال ان مطالبة ايران بتعليق التخصيب قبل اي تفاوض هو "كما لو كنت تقول لطفل اجلس اولا وتأدب، وبعد ذلك سنعطيك مكافأة واعتقد ان ذلك مهين". وصرح كبير المفاوضين النوويين الايرانيين علي لاريجاني لوكالة الانباء الايرانية (ايرنا) امس الاثنين ان طهران مستعدة لدراسة طلب اميركي باجراء محادثات، ولكن دون الشرط المسبق بوقف عمليات تخصيب اليورانيوم. وقال "ان وضع شروط مسبقة يعني انك قررت بالفعل نتيجة المفاوضات مسبقا ولهذا السبب لم تثمر مثل هذه السياسيات عن نتيجة حتى الان".
نجاد في الصحف البريطانية
تحت عنوان "أحمدي نجاد تحت النار في إيران لموقفه النووي المتشدد" تنشر صحيفة الجارديان تحقيقا أعده إيان بلاك من طهران يتطرق فيه إلى ما يطلق عليه معارضة من داخل النخبة السياسية في ايران للرئيس نجاد. وينقل بلاك عن محمد أتريانفار، وهو معلق سياسي ومقرب من الرئيس الايراني الاسبق علي هاشمي رافسنجاني، قوله إن الرئيس الايراني يستخدم "لغة السوق"، وإن تصريحاته الأخيرة تصعب من مهمة المفاوض الرئيسي الايراني علي لاريجاني، في التوصل إلى اتفاق مع الدبلوماسيين الأوروبيين.
ويضيف بلاك أن "المنتقدين من كل الأطياف السياسية في ايران ينتقدون الرئيس بسبب تصريحه المتعلق بعدم وجود "كوابح" أو "رجوع للوراء"، مما أدى إلى ذيوع مزاعم في الغرب بأن سياسة نجاد بدأت تواجه مقاومة. ويقول أتريانفار إن "هذه الرطانة اللفظية لا تناسب رئيسا، ولا مكان لها في الدوائر الدبلوماسية".
نجاد و"الفرامل"
أما فايز زاهد، وهو زعيم حزب التضامن الاسلامي الاصلاحي الايراني فقد انتقد، حسب المقال المنشور ما أطلق عليه "محاولة أحمدي نجاد محاكاة الرئيس الفنزويلي هيوجو شافيز بدلا من زعماء عالميين مشهود لهم بالكفاءة مثل نيلسون مانديلا وفاكلاف هافل".
ويقول كاتب التحقيق أيضا إنه حتى صحيفة "رسالات" الأصولية المعروفة بتأييدها للرئيس نجاد قالت "إن الضعف وانعدام الخبرة والعنف البلاغي اللفظي الزائد ليس مقبولا في سياستنا الخارجية".
وينقل المقال مما كتبه زاهد في صحيفة "اعتماد المللي" عندما قال "لقد وجدت الكوابح (الفرامل) حتى يصل القطار سالما إلى مقصده. ربما نجد خلال الرحلة السكة الحديدية متشققة ونضطر إلى نقل مسافرينا عن طريق تحريك المقود إلى الخلف للانتقال إلى سكة أكثر أمانا. إن ايران بلد زلازل والفيضانات والكوارث الطبيعية. وأنت بمثابة رأس البلاد. ويتعين علينا ان نثق فيك"!