أخبار

من المذنب في خلاف بوشهر

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

نجاد: إجماع 5+1 لن يحول دون سفري إلى نيويورك

فرنسا تدعو لممارسة ضغط دولي على إيران ونجاد يتمسك بالنووي

نجاد يطلب رسميا التوجه الى الامم المتحدة

مجلس الأمن: مشروع قرار جديد بتشديد العقوبات على إيران

الدول الست الكبر تقر فرض عقوبات على إيران

نجاد: إنهيار الاتحاد السوفيتي و تعثرات أميركا مؤشرات لظهور المهدي

روسيا وإيران: بين صدام النظريات واستمرار

البلدان الستة ستقدم مشروعا ضد ايران الى مجلس الأمن

موسكو:أعلن رئيس وكالة الطاقة الذرية الروسية سيرغي كيريينكو أمام الصحافيين أن روسيا لا تستيطع إكمال بناء محطة بوشهر الكهرذرية على حسابها. وقال كيريينكو إنه "يجب أن يواصل الجانب الإيراني التمويل. فالمحطات الكهرذرية لا تبنى مجانا". ويتلخص جوهر القضية في وجود خلل مالي بين المقاول والزبون.

فان موسكو لم تستلم مبلغ الـ 7ر12 مليون دولار الذي تؤكد طهران على تحويله. وأكدت يفغينيا نيميروفيتس نائبة رئيس مؤسسة "آتوم ستروي إكسبورت" أن "تصريح الجانب الإيراني أنه قام بتحويل مبالغ مالية إلى المؤسسة في 1 مارس (آذار) يبدو سخيفا". ولربما أن كل هذا ينحصر بالمشاكل المصرفية التي ترتبط بتغيير عملة الحسابات (من الدولار إلى اليورو) وإلخ. ومع ذلك لو كان الجانب الإيراني يود حقا حل القضية لاختار طريق الاجراءات الفعالة الكفيلة باحتوائها.

مع ذلك ليس من السليم البحث عن جواب للسؤال ـ "من المذنب؟" في خلاف بوشهر. فقد لعبت دورها كما يقول رجال القانون "ظروف موضوعية كأداء". ذلك أن المشروع الذي تنفذه روسيا في بوشهر فريد من نوعه من الناحية الهندسية. ثم تعين إكمال ما بدأه آخرون (الألمان) والتفكير مليا بحثا عن حلول تكنولوجية مناسبة. ولكن من يقيم هذا؟ فالعملية لا تحظى باهتمام الزبون وأنه يتطلع إلى نتيجة.

وجدير بالذكر أن الصعوبات التي نشأت لدى بدء تنفيذ المشروع من الجانب الروسي في منتصف التسعينات من القرن الماضي كانت متوقعة، وتم تذليلها إذ أنجز المشروع بنسبة 95 بالمائة تقريبا. ولم يبق إلا الطور الختامي إلا أن المماطلة على الصعيد المالي تعيق الأمر. لكن كما يقال: "لا توجد أموال ـ لا يوجد عمل". فهيهات أن يوجد من يتجرأ على الاعتراض على هذه القاعدة الكلاسيكية في العلاقات بين المقاول والزبون!

ولكن بدل الخروج من هذا المأزق بشكل مهذب ومنطقي تميل طهران إلى تسييس ما يجري. وقد أعلن نائب رئيس مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية محمد سعيدي بشكل قاطع أن "المشاكل المتعلقة بمشروع محطة بوشهر تحمل طابعا ماليا وفنيا في الوقت الحاضر ولكن إذا لم تجهز روسيا الوقود النووي في مارس من هذه السنة فهذا سيعني أن المشكلة تجاوزت هذه الأطر".

ولماذا يجرى التركيز على الوقود بالذات؟ فان طلبية بوشهر قد نفذت منذ فترة طويلة وتنتظر الشحن في المستودعات الخاصة في مصنع نوفوسيبيرسك للمواد الكيماوية. فما معنى وصولها إلى مشروع بوشهر في إيران قبل أن يكون المفاعل جاهزا؟ علما أن الوقود النووي ليس "فستقا ولا لوزا" وان منطق السوق الشرقية ـ ادفع والبضاعة لك ـ لا يناسبه.

فان الوقود النووي هو عبارة عن تركيبات تكنولوجية معقدة تحتاج إلى خزن ومعاملة خاصة حتى شحنها في المفاعل.

وإن التمويل الذي تنتظره روسيا ضروري لتشكيل فرق الاختصاصيين الذين سيقومون بتنفيذ الأعمال الحساسة جدا التي ترتبط بتهيئة المفاعل لشحن الوقود النووي وكذلك لتسديد أثمان مجموعات المعدات التي تلقت المؤسسات الروسية والأجنبية طلبات لصنعها.

وأكد سيرغي كيريينكو أن "الجانب الروسي لم ينكث بتعهداته المتعلقة بتجهيز الوقود لمحطة بوشهر الكهرذرية إذ انه سيجهز قبل ستة أشهر من تشغيل المحطة". إلا أن مواعيد تشغيل المنشأة نفسها التي كانت مقررة في السابق في سبتمبر (أيلول) 2007 أغلب الظن ستؤجل والمذنب في ذلك حالات سوء الفهم المادية. وأكد رئيس الوكالة الروسية أن مؤسسته لا تطرح إي مطالب خاصة بصدد مشروع بوشهر: "إننا مجرد نسأل ـ متى سيستأنف التمويل؟".

*بقلم تاتيانا سينيتسنا، معلقة نوفوستي

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف