التهجّم على السعودية في لبنان: كلام قديم لكنه الحدث

المملكة مصرّة على تجاهل القيادة السورية... والردّ في لبنان
التهجّم على السعودية: كلام قديم لكنه يملأ الأخبار

مصادر تستبعد قيام الأسد بزيارة السعودية ومصر

المقداد: سوريا مع عودة العلاقات مع السعودية لطبيعتها

منع توزيع الحياة في سوريا .. استمرار للهجمة ضد السعودية

أزمة السعودية وسوريا: الإعلام الرسمي صامت

مصدر دبلوماسي: العلاقة السعودية السورية مرشحة للتدهور أكثر

إيلي الحاج من بيروت: باتت الحملة على المملكة العربية السعودية التي يطلقها في شكل شبه يومي حلفاء لدمشق في لبنان مبعثاً لملل متابعي الحركة السياسية في البلاد ، وما كانت لتثير انتباههم لولا صدور موقف لرئيس الجمهورية ميشال سليمان يستنكر هذه الحملات الإعلامية ويدعو إلى وقفها بعدما استقبل السفير السعودي عبد العزيز الخوجة، إذ خيّل إليهم أن السفارة قررت إبلاغ شكوى إلى أعلى مسؤول في الدولة اللبنانية، ولكن تبيّن أن المملكة لم تغادر موقفها المتجاهل لهذه الحملات انعكاساً لموقف قيادتها التي تتعامل منذ مدة مع كل ما يتعلق بالقيادة السورية على قاعدة أن لا وجود لها ليس في الإتصالات بل أيضاً في الحسابات.

وفي السياق يروي دبلوماسي لبناني يشغل موقعا مهما في منظمة إقليمية أنه قيض له بحكم مركزه حضور لقاء بين رئيس المنظمة ومسؤول كبير في المملكة ، وأن المسؤول السعودي قال بوضوح وبلهجة قاسية لرئيس المنظمة عندما راجعه في شأن إمكان تحسين علاقة الرياض بدمشق إن الموضوع غير وارد. وإن السعودية تستطيع أن تنتظر ظروفاً أخرى وإن طال الإنتظار. وقال أمس الإثنين لـ"إيلاف" مسؤول إقتصادي سعودي يزور لبنان للمشاركة في مؤتمر إقتصادي إن "جلّ ما تستطيع فعله القيادة السورية حيال موقف المملكة الذي يتجاهل وجودها هو الدأب على الإزعاج في لبنان انطلاقاً من بعض المحطات التلفزيونية فيه، وبالواسطة عبر شخصيات لبنانية محسوبة عليها كلياً".

وذكر أنه حضر على إحدى الفضائيات اللبنانية جانباً من مقابلة مع إحدى الشخصيات المقصودة، الوزير السابق سليمان فرنجية، ولفته كلام الرجل على أن المساعدات السعودية للبنان تأتي لطرف. وتأكيداً لعدم صحة هذا الكلام، روى أنه شخصياً أعد حملة مساعدات تتضمن مواد غذائية وأدوية بكميات كبيرة لإرسالها إلى لبنان خلال حرب تموز/ يوليو 2006 لكن مطار بيروت ظل مقفلاً بعد انتهاء الحرب لمدة لم تكن معروفة وقتها، وخشي الرجل أن تتلف المواد والأدوية في المستودعات، وعند ذلك تقدمت شركة خاصة يملكها آل الحريري في السعودية بعرض نقل هذه المساعدات على حسابها في طائرات خاصة إلى قبرص ومنها بحراً إلى لبنان.

وذكر أنه عندما نقل هذا العرض إلى القيادة السعودية قوبل بالرفض، وتلقى توجيهات بنقلها إلى قبرص عبر طائرات نقل عسكرية سعودية وضعت بتصرف الحملة. وأوضح له مسؤول سعودي كبير أن الرياض لا تريد في أي شكل أن تحسب مساعداتها للبنان على أنها وسيلة لتقوية فريق أو لمصلحته على حساب فريق. وحتى المواقف السياسية التي تتخذها في المنابر والمنتديات العربية والدولية في سبيل لبنان واستقلاله هي مواقف بديهية لا تختلف فيها مع أي دولة عربية أو أجنبية حيال أي بلد عربي في وضع مثل وضع لبنان.

وعبّر الرجل عن اقتناع بأن القيادة السورية لا يمكنها أن تزعج المملكة، وعندما قيل له إن قادة "حماس" يتأثرون بتوجيهات دمشق أجاب أنهم في حال يرثى لها للأسف ويزورون المملكة باستمرار. كذلك لا يغير شيئاً تحالف دمشق وطهران، وهو تحالف قديم، معترفاً بأن إيران تثير قلقاً لدى كل دول الخليج لكن هذا الوضع أيضاً ليس جديداً طارئاً ويعود إلى زمن نظام الشاه السابق الذي احتل الجزر الأماراتية الثلاث. ولفت إلى أن الشعب الإيراني يعاني أزمة إقتصادية ومعيشية كبيرة جداً في حين يتكلف النظام الإيراني مبالغ هائلة على التسليح ، بما فيه امتلاك القدرة النووية، فضلاً عن المساعدات والأموال التي يصرفها في لبنان على "حزب الله" وعبر الحزب لفئة من اللبنانيين.

ولفت المسؤول الإقتصادي السعودي إلى أن رئيس الجمهورية اللبنانية سليمان هو الذي أبدى رغبته في لقاء السفير خوجة، بعدما اتصل به مستنكراً باسم لبنان التهجمات الرخيصة على المملكة وقيادتها. ورداً على سؤال ذي طابع اقتصادي، قال: "ليس للبنان إقتصاد للاسف كي يتأثر سلباً بالأزمة العالمية". وأبدى خشية على الوضع في دبي. وكانت شخصيات في قوى الغالبية 14 آذار/ مارس، أو تدور في فلكها، بدأت منذ الإثنين حملة إعلامية مضادة تطالب بملاحقة قضائية في حق من يتهجمون على السعودية، بتهمتي القدح والذم والإساءة إلى علاقات لبنان بدولة عربية شقيقة.