قصيدتان لبودلير في الفن الشعري
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ترجمهما عن الفرنسية عبدالقادر الجنابي
تطابقات
الطبيعةُ معبدٌ أعمدتُه الحيّةُ
يصدر عنها أحياناً كلامٌ مُبهم؛
يمرّ بها الإنسان عَبرَ غاباتِ رموزٍ
تراقبُه بنظرات أليفة.
كالأصداء المديدة التي تختلطُ بعيداً
في وَحدة عميقة غامضة،
مترامية الأطراف كاللّيل، شاسعة كالنّور،
تتجاوبُ العطورُ، والألوانُ والأصوات.
هناك عطورٌ ناعمة كبَشَرة الأطفال،
عذبة كالمزامير، خضراء كالسُّهول،
shy; وأُخرى، مُفْسَدة، ثريّة وظافرة،
لها انتشار الأشياء اللامتناهيّة،
كالعَنْبَر، المِسْك، لُبان جاوَة والبَخور،
تُعظّمُ نَشوات الفكر والحواس.
الألْباتروس
غالباً، ما يأسرُ الملاّحون، لكي يَلْهُوا،
الألْباتروسَ، طيرا بحريّاكبير الجَناحين،
رفيقَ سفر متراخيا، يتعقّبُ
السفينةَ وهي تنسرح فوق اللُّجج المريرة.
ما إنْ يضعونَهُ على سطحها
حتى يتركَ مَلكُ الزُّرقةِ هذا، خَجِلاً ومتعثِّراً،
بنحوٍ يُرثى له، جَناحيه الأبيضين الواسعين
يحبوان جَنبَهُ كمجذافين.
هذا المسافر المجنّح، كم هو أخرقُ وخَرعٌ،
هو الذي كان جميلاً منذ حين، وها هو مضحك وقبيح،
بعضُهم يكايدُ منقارَهُ بغليونِه الصغير،
والآخرُ يَعرجُ مُقلِّداً الكسيحَ الذي كان يعتلي الأجواء،
الشاعر كأمير الغَمام
ساكنٌ العاصفةَ، ساخراٌ من النَبّال؛
منفيٌ في الأرض بينَ صيحات الاستهزاء،
يعيقه عن المسير جَناحاه العملاقان.
سبق أن نشرت هاتان الترجمتان في موقع "إيلاف" القديم بتاريخ 16 شباط 2002
قصائد في حد الشعر:
1- كارلوس دروميند دي أندراده: البحث عن الشعر