آراء كويتية في الأزمة الإيرانية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ناشطون ومفكرون واعلاميون لـ"إيلاف":
لا تغيير حقيقيا في إيران وعلى دول الخليج اليقظة
محلل سياسي لبناني: إيران اجتازت قطوعا كبيرا
ردود الافعال العراقية حول أحداث ونتائج الانتخابات الإيرانية
تقارير مسربة تؤكد فوز موسوي بالانتخابات ونجاد يحل ثالثا
أنباء عن مقتل متظاهر وسقوط جرحى على يد الباسيج في طهران
عامر الحنتولي من الكويت: لم يكن الفتور الخليجي عامة والكويتي خاصة إزاء إعادة إنتخاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بحاجة الى اجتهاد أو استدعاء البصارين، رغم مسارعة القيادة السياسية في الكويت الى ارسال التهاني والتبريكات بإعادة انتخاب نجاد في ساحة سياسية لا تزال مشتعلة بالتظاهر والإضطرابات رفضا لنتيجة الإنتخابات، إذ تكمن أسباب الفتور الخليجي في رغبة بالتغيير داخل إيران، وانتخاب خطاب إصلاحي معتدل يعمق التعاون مع الدول الخليجية المجاورة التي لم تعد تخفي توجساتها من الخطاب المتشدد لإيران في مناح واتجاهات كثيرة، ولم تعد واثقة أساسا بسلمية البرنامج النووي الإيراني المتاخم للسواحل الخليجية، والإنعكاسات الكارثية لهذا المشروع على الدول الخليجية فيما لو عمدت قوى اقليمية الى تدميره، إذ أن مستوى العمل في هذا المشروع لا يزال ضبابيا وغامضا وهو ما ثير قلق الجيران، وحفيظة المجتمع الدولي.
"إيلاف" استطلعت آراء العديد من أصحاب الرأي والفكر في دولة الكويت للوقوف على قراءتهم الخاصة لما يجري على الساحة الإيرانية في الوقت الراهن، ومآلات ذلك وانعكاساته على الكويت والدول الخليجية، إذ كانت البداية مع الدكتور محمد السنعوسي وزير الإعلام الكويتي الأسبق الذي أكد بأن "الصورة الآن شديدة الوضوح في إيران وهي لا تتعدى حال من عدم الثقة بين معسكر فاز بالإنتخابات وأخرى خسر فيها بصرف النظر عن الحجج التي يسوقها الطرفين، فالإنتخابات الأخيرة لم تكن انتخابات عادية ، بل شكلت امتدادا لما يمكن اعتباره حالة شحن كبرى للناخب الإيراني في ظل حالة من استقطابه من المعسكرين، إلا أن اللافت حقا أن الإنتخابات الأخيرة شكلت منعطفا هاما للتيار الإصلاحي في إيران من خلال حيازة كتلة شعبية ضخمة هي أصوات الشباب الذين اقترعوا وصوتوا بكثافة للمرشح الإصلاحي مير حسين موسوي، وهو ما يمكن للإصلاحيين التعويل عليه في المرحلة المقبلة بعد أربع سنوات".
مناصرو موسوي أمس في طهرانوفي شأن انعكاسات ذلك على المستقبل الداخلي في إيران قال السنعوسي " لن يتغير أي شيئ في الداخل إيرانيا خلال المرحلة المقبلة، لأن كل شيئ محسوب بدقة والمؤسسات الإيرانية المسيطرة ستواصل عملها وهي مرتاحة لفوز نجاد ثانية بالسلطة، ولن يتغير الوضع إلا بإثبات المعسكر الخاسر لهذه الإنتخابات بحجج قوية لا تقبل الطعن أو التشويه أن هنالك أخطاء وتجاوزات جسيمة من جانب من هم بالسلطة الآن وعندها فقط يمكن أن تتغير الحقائق، أما إذا كنت تريد أن تسألني عن انعكاس ذلك على الدول الخليجية والكويت، فالمسألة بكل الأحوال لن تتعدى الحالة نفسها التي طبعت العلاقات الخليجية الإيرانية مع السلطة الإيرانية في عهد أحمدي نجاد خلال السنوات الأربعة السابقة".
من جهته قال المثقف الكويتي البارز الدكتور محمد الرميحي رئيس تحرير جريدة أوان الكويتية " لا احد يعرف على وجه التحديد ما حدث في الانتخابات الإيرانية، بمعنى هل حدث تدخل على نطاق واسع أم ضيق أم لم يحدث قط. في غياب مراقبين محايدين أو دوليين لا يمكن أن نعرف... ما نستطيع أن نجزم به أن إيران لن تكون كما كانت في الأشهر الماضية... هناك حراك اجتماعي وسياسي مؤثر وكبير في المدن، وكانت شرائح كبيرة هم أنصار ما يمكن أن يسمى بالمعتدلين، قد فوجئوا بما حدث، وكانوا يتمنون نتائج مخالفة تضع إيران على سكة التطور من الثورة إلى الدولة، صحيح أن الملف النووي الإيراني هو ملف قومي عليه توافق كبير، الا أن الصحيح أن هذا الملف تحت قيادة رجل ينفي كليا وقوع الهوليوكوست، ويتصور أن هالة كانت على رأسه وهو يلقي خطابه في جنيف أو ينتظر الهاما من الامام الغائب، هو غيره مع رجل قريب إلى العقلانية ويعرف كيف يتعامل مع العالم الخارجي مثل مير حسين موسوي وطاقمه.
ويمضي الدكتور الرميحي الى القول "غير هذا فان شرائح واسعة في إيران تصورت أن صناديق الانتخاب يمكن أن تحدث تغيير في تداول السلطة، وان هذه السلطة تحت سقف محايد يمكنها أن تسمح بالتداول إلى مرحلة قد تتطور معها إيران إلى دولة لا تؤمن بالانتخاب فقط بل وبتداول سلمي وديمقراطية للسلطة باتجاه تحقيق رغبات الاكثرية. هذا لم يحدث في نظرهم على الأقل وبالتالي فان قدر الاحباط سوف يتصاعد إلى درجة قد تخل بالموازين الداخلية على المدى المتوسط والطويل".
وينوه الدكتور الرميحي "أن لم تجد القيادة الإيرانية حلولا ناجعة لهذا الشق الكبير الذي حدث. في هذا الحال، عدم وجود تنفيس داخلي، قد تتجه القيادة الإيرانية لتصدير الاحتقان في الداخل إلى عمل أو اعمال في الجوار، لشغل الرأى العام الإيرانية وحشده تجاه قضية او قضايا أخرى إقليمية. هنا أيضا سيكون اشعال فتيل سلسلة من الأزمات ومحاولة لجلب تدخل من الإدارة الاميركية الحالية أو ايلاجها في دروب سياسية صعبه تجعلها تلجأ إلى مناؤة الوضع الإيراني بدلا من طلب الحوار معه".
من جهته قال الأستاذ في جامعة الكويت، والناشط السياسي والإعلامي الدكتور علي الزعبي " أن أبرز ما أوضحته الإنتخابات الإيرانية الأخيرة هو سقوط النموذج الديني الذي كانت بعض التيارات السياسية في الكويت والخليج عموما تتعاطف معه، وتحشد للإقتداء به بوصفه ضرورة توائم بين الحكم على أساس ديني وتطبيق مستلزمات المجتمع المدني، إلا أن الإنتخابات الأخيرة كشفت بوضوح عن رفض الشعب الإيراني لهذا النموذج من الحكم، وأنه يريد استبدال الأوضاع القائمة... في العشر سنوات الأخيرة راقب الإيرانيين السلطة في بلادهم وهي تتغول بقوة على الكثير من القيم والمفاهيم، وعلى اعتبارات مثل أن الدين هو الحل، وهي شعارات اكتشف الإيرانيون أنها خادعة تماما، ناهيك عن تفاقم معلات الفقر والبطالة والجريمة، والتضييق على الحريات، الى جانب السعي المتكرر لعزل المجتمع الإيراني، وكل ذلك مؤشرات سلبية قادت الى اعلان نقمتها على الأوضاع القائمة عبر صناديق الإقتراع... الأمر بالطبع لم يكن سهلا لأن السلطة في إيران أثبتت أنها لا تستطيع المزاوجة بين الدين والديمقراطية بدليل أنها لم ترتض النتائج الحقيقية للإنتخابات الأخيرة فعمدت الى تزويرها وأثبتت للحالمين بالنموذج الديني في الحكم أن وجهها الديكتاتوري الذي تخفيه بإستمرار خلف زيف الشعارات... بالطبع الشارع الإيراني على يقين بالتزوير الذي حصل في الإنتخابات لصالح الرئيس أحمدي نجاد، كما أن العالم كله راقب التضارب والتناقض في النتائج التي أعلنتها وزارة الداخلية على فترات متباعدة، علما أن وزارة الداخلية تعتبر من الوزارات التي تتبع مباشرة علي خامنئ المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران الذي قال متحديا قبل أيام أنها نتائج الإنتخابات التي يتعين على الشعب قبولها".
ومؤيدوا احمدي نجاد يحتفلونالكاتب والناشط السياسي والإعلامي الكويتي سعد العجمي قال لإيلاف " أن نتائج الإنتخابات الأخيرة لم تأت على هوى الدول الخليجية جميعها التي كانت تأمل بتغيير سياسي في إيران أقله على صعيد الخطاب السياسي المتشدد لطهران خلال السنوات الأربعة السابقة التي كان نجاد خلالها حاكما، رغم يقين الدول المجاورة استحالة حصول ثورة في الموقف الرسمي الإيراني لأن ذلك الأمر مرتبط بمؤسسات دينية ومرجعيات أخرى سواءا بقي نجاد أو فاز المرشح الآخر مير موسوي... إلا أن فوز نجاد الآن سيفاقم النفور الخليجي من إيران، بل يمكن أن يصل هذا النفور الى مستويات أكبر خاصة مع توقع ازدياد حالة عدم الثقة بين إيران منجهة والدول الخليجية من جهة أخرى، وأن الأمر بتقديري الشخصي سيسوء أكثر في المرحلة المقبلة، لأن نجاد يعتقد الآن أنه عاد بتفويض من الشعب الإيراني لممارسة قدر أكبر من التصعيد والتشدد السياسي الذي يعتقد أنه فاز بفضله، كما أنه قد تتقدم إيران خطوات إضافية تصعيدية في ملفها النووي وهو ما قد يؤجج العداء لها اقليميا وعالميا، وعندها يمكن توقع مضاعفات خطيرة جدا ، لذلك كله لا بد للمراصد السياسية الخليجية أن تبقي العين مفتوحة على الحراك السياسي داخل إيران، وتصميم سيناريوهات مختلفة للتعاطي مع الخطر الإيراني، والإحتمالات الخاصة بتصدير الأزمة الإيرانية الى الخارج لتشتيت الأنظار عن الأزمة الداخلية".
وحول الإضطرابات التي تحصل داخل إيران في الوقت الراهن ردا على نتيجة الإنتخابات يقول العجمي " ليس من قبيل الميل الى نظرية المؤامرة لكني أعتقد أن للولايات المتحدة وأجهزة استخبارات عالمية دور في تأجيج الأزمة الداخلية الإيرانية من خلال الرهان على المعسكر الإصلاحي لزيادة مستوى الإضطرابات والإحتجاجات كأحد وسائل التغيير السلمي في إيران، لأن جهات أميركية عدة تحدثت على مدى الأشهر الماضية بقدرتها على دعم وسائل سلمية وأخرى غير سلمية للتغيير السياسي في إيران، دون أن تتطوع لشرح ماهية تلك الوسائل وحجم وشكل الدعم المقدم... الأمر بالنهاية قد يهدأ استنادا الى حجم القوة التي تملكها المؤسسات الإيرانية القادرة على ضبط الأمور، لكن إذا كان ما يحصل الآن هو فعلا بأوامر ودعم من جهات خارجية فلنا أن نتوقع الأسوأ دون استبعاد احتمالات خطرة على الدول الخليجية المجاورة لذلك لا بد أن نبقي عيوننا مفتوحة".
من جهته يقول المحلل السياسي أسامة الرنتيسي مدير التحرير التنفيذي في جريدة أوان الكويتية " في ايران قبل الانتخابات وبعدها، حالة شعبية جديدة لا يجوز لاحد وبالذات قادة الحكم في طهران انكارها وتجاوزها والتعليق عليها بسذاجة "بان ما يحدث فقط ردة فعل طبيعية لجمهور خسر الانتخابات... لن اعلق على كيفية اعلان نتائج الانتخابات، ولا النسب التي كانت تتغير بين كل بيان وبيان، ولا توظيف المؤسسات الرسمية لمصلحة طرف على حساب الطرف الاخر، ولا التأثير على الانتخابات يوم الاقتراع من قبل المتشددين، فقط الفت النظر نحو ما جرى قبل اعلان النتائج وبعدها مباشرة ،ان هناك مجاميع ايرانية شابة تنشد التغيير نزلت الى الشوارع وليس في طهران وحدها لتعلن موقفها الواضح ليس من الانتخابات بل لتعلن البيان رقم واحد لـ "ثورة مخمليّة خضراء".
ويتابع الرنتيسي قائلا "ما يحدث في ايران الان عميق الى درجة ان السياسات والملفات الايرانية لن تبقى على حالها بعد اليوم، على الرغم من الخطاب المتشدد لنجاد، لان هذه الملفات تتجاوز التوافق القومي الايراني الذي اصابه الشرخ الكبير بعد الانتخابات، ولان كل ما يحدث في العالم الان هو باتجاه التهدئة والتغيير... لن يكتفي الشعب الايراني بسماع خطابات تؤكد ان (هذه الانتخابات هي الانظف) بمعنى ان سابقاتها كانت غير نظيفة، ولا ان ما حدث "إنه نصر عظيم وملحمة ضخمة، وهذه الانتخابات كانت حرة تماماً". ولا معزوفة مشروع "من أين لك هذا؟"، ومواصلة "محاربة الفساد والمفسدين".
ويختم الرنتيسي قائلا "لن يصبر العالم ايضا على اغلاق الفضاء الايراني ومنع قناة "العربية" الفضائية، ولا حجب مواقع إنترنت الإصلاحيين وتوقيف عمل شبكة الهاتف، فالبيان الثاني اعتقد انه جاهز...حتى لو حاولت القيادة الثورية في ايران تصدير الازمات الى الخارج والى دول الجوار تحديدا".