الإرهاب يسبق زيارة سليمان لدمشق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لا نتائج حاسمة للمحادثات اللبنانية السورية في أي ملف
الإرهاب يسبق زيارة سليمان لدمشق
الرئيس اللبناني يصل الى دمشق في اول زيارة له منذ توليه منصبه
"فتح الإسلام" تعاود الظهور... بالدم والنار؟
مصدر أمني لإيلاف: لا مفقودين سوريين في لبنان
الرئيس اللبناني في دمشق اليوم: لن نخضع لإرهاب
الأردن يعزي بضحايا إنفجار طرابلس
اسبانيا تدين "بشدة" اعتداء طرابلس
الحكومة البريطانية تدين انفجار مدينة طرابلس
إيلي الحاج من بيروت: وجهت جريمة التفجير قرب حافلة ركاب عسكريين ومدنيين في مدينة طرابلس شمال لبنان رسالة قوية إلى الحكم والأفرقاء الذين استغرقوا أخيراً في السجالات السياسية، فحواها أن خطر الإرهاب لا يزال ماثلاً، خصوصاً أن الأسلوب في استهداف العسكريين خصوصاً، وكذلك التوقيت قبيل ساعات من زيارة الرئيس ميشال سليمان المتميزة في طريقتها لدمشق يشيران بقوة إلى تنظيم " فتح الإسلام " الذي ثبتت قضائياً مسؤوليته عن عملية تفجير حافلتين بالتزامن في 13 شباط / فبراير 2006 قبل يوم من إحياء الذكرى الثانية للرئيس رفيق الحريري.وفي مؤشر إلى انعكاس الخلافات العربية - العربية على الوضع اللبناني ، يغادر رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بيروت فور عودة الرئيس سليمان إليها من زيارة دمشق التي تستمر يومين، ويلتقي السنيورة الذي يجمعه جفاء متبادل بالقيادة السورية ، الرئيس المصري حسني مبارك في الإسكندرية، وذلك قبل ساعات من لقاء قمة يجمع في شرم الشيخ العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس مبارك . وغني عن القول إن العلاقات بين دمشق من جهة ، والرياض والقاهرة من جهة لا تزال أقرب إلى القطيعة.
وأول ما لفت في زيارة سليمان للعاصمة السورية هو تغير في الإجراءات البروتوكية التي أصبحت رسمية بين رئيسي البلدين، وكان الرئيس اللبناني يزور دمشق برا في السابق ولا يلقى إستقبالاً بمستوى رئيس دولة، وقد انتقل سليمان إلى العاصمة المجاورة جواً على غرار ما فعل وزير الخارجية السوري وليد المعلم عندما انتقل إلى بيروت لينقل إليه الدعوة من الرئيس بشار الأسد . لكن هذا التطور لا يحمل على القول إن تطورا حاسما سوف يطرأ على العلاقات ، خصوصا إذا ثبت ما يتردد بقوة في الأوساط السياسية اللبنانية حول عدم رغبة دمشق في إعطاء لبنان وتحديدا رئيسه سليمان شيئاُ مهما في أي من الملفات والقضايا العالقة بين البلدين.
وربما تقصد مرتكبو جريمة التفجير في طرابلس إفهام الرئيس سليمان ومن معه أن الوضع الأمني في لبنان لا يزال هشا ولا يفيد معه نيل حكومة السنيورة ثقة نيابية قوية يتسلح بها الرئيس اللبناني لمباشرة ورشة العمل في عهده الذي لم يبدأ عمليا بعد.
ويغلب اعتقاد في بيروت بأن الزيارة ستنتهي الى" اعلان نيات وبيان مبادئ"، فيكون تأكيد للقبول بمبدأ اقامة علاقات ديبلوماسية بين البلدين ولكن من دون تحديد لإنشاء هذه العلاقات ومع التمسك ببقاء المجلس الأعلى اللبناني - السوري رغم انتفاء الحاجة إليها في حال التبادل الدبلوماسي ، وقبول بمبدأ ترسيم الحدود من دون تحديد نقطة الإنطلاق التي يهم لبنان أن تكون من مزارع شبعا لمحاولة إستردادها ديبلوماسيا في حين ترفض ذلك القيادة السورية، أما في ملف السجناء والمفقودين اللبنانيين في السجون السورية فتصر القيادة هناك على أن لا سجناء سياسيين لديها من لبنان .
وتشمل السلة الإتفاق على مبدأ مراجعة الاتفاقات الثنائية الموقعة في المجالات الاقتصادية والتجارية. ولكن كل هذه "المبادئ الملفات" ستحال الى المتابعة وتحتاج الى وقت والى آليات تنفيذية آي تصبح واقعا على الأرض مما لا شك فيه ان سوريا حققت وضعا متقدما ومتحسنا في لبنان بعد ثلاث سنوات "عجاف"، وهي في طريقها الى استعادة ما فقدته من نفوذ وود وتأثير.
ولا شك ان سورية تتعاطى الملف اللبناني من موقع مريح نسبة إلى السابق في ظل انحسار الحملات والضغوط عليها بما في ذلك ضغوط المحكمة الدولية، خصوصا أن اللبنانيين وافقوا بمن فيهم صاحب العلاقة الأول رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري على الفصل بين "المحكمة والعلاقات".
وفي المختصر ستعطي دمشق سليمان شيئا ولكن ليس كل شيء. والأرجح أنها ستعطي في المبدأ والعناوين ولكنها ليست مستعجلة على التنفيذ والتفاصيل وسيكون لها في آل ملف تحفظ ورأي.
يذكر ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي سيوفد وزير الخارجية برنار كوشنير الى بيروت في23 من الشهر الجاري في زيارة تسبق زيارة ساركوزي لدمشق في 8 أيلول/ سبتمبر المقبل. زيارة ترتبط نتائجها مبدئيا بإعلان سليمان والاسد قيام العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ، ولكن وتحديد موعد بدئها بعد موافقة الحكومتين وفقا لاتفاق فيينا لعام 1961.
ويقول مراقبون ان زيارة سليمان لدمشق هي بمثابة الاختبار الأول لتعهدات الرئيس الاسد لنظيره الفرنسي خلال زيارته الى باريس في 13 تموز/ يوليو الماضي باحترام سيادة لبنان واستقلاله.