إيلاف تنشر أسماء مرشحي لائحة الجميّل – المر في المتن

تجمع قطبين قويين واكتمالها ينتظر موقفاً نهائياً من الطاشناق
"إيلاف" تنشر أسماء مرشحي لائحة الجميّل - المر في المتن

النائب فتفت يتهم رئيس المجلس النيابي نبيه بري بـ "التشبيح"

قوى 14 آذار ردت بنجاح على إجتياح 7 أيار

ذكرى الحريري الرابعة إقتراع كثيف بالأقدام

إنتخابات اليوم الواحد تجربة إستثنائية بلبنان

سليم الحص يقلّب صفحات الماضي وتفاصيل حياته

إيلي الحاج من بيروت: علمت "إيلاف" من مصادر موثوق بها أن الرئيس السابق للجمهورية أمين الجميّل والنائب السابق لرئيس مجلس الوزراء ميشال المر اتفقا على توزيع المرشحين الثمانية مبدئياً على لائحتهما المشتركة في المتن الشمالي، وفق الآتي:

الموارنة الأربعة : وزير الدولة نسيب لحود، سامي أمين الجميّل، سركيس سركيس، وبيار الأشقر. الأرثوذكسيان : ميشال المر، وجاك صراف. الكاثوليكي : إيلي كرامه. الأرمني : النائب عن الطاشناق أغوب بقرادونيان.

وكانت صحف محلية ذكرت أن الجميّل والمر توصلا إلى اتفاق على اللائحة يعلن لاحقاً بعد عودة الجميّل من زيارة لبلجيكا، وذلك خلال لقاء بينهما في بلدة بكفيا ليل الأحد استمر ثلاث ساعات . لكن أياً من هذه الصحف لم تنشر أسماء، وذهب بعض القريبين من الرجلين إلى القول إن الإتفاق تم على المبدأ وليس على الأسماء بعد.

إلا أن المبدأ بين الجميّل كان قد أقر قبل أكثر من شهر عندما قررا خوض الإنتخابات متحالفين، وقضى باقتسام لائحة الثمانية مناصفة بينهما ، على أن يحسب الوزير لحود من حصة الجميّل والمرشح الأرمني من حصة المرّ.

ولكل من هؤلاء المرشحين قصة . فالوزير لحود سليل عائلة سياسية مهمة في بلدة بعبدات . كان والنائب بطرس الحرب مرشحَي قوى 14 آذار/ مارس الجديين لرئاسة الجمهورية. يمتلك قوة تجييرية تعد نحو ألفي صوت من أصل 80 ألف مقترع في الدائرة، حيث يحتاج المرشح إلى نصف هذا العدد أي نحو 40 ألفاً إذا انحصرت المنافسة بين لائحتين. يعود إنخفاض شعبيته إلى أنه "يتكلم مع الناس العاديين لغة الدبلوماسيين" وهو السفير السابق للبنان في واشنطن . نسيب لحود هو نسيب للرئيس السابق إميل لحود أثير عند آل الحريري وذو شعبية في أوساط المثقفين والصحافيين ، ويُنقل عن النائب المر الذي تصالح معه أخيراً برعاية الجميّل بعد طول جفاء وخصام :"زعّلنا السوريين فهل نُزعّل السعوديين أيضاً؟"، في إشارة إلى رابطة عائلية بينه وبين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز.

سامي الجميّل النجل الأصغر للرئيس الجميّل، محامٍ عمره 28 عاماً. تثير مواقفه المتمايزة أحياناً عن قوى 14 آذار لغطاً. متعلّق بالمثاليات في عالم السياسة الشديد البرغماتية في لبنان، ما يربك مسيرته . تسلّم عملياً قيادة حزب الكتائب بعد اغتيال شقيقه الوزير بيار الجميّل ويعتبر فوزه مضموناً، إذ نال والده الرئيس الجميّل نصف عدد أصوات المقترعين في الإنتخاب الفرعي عام 2007. يستند الجميّل إلى قاعدة ثابتة للكتائب في المتن يقر بها حتى خصوم الحزب ولا تقل عن عشرين ألف صوت.

سركيس سركيس رجل أعمال من بلدة القرنة الحمرا في المتن الأوسط، جمع أموالاً طائلة من التجارة في رومانيا . شخصية شعبية ، ينفق بسخاء لاسيما في مواسم الإنتخابات. يحوز أصوات نحو 6000 مقترع. تبيّن أنه كان في ما مضى كتائبياً وقد جدّد بطاقته الحزبية لينضم إلى كتلة الكتائب في حال فوزه في الإنتخابات.

بيار الأشقر نقيب أصحاب الفنادق والمؤسسات السياحية في لبنان، إستقال من رئاسة بلدية برمانا في وسط المتن ويعتبر قريباً من المرّ. تعود عائلته في أصولها السياسية إلى الشمعونية وتجمعه شراكة مع متمولين سعوديين في فندق "مونرو" وكذلك في فندق "برنتانيا" الذي ورثه عن جده ووالده. يُقال إنه يضيف إلى اللائحة ألف صوت .

ميشال المر أشهر من أن يُعرّف في لبنان. يخوض العمل السياسي باستمرار منذ الستينات من القرن الماضي وتقلب في مناصب عالية في الدولة لا سيما في رئاستي مجلسي النواب والوزراء. يُحكم قبضته على البلديات في المتن ويتمتع بشبكة واسعة من العلاقات الخدماتية. اختلف وتصالح مراراً منذ السبعينات مع الرئيس الجميّل وأسقطه في الإنتخاب الفرعي عام 2007 بعد اغتيال نجله بيار بفارق 400 صوت لوقوفه بجانب مرشح النائب الجنرال ميشال عون. عرف موقعه بيضة قبان في الصراع بين الجميّل وعون فرفع سقفه لينال حصة توازي حصة الكتائب. يقدّر خبراء انتخابيون عدد الذين يمون عليهم لتجيير أصواتهم بخمسة آلاف، لكن آخرين يقولون إن عددهم يفوق العشرة. أما قوته الإنتخابية إذا ترشح منفرداً فتبلغ نحو 15 ألفاً.

جاك صراف نقيب سابق للصناعيين في لبنان ، ليس من أبناء المتن نقل نفوسه أخيراً إلى مكان سكنه في الرابية. ليست له قاعدة إنتخابية في الدائرة. ربما اختاره المرّ لأنه لا يريد عائلة سياسية أخرى في المتن.

إيلي كرامه طبيب سكري وغدد، ترأس حزب الكتائب بناء على وصية مؤسسه بيار الجميّل الجد قبيل وفاته وظل وفياً للرئيس الجميّل إلى أن اختلفا بعد تصالح الجميّل مع الرئيس السابق للحزب كريم بقرادوني وتسليم الجميّل قيادة الحزب إلى نجله بيار، لكنهما تصالحا بعد ذلك . أحرج كرامه الجميّل بتحركه الإنتخابي أخيراً وتلويحه بالترشح وخوض الإنتخابات مع مرشحي الجنرال عون عن المقعد الكاثوليكي في بيروت إذا لم يرشحه الجميّل. وكرامه من بيروت وليست له قاعدة خاصة به في المتن.

أغوب بقرادونيان يخوض مفاوضات مرة مع المر ساعياً إلى التوفيق بين تحالفه معه باسم الطاشناق وتحالفه مع الجنرال عون، لكن المر لن يقبل- بحسب معلومات "إيلاف" - ويصر على التزام معه وتصويت الأرمن ( 10 آلاف صوت) للائحة مكتملة ، بينما يقبل الجميّل بأن يوزع الأرمن أصواتهم كما كانوا يفعلون عادة خلال تاريخ ممارستهم السياسة في لبنان . والمطروح على الطاشناق صفقة متكاملة تشمل مقاعد الأرمن في بيروت وزحلة وتعيد كتلة وازنة للحزب إذا تخلوا عن تحالفهم عن عون ، أما إذا رفضوا فستكون لائحة تحالف الجميّل - المر مكتملة بمرشح أرمني من غير الطاشناق الذين يخاطرون في هذه الحال باحتمالات تمثيلهم أرمن المتن رغم ثقلهم الكبير على ساحله ، ولا سيما في برج حمود ومحيطها.

وتكمن قوة لائحة الجميّل- المر باختصار في أنها تضم أكبر قطبين تجييريين في القضاء، ومن نقاط ضعفها أنها لا تضم مرشحاً عن ساحل المتن، ولا عن حزب "القوات اللبنانية" الذي يتمتع بقدرة تجييرية تصل إلى نحو أربعة آلاف و500 صوت، فضلاً عن غربة اثنين من أعضائها عن المتنيين.

أما الخط الذي يحدد وجهة هذه اللائحة فيحدده النائب المر بأن المطلوب إثبات ثلاثة أمور عبر النتائج الإنتخابية: الأول أن الجنرال عون ليس رئيس أكبر كتلة نيابية للمسيحيين، والثاني أنه ليس رئيس أكبر كتلة نيابية للموارنة ، والثالث إن عون لا يمثل أكبر نسبة من المسيحيين.