صربيا تسحب سفيرها من واشنطن لإعترافها بكوسوفو
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
وجهت رسائل لـ 192 دولة تتضمن طلبات للاعتراف بالدولة الجديدة
كوسوفو : بدء معركة تثبيت الاستقلال
إستمرار المواقف الشاجبة والمؤيدة لإستقلال كوسوفو
كوسوفيون وصرب يتظاهرون في عدد من الدول الاوروبية
برلمان كوسوفو اعلن استقلال الاقليم وقدم العلم
بريشتينا تحتفل بإستقلال كوسوفو
كوسوفو: باريس وواشنطن تعترفان ولندن في الطريق
صربيا تطلب من سفيرها مغادرة الولايات المتحدة
واشنطن، وكالات: في رد فعل فوري على إعلان وزارة الخارجية الأميركية اعتراف الولايات المتحدة بكوسوفو كدولة مستقلة عن صربيا، وعزمها إقامة علاقات دبلوماسية معها، قررت حكومة بلغراد سحب سفيرها من واشنطن. جاءت هذه الخطوة، التي أعلنها وزير الخارجية الصربي، فوك جيرميتش الاثنين، بعد قليل من إعلان وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، في بيان مكتوب، أن الولايات المتحدة تعترف بدولة كوسوفو، كأحدث دولة مستقلة في أوروبا. وجاء في البيان الذي صدر بواشنطن: "نتقدم بالتهنئة إلى شعب كوسوفو بهذه المناسبة التاريخية"، مضيفة قولها إن "الرئيس بوش قرر الاستجابة على الفور، لطلب من حكومة كوسوفو، بشأن إقامة علاقات دبلوماسية بين دولتينا."وكان السفير الصربي بالولايات المتحدة إيفان فوياتشيتش، قد ذكر في وقت سابق إن بلاده سوف تتخذ "خطوات دبلوماسية"، لم يحددها، تجاه الدول التي ستعترف باستقلال كوسوفو. وفي الوقت الذي أعلنت فيه الولايات المتحدة اعترافها باستقلال كوسوفو، فقد أعربت موسكو عن عزمها القيام بكل الجهود الممكنة لإلغاء إعلان استقلال الإقليم، معتبرة أنه "جاء مخالفاً للشرعية من جانب واحد." وحذرت روسيا، التي سارعت بإدانة إعلان كوسوفو الاستقلال عن صربيا، بمجرد صدور الإعلان الأحد، من أن الخطوة "تهدد بإشعال نزاع جديد" في منطقة البلقان، وطالبت بوضع الإقليم تحت الإدارة الدولية.
ويبدو أن الخلاف الأميركي الروسي بشأن إعلان إقليم "كوسوفو" الاستقلال عن صربيا، لن يقتصر فقط على الدولتين المحوريتين، بل سيمتد إلى الأسرة الأوروبية نفسها، التي بدت "منقسمة" إزاء تأييد الاستقلال أو معارضته. وبينما أرسل المسؤولون في كوسوفو رسائل إلى نحو 192 دولة حول العالم، تدعوها إلى الاعتراف باستقلالها، فقد عقد وزراء خارجية 27 دولة عضو بالاتحاد الأوروبي اجتماعاً في العاصمة البلجيكية بروكسل الاثنين، لبحث مسألة الاعتراف بالدولة الأوروبية الجديدة.
وبدا التباين واضحاً في موقف دول الاتحاد الأوروبي، بين مؤيد ومعارض للخطوة التي أعلنها البرلمان الكوسوفي الأحد، على الرغم من قيام الاتحاد بإرسال بعثة لتسلم المهام الإدارية بالإقليم، الذي أصبح دولة، من بعثة الأمم المتحدة التي تتولى إدارته منذ العام 1999.
وفيما أعلنت كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا اعترافها باستقلال كوسوفو، أو ألمحت إلى أنها ستعترف باستقلالها، فقد أعربت ست دول أوروبية أخرى، وهي قبرص وأسبانيا واليونان وسلوفاكيا ورومانيا وبلغاريا، عن أنها "غير مستعدة للاعتراف باستقلال الإقليم الصربي." وكان البرلمان الكوسوفي قد عقد "جلسة تاريخية" الأحد، أعلن خلالها موافقته على استقلال الإقليم بشكل تام عن صربيا، بعد قرابة عقد كامل من الخضوع لإدارة الأمم المتحدة، في أعقاب الحرب التي اندلعت في منطقة البلقان، بعد "تفكيك" جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية السابقة.
ووافق الاتحاد الأوروبي السبت، قبل يوم واحد من إعلان استقلال كوسوفو، على إيفاد بعثة من قرابة ألفي شرطي وقانوني لتقديم الدعم للإقليم، تتولى المهام المتعلقة بالشرطة والقضاء والإدارة المدنية، من بعثة الأمم المتحدة الحالية بعد فترة انتقالية تستمر أربعة أشهر.(المزيد)
ونقلت أسوشيتد برس أن التكتل الأوروبي أقر نشر القوة المؤلفة من 1800 فرد في كوسوفو، مشيرة إلى أنها ستبدأ العمل بكامل طاقتها مطلع الصيف المقبل، وسط احتمالات برفع أعداد طاقمها إلى أكثر من 2000 فرد، سيعملون على وضع اللبنات الأمنية والإدارية والقانونية الأولى للدولة الحديثة. وجاءت الموافقة الأوروبية بعد يوم واحد من تعهد رئيس وزراء كوسوفو، هاشم تاتشي، الجمعة بالحفاظ على حقوق كافة الأقليات بعد الاستقلال، تحديداً الصرب، وإسناد أدوار لهم في مجتمع وحكومة الدولة الجديدة. كما شدد تاتشي، الذي تلا إعلان استقلال الإقليم أمام جلسة استثنائية للبرلمان الأحد، على عزم الدولة الوليدة بالسعى للاندماج مع الاتحاد الأوروبي، والانخراط في حلف شمال الأطلسي "الناتو." وفي أعقاب إعلان استقلال كوسوفو، قرر مجلس الأمن الدولي عقد جلسة طارئة مساء الأحد، بناء على طلب من روسيا، لبحث مسألة إعلان استقلال كوسوفو "من جانب واحد"، فيما دعت قوى دولية أخرى جميع الأطراف إلى "التزام التهدئة."
من جانبه، أدان رئيس الحكومة الصربي، فويسلاف كوشتونيتسا، إعلان البرلمان الكوسوفي استقلال "الإقليم"، قائلاً لمواطني صربيا: "يجب علينا أن نعمل معاً ليرى العالم أننا لن نقبل بقيام دولة زائفة على أراضينا." كما أكد وزير الخارجية الصربي، فوك جيرميتش، أن بلاده "سوف تعمل بكل ما يمكنها من أجل معارضة هذا الاستقلال غير القانوني"، في إشارة إلى أن استقلال كوسوفو جاء من جانب واحد، دون اعتراف بلغراد به. وتصاعدت التحركات نحو استقلال كوسوفو رسمياً عن صربيا العام الفائت، عقب تنظيم الأمم المتحدة لمفاوضات الحل النهائي لتحديد مصير الإقليم، تزامناً مع تولي تاتشي منصبه كرئيس للحكومة الكوسوفية، الذي جعل من الاستقلال على سلم أولويات حكومته.
وتقول واشنطن ومعظم دول الاتحاد الاوروبي ان صربيا فقدت الحق الادبي في حكم شعب كوسوفو بسبب الوحشية التي استخدمتها ضدهم في عهد الرئيس الرحل سلوبودان ميلوسيفيتش. وقالت رايس "في ضوء صراعات التسعينات كان الاستقلال هو الخيار الوحيد القابل للتطبيق من اجل تحقيق الاستقرار في المنطقة." وكان اقليم كوسوفو خاضعا لاشراف الامم المتحدة منذ عام 1999 عندما ارغم حلف شمال الاطلسي صربيا من خلال حملة قصف على سحب قواتها التي كانت تهاجم الالبان هناك. وفي كوسوفو حاليا نحو 17 الف جندي تحت قيادة حلف شمال الاطلسي.
وقال الرئيس جورج بوش في رسالة الى فاتمير سيديو رئيس كوسوفو ان الصداقة بين الامريكيين وشعب كوسوفو "نشأت خلال أحلك ساعات المأساة ... وان الولايات المتحدة كما كانت في الماضي ستكون شريكا وصديقا لكم." وفي وقت سابق من يوم الاثنين قال بوش في مقابلة أذاعتها محطة تلفزيون (ان بي سي) من اروشا في تنزانيا "سكان كوسوفو مستقلون الان. انه شيء ايدته ودافعت عنه انا وحكومتي."
وأكدت رايس مجددا صداقة الولايات المتحدة لصربيا وقالت انها كانت "حليفا خلال حربين عالميتين" ودعت بلجراد للعمل مع الولايات المتحدة من أجل الاهداف المشتركة بما في ذلك حماية الصرب في كوسوفو. وللاقليم جذور في الاساطير الصربية لكنه موطن لمليوني ألباني يمثلون 90 في المئة من السكان. وقالت وزيرة الخارجية الاميركية ان الوضع في كوسوفو "لا يمكن ان ينظر اليه على أنه سابقة لاي وضع اخر في العالم اليوم..
وينظر الى ذلك على انه تحذير لروسيا التي ربط مسؤولوها بين وضع كوسوفو واقليمي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية الانفصاليين في جورجيا احدى الجمهوريات السوفيتية سابقا. وقالت موسكو ان الاعتراف بكوسوفو يوجد سابقة قانونية يمكن ان يتبعها اخرون. وقال نيكولاس بيرنز وكيل وزارة الخارجية الاميركية ان واشنطن ستدعم كوسوفو اقتصاديا وسياسيا. وقال ان مؤتمرا للمانحين سيعقد في اوروبا قريبا وان واشنطن ستقدم 335 مليون دولار مساعدات لكوسوفو هذا العام. وأضاف بيرنز للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف "نحث الدول الاخرى على تقديم المزيد. نود أن يشارك البنك الدولي... نود ان نرى اعفاء من الديون. نود ان نرى اكبر قدر ممكن من التجارة الاقليمية والاستثمار في هذه المنطقة." وقال بيرنز ان واشنطن تعتقد ان كوسوفو ستكون دولة مستقرة مضيفا انها كانت "هادئة نسبيا لمدة 24 ساعة" منذ اعلان الاستقلال وعبر عن امله في استمرار الهدوء. وقال بيرنز انه لا يتوقع خفض مستوى العلاقات الامريكية مع صربيا بسبب القضية أو أزمة مع روسيا. وقال ان رايس تحدثت الى الرئيس الصربي بوريس تاديتش هاتفيا يوم الاحد ومع نظيرها الروسي سيرجي لافروف يوم الاثنين. وفي الكونجرس عبر اعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي عن تأييدهم لاستقلال كوسوفو ولاعتراف الولايات المتحدة بها وعبروا عن قلقهم بشأن صربيا.
التعليقات
عدو الاسلام ...
مايا -رغم كل الخدمات التي قدمها بوش للمسلمين من ضرب صربيا وتفتيتها ، وضرب الانظمة العربية العلمانية او التي تسير على طريق العلمانية كالعراق وتهديد سوريا واحتضانه للانظمة الدينية المتزمتة كالسعودية ، فما زال متهما بانه عدو الاسلام .