أخبار خاصة

السعودية تقود القضية العربية إلى ضفة أخرى

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تصحيح الوضع السياسي والخيارات الإستراتيجية:
السعودية تقود القضية العربية إلى ضفة أخرى

سلطان القحطاني من الرياض: يمهد الموقف السعودي الرسمي، الذي أعلن عنه الملك عبدالله بن عبدالعزيز نهار اليوم الثلاثاء بأن إمكانية حدوث حرب جديدة

اقرأ أيضا

السعودية تقدم للبنان مساعدة بقيمة مليار

مبارك يصف أحداث المنطقة بالفوضى الهدامة

السعودية: إما السلام أو الحرب

فيصل وبندر إلى موسكو اليوم للالتقاء ببوتين

موسى: الموقف العربي ضعيف ومنقسم

الرياض ترد على الجزيرة

اسرائيل لاقامة منطقة أمنية وشل قدرة حزب الله

لندن تدعو سوريا وايران الى الكف عن دعم حزب الله

إيلاف تستطلع آراء الفلسطينيين حول حرب لبنان

تباين في وجهات نظر الصحافة الاسرائيلية

السعودية: إذا سقط السلام فلن يكون غير الحرب!

أمر غير مستبعد في الوقت الحالي، إلى قيادة القضية العربية من الصراع مع إسرائيل نحو ضفة أخرى تخرج فيها السعودية من الجناح العربي المعتدل إلى جناح أكثر تشدداً فيما يتعلق بالمطالب السياسية المشتركة التي تنتظرها الأوساط الشعبية من أثنين وعشرين حاكماً عربياً مرجح زيادتهم أو نقصانهم مع التطورات الأخيرة. ويأتي تحذير الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز من نشوب حرب إقليمية في حال لم توقف إسرائيل هجماتها على لبنان والفلسطينيين كإعادة تحليل منهجي للخيارات السياسية الإستراتيجية المتاحة للنخب العربية الحاكمة ومدى ملاءمتها لإيجاد بنية تحتية تسهم في حل القضية بشكل جدي إثر السعي السعودي عبر المبادرة الشهيرة التي نصت على تطبيع كامل للعلاقات بين العرب وإسرائيل مقابل الانسحاب الإسرائيلي إلى حدود 67.

ورأى مراقبون أن الموقف السعودي، الذي يعكس نفاد صبر الملك عبدالله بشكل شخصي، يستهدف تصحيح الوضع السياسي العربي بعد الفشل المتكرر للعملية السلمية مع إسرائيل على الساحة الفلسطينية بشكل خصوص، ذلك أن قضية القدس وملحقاتها كانت بارومتراً حول مدى نجاح خيار السلام من عدمه طول العشرين عاماً الفائتة.

وقال الملك في تصريح نقلته وكالة الأنباء الرسمية السعودية: "في حال فشلت مساعي السلام بسبب التعجرف الإسرائيلي، فلن يكون هناك من خيار إلا الحرب". وأضاف العاهل السعودي في سياق حديثه:"يجب القول أن الصبر لا يمكن أن يدوم إلى الأبد، بينما آلة الحرب الإسرائيلية تدمر وتقتل، لذلك، لا يمكن لأحد بالتكهن بما قد يحدث".

ويقول المحلل السياسي السعودي داوود الشريان خلال حديث هاتفي مع "إيلاف": "البيان هو تعبير عن خيبة أمل الرياض من موقف واشنطن والمجموعة الأوروبية ومجلس الأمن.السعودية بداية أصدرت بيان حملت حزب الله المسؤولية كي تستطيع من خلال هذا البيان أن تمسك بزمام المبادرة السياسية لتوقف إطلاق النار.وكان تنازلاً كبيراً منها اتهمت بسببه أنها تغطي العدوان الإسرائيلي..خلال الأيام الماضية تحملت هذا الهجوم من اجل أن تكسب ورقة سياسية تستطيع فيها أن وقف الحرب.لكن هذا لم يحصل".

ويضيف الشريان، وهو مذيع تلفزيوني ورئيس تحرير سابق، عن الموقف السعودي قائلاً:" لقد قالت المملكة بوضوح "صبري نفذ"...اليوم قالت السعودية أنها تحذر وتتبرأ مما يجري وان الحرب ممكن تتطور وأول من سيتضرر منها إسرائيل..وردت على أولئك الذين يقولون بأن السعودية لا تهتم بلبنان وقدمت أضخم تبرع في تاريخ لبنان.هذا الموقف السعودي سيعيد تشكيل الموقف الدولي وسيعيد تشكيل الموقف العربي المتفرق .كان هناك محاولة لقيادة الاعتدال في المنطقة لكنها لم تجد جدوى منه الآن السعودية ستقود موقفا متشدداً بعد موقف الاعتدال".

و أشارت الوكالة الرسمية إلى أن المملكة تبرعت بـ500 مليون دولار لأعمار لبنان، وبـ250 مليون للفلسطينيين، كما أرسلت إلى المصرف المركزي اللبناني وديعة بقيمة مليار دولار أمريكي.

ويأتي هذا البيان السعودي الذي تفوح منه "رائحة الحرب" كما رأى أحد المراقبين بعد توقيع السعودية عدة اتفاقيات تسلح مع أميركا وفرنسا وبريطانيا لشراء معدات عسكرية ومقاتلات جوية ومدرعات متطورة وطائرات تزويد بالوقود بلغت قيمتها الإجمالية أكثر من عشرة مليارات دولار.

كما انه يأتي في ضوء تحرك سعودي أمر به الملك عبدالله إثر إيفاده لأثنين من أبرز سياسي بلاده وهما وزير خارجيته الأمير سعود الفيصل والأمير بندر بن سلطان الذي يتولى الأمانة العامة لمجلس الأمن الوطني في البلاد، في زيارات لأهم عواصم صنع القرار الدولي التي بدأت من باريس نحو واشنطن ومن ثم لندن واختتاما بموسكو بوتين لمحاولة نقل أفكارها الرامية إلى إيقاف الأزمة.


مشهد لبناني يومي وسبق وأن أعلنت مصادر وثيقة الإطلاع خلال حديث هاتفي لها مع "إيلاف" من واشنطن أن ثمة أفكار سعودية لحل الأزمة اللبنانية المتصاعدة ناقشها الأمير سعود الفيصل والأمير بندر بن سلطان خلال زيارتهما إلى واشنطن ولندن في تواؤم مع عمليات الضغط السياسي التي تقوم بها الرياض مع الدول الكبرى والدول العربية الأخرى التي تنتهج "دبلوماسية الهاتف" كما يقول مراقبون.

وتنص الأفكار الجديدة التي اتفق عليها السعوديون مع فرنسا وحظيت بحماس الرئيس الفرنسي على تبادل الأسرى بين الطرفين وترسيم الحدود اللبنانية ليس مع إسرائيل فحسب بل مع سوريا أيضاً ونشر القوات اللبنانية على الحدود ونزع سلاح حزب الله لأنه "ليس من المعقول في دولة ديمقراطية أن يوجد حزب مسلح خارج سلطة الدولة" على حد قول محللين سياسيين حول جذور الأزمة التي رأوا فيها أن حزب الله اختطف الدولة اللبنانية كرهينة.

نص البيان السعودي

صدر عن الديوان الملكي اليوم البيان التالي ..
لقد قامت المملكة العربية السعودية بدورها الذي يفرضه عليها واجبها الديني والقومي بشأن الأوضاع في المنطقة وتداعيات الأحداث في لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة فحذرت وأنذرت ونصحت ولم تأبه بمزايدات المزايدين ولم تكتف بذلك بل سعت منذ اللحظة الأولى لوقف العدوان وتحركت على أكثر من صعيد وبأكثر من وسيلة لحث المجتمع الدولي على إرغام إسرائيل على وقف إطلاق النار .

هذا وقد أوفدت سمو وزير الخارجية وسمو الأمين العام لمجلس الأمن الوطني لمقابلة فخامة الرئيس الأمريكي في واشنطن وإبلاغه وجهة نظرها حول النتائج الخطيرة التي تترتب على استمرار العدوان والتي لا يمكن لأحد أن يتنبأ بعواقبها إذا خرجت الأمور عن السيطرة كما كلفت المندوبين الشخصيين بزيارة عواصم الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن لإبلاغ الرسالة نفسها .

لقد أعلن العرب السلام خيارا استراتيجيا للأمة العربية وتقدموا بمشروع واضح منصف يتضمن إعادة الأراضي العربية المحتلة مقابل السلام ورفضوا الاستجابة للاستفزاز وتجاهلوا الدعوات المتطرفة التي تحارب السلام إلا أنه ينبغي القول أن الصبر لايمكن أن يدوم للأبد وأنه إذا استمرت الوحشية العسكرية الإسرائيلية في القتل والتدمير فإن أحدا لا يمكنه أن يتوقع ما قد يحدث وعندما يقع المحظور لا يجدي الندم .

لذا تتوجه المملكة إلى المجتمع الدولي كله ممثلا في الأمم المتحدة وإلى الولايات المتحدة الأمريكية بصفة خاصة بمناشدة وتحذير .

تناشد المملكة العربية السعودية الجميع أن يتحركوا وفقا لما يمليه عليهم الضمير الحي والشرايع الأخلاقية والإنسانية والدولية وتحذر الجميع من أنه إذا سقط خيار السلام نتيجة للغطرسة الإسرائيلية فلن يبقى سوى خيار الحرب وعندها لا يعلم إلا الله - جلت قدرته - ما ستشهده المنطقة من حروب ونزاعات لن يسلم من شرها أحد حتى الذين تدفعهم قوتهم العسكرية الآن إلى اللعب بالنار .
إن المملكة العربية السعودية وإلى جانب تحركها السياسي تشعر أن المأساة الإنسانية في لبنان وفلسطين تتطلب دعما سخيا من كل عربي وكل مسلم وكل إنسان شريف

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف