أخبار خاصة

الحزب أبقى اسلحته ولبنان فقد موارده

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أهل البلاد لا يتشاركون في النصر والهزيمة
الحزب أبقى اسلحته ولبنان فقد موارده

ملك الاردن: الهجوم على لبنان اظهر فشل الحلول الاحادية

انقسامات داخل المجلس الأعلى ليهود ألمانيا بسبب حرب لبنان

مبارك ناقش مع السنيورة ترتيبات لقاء قد يجمعه وبشار

مرفأ بيروت : حياة تنبض

السنيورة :ليس هناك تواصل و لا امكانية تواصل

اسرائيل تستمر في خرق الاجواء اللبنانية

المانيا : حان الوقت لحل دبلوماسي لأزمة الشرق

بلال خبيز من بيروت : اعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في حديثه إلى قناة "الجزيرة" القطرية ان الحزب موجود في الجنوب بسلاحه، وان ما تغير ليس اكثر من إزالة بعض المواقع العلنية ونقاط المراقبة. لكن كل ما هو بخلاف ذلك ما زال على حاله، وما زال حزب الله، تالياً، في جهوزيته الكاملة لمواجهة اي عدوان.

السيد نصرالله الذي حرص طوال عمره في العمل السياسي على تجنب طمأنة العدو الإسرائيلي او الشروع بكشف اوراق سياسية وامنية في غير اوانها، لا يخاطب بهذه العبارات اسرائيل فقط، بل ايضاً الشركاء اللبنانيين الذين يعتقدون ان سلاحه كان السبب المباشر في اندلاع الحرب الأخيرة وانه قد يكون في المقبل من الأيام سبباً لاشتعالها مجدداً مما يضع لبنان في دائرة الخطر الشديد على كافة المستويات، وحتى على مستوى بقائه دولة قائمة بذاتها. يعرف نصرالله ان مخاطبة اللبنانيين بهذه العبارة وهذه اللهجة الحادة تثير الهلع في نفوسهم. وقد تكون هذه المرة من المرات النادرة التي يلجأ فيها السيد نصرالله إلى خطاب يتسم بهذه الحدة. فالسلاح في يد حزب الله هو سلاح مقاوم بامتياز، لكنه يبقى سلاحاً في يد فئة لبنانية معينة، ولا يضبطه ضابط غير حزب الله نفسه. ما يعني ان تحريك السلاح نحو الداخل امر مرهون بحزب الله وحده، وليس بمواثيق واعراف وقوانين وقوى قادرة على ضبط استخدامه في هذا المجال.

ورغم ان حزب الله يكرر ان سلاحه لن يوجه إلى الداخل تحت كافة الاعتبارات إلا ان هذا السلاح يشكل فزاعة للبنانيين الآخرين من الطوائف الأخرى. والأرجح ان حزب الله لجا إلى اعتماد هذه اللهجة الحادة لانه وهو يجري حسابات ما بعد الحرب لا بد وان يكون قد اكتشف ان اوضاع البلد ما قبل الحرب تختلف اختلافاً جذرياً عن اوضاعه ما بعدها.

يصر حزب الله على اعتراف الفئات اللبنانية بالنصر الكبير الذي حققه. وهو نصر كبير لكن قياسه على مستوى الداخل اللبناني ملتو وشائك وفيه الكثير مما يقال. ذلك ان الصمود الذي حققه المقاتلون في مواجهة اسرائيل لم يؤد إلى نتائج حاسمة على مستوى الوضع اللبناني عموماً لجهة انتصار هذه المقاومة وعدم الخوض تالياً في موضوع السلاح. ويعرف حزب الله اكثر من غيره انه خسر الكثير من فاعلية سلاحه في المقاومة، والامر يتعدى الخسائر في منصات الصواريخ، ليطاول منظومة الدفاع برمتها. اليوم يعرف قادة حزب الله ان التحصينات على طول الخط الازرق التي كان الحزب قد بناها وتم تدميرها واخلاؤها ظاهرياً لا يمكن ان يعاد بناؤها تسللاً. وان اي تحسين في ملاءمتها او تعديل في طبيعتها لم يعد متاحاً للحزب مثلما كان عليه الامر من قبل هذه الحرب. والحال فإن حزب الله خسر، ومعه خسر لبنان، بعضاً من قدرته على الممانعة واحتمالات الصمود في وجه اي عدوان جديد.

من جهة أخرى يبدو ان ثقل الطائفة السنية الاقتصادي والسياسي تالياً في لبنان قد فقد بعض امضى اسلحته في المعادلة اللبنانية. إذ كان من نتائج هذه الحرب ان فقد لبنان قدرته على الظهور بمظهر البلد المستقر جاذب الاستثمارات والمزدهر اقتصادياً والذي يحقق نمواً في الدخل. واعادة بناء هذه الثقة تحتاج من دون شك زمناً طويلاً يتجاوز الزمن الذي أمضاه الرئيس الراحل رفيق الحريري وهو يحاول ردم الهوة بين لبنان والمستثمرين.

ومثلما يمكن القول ان ثروة الرئيس الحريري ما زالت محفوظة عند ورثته وربما زادت عما كانت عليه، إلا ان اغراء الاستثمارات للعودة إلى لبنان لم تعد ممكنة بعد هذه الحرب، ويصعب على اي كان او اي جهة تسويق بلد يتعرض لقصف الطائرات .

أي أن سلاح حزب الله ما زال موجوداً لكنه فقد الكثير من قدرته على الردع. وهذا يعني ان الموارد موجودة وامكان الحصول على المساعدات اكثر من متاح. لكن بناء الثقة وصناعة دورة اقتصادية متنامية، وهذان كانا سلاح الطائفة السنية الامضى في لبنان وعماد مشروعها السياسي، لم يعودا متاحين. كما ان الصواريخ مازالت في مخابئها والمقاتلين ما زالوا على جهوزيتهم، لكن التحصينات والمواقع على طول الحدود لم تعد ملك هؤلاء المقاتلين، ولم تعد حرية الحركة متاحة لهم على النحو الذي كانت عليه من قبل. مما يعني ان السلاح فقد جزءاً اساسياً من فاعليته، وهو ما بني عليه نصر حزب الله اصلاً.

الأرجح ان القوى اللبنانية المختلفة والمتصارعة اليوم في حاجة ماسة إلى مراجعة حساباتها كتلك التي يعلن حزب الله عن الشروع فيها. واول بنود هذه المراجعة يجب ان يتعلق بتحديد حجم الخسارة الناجمة عن هذه الحرب. في هذا المعنى يجدر بسائل ان يسأل حزب الله الذي يطالب اللبنانيين بالاعتراف بالنصر المؤزر، ويلح على قبول اللبنانيين جميعاً بشرعية بقاء سلاحه في يده، إذا ما كان سلاح الطائفة السنية على المستوى الاستثماري والإنمائي منعة للبلد وحزب الله منه ام لا؟ وبكلام آخر هل يرى حزب الله في الخسارة التي اصابت مستقبل اللبنانيين خسارة حقيقية ام لا؟ وهل يرى اهل الطوائف الأخرى ان منعة الجنوب التي حققها حزب الله في مواجهة اسرائيل استثمار في مستقبل البلد ام لا؟ وذلك كله يقتضي ان نتواضع في تقرير حجم النصر والهزيمة على اعتبار موارد البلد من اي جهة اتت موارد لجميع اللبنانيين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف