لقاء إيلاف الأسبوعي الدكتور عبدالله إبراهيم (1/3) من المستحيل تطبيق فهم مختزل وهامشي للإسلام، أنتجته العصور المتأخّرة
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
&
&
&
* بين كتابكم (التفكيك: الأصول و المقولات)الذي صدر في 1990وكتابكم(المركزية الإسلامية)الذي صدر في 2002، مرورا بـ( المركزية الغربية)الصادر في 1997، و(عالم القرون الوسطى في أعين المسلمين) الذي صدر في 2001، يلاحظ وجود جسر تحرصون عليه يربط بين الركيزة النظرية والبحث التطبيقي، فما الذي ترمون إليه في ذلك وأنتم تفككون أنساقا مغلقة في المركزيات الثقافية؟
&- هذا الترابط الذي تشيرون إليه هو ركيزة أساسية تتصل بمنهج البحث والرؤية النقدية التي يقوم عليها التحليل المتبع في هذه الكتب أو كل تحليل أمارسه للنصوص الثقافية العامة أو الأدبية الخاصة، ولكن ليس هذا المهم، لأنه أصبح جزءا من لوازم التفكير والبحث والتحليل بالنسبة لي، إنما المهم تتبع مصادرات المركزيات الثقافية التي تحبس نفسها في أنساق ثقافية مغلقة. فيؤدي ذلك إلى مطابقة مع النفس لا تتقبل الاختلاف، فتلتبس صورة الأنا والآخر على حد سواء. فيصعب تخليص صورة الآخر من الآثار المباشرة التي تتركها عليها الثقافة المتمركزة على نفسها، وفي مقدمة تلك الصور: الدونية والانتقاص.
&
* ما الموجّهات التي تدخلت في كل هذا؟ألا تجد أن هذا يتصل بالماضي، وقد تم تخطّيه؟
&-كان هذا التصور كامنا في صلب الثقافات الوسيطة، ولم تتمكّن الحضارات الحديثة من التخلّص منه بصورة تامة، إذ مازال فاعلا في توجيه المواقف والأحكام، وتحديد طبيعة المنظورات التي تنظر بها المجتمعات إلى غيرها؛ذلك أن العصر الحديث لم يفلح في التخلّص من مؤثرات الماضي، كما ينبغي، وهو في كثير من الحالات يعاد بعث الصور والأحكام القديمة التي كوّنتها ظروف تاريخية مختلفة، فتبني عليها مواقف يرغب فيها، ويحتاج إليها في نزاعاته ذات الأوجه المتعددة، وعلى نحو خاص نزاعات الهويات الثقافية.
&ولئن ذوبت نزعات الحداثة والعولمة بعض التخوم الرمزية الفاصلة بين التجمعات العرقية والعقائدية، وفكّت الانحباس التقليدي المتوارث فيها، فأنها بذرت خلافا جديدا تمثله مفاهيم التمركز والتفوق والتفكير بسيطرة نموذج ثقافي على حساب آخر، وهو أمر نشّط مرة أخرى المفاهيم التناقضية-السجالية التي تخمّرت في طيّات القرون الوسطى، وصارت تُبعث اليوم بصورة إشكاليات الهوية والخصوصية والأصالة. وينبغي التأكيد على أمر يكاد يصبح قانونا ثقافيا، وهو أن البطانة الشعورية-العقائدية، وهي تشكيل متنوّع من تجارب الماضي والتاريخ والتخيّل والاعتقاد واللغة والتفكير والانتماءات والتطلعات، تؤلّف جوهر الرأسمال الرمزي للتجمّعات المتشاركة بها، أقول إن تلك البطانة المركّبة تعمل على جذب التجمعات البشرية الخاصة بها إلى بعضها، وتدفع بها إلى قضايا حساسة وشائكة لها صلة بوجودها، وقيمها، وآمالها، وقد تتراجع فاعليتها التأثيرية في حقبة بسب ضمور فاعلية عناصرها، لكنها قابلة للانبعاث مجددا في حالة التحدّيات والتطلّعات الحضارية الكبرى. ولا يُستبعد أن تُغذّى بمفاهيم جديدة تدرج فيها من أجل موافقة العصر الذي تتجدّد فيه.
&وهذا هو الذي يبعث التفكير ثانية في الماضي الذي يصبح حضوره ملحّا حينما تشرف المجتمعات على حالات تغيير جذرية في قيمها وأخلاقياتها وتصوراتها عن نفسها وعن غيرها. ينبثق تفكير ملح بالماضي حينما يكون الحاضر مشوّشا، وعلى عتبة تحولات كبيرة أما بسبب مخاضات تغيير داخلي أو بفعل مؤثرات خارجية. ويهمنا كثيرا في هذا السياق تحليل واقع المجتمعات الإسلامية، وإبراز حالة التوتر العميقة التي تعيشها، فلا تجد نفسها قادرة على الأخذ بالاختلاف أخذا ثقافيا. فهي تعيش في الوقت الحالي ازدواجاً خطيراً تختلط فيه قيم روحية رفيعة وقيم مادية منحطّة، ولم تفلح أبداً في فك الاشتباك بين الاثنين على أسس عقلية واضحة. فالقيم الأولى حبيسة النصوص المقدّسة وحواشيها، وقد آلت إلى نموذج أخلاقي متعال يمارس نفوذاً يوجّه الحاضر انطلاقاً من الماضي، أما القيم الثانية فقد غزت الحياة بشتى جوانبها، باعتبارها إفرازات مباشرة لنمط العلاقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في العصر الحديث، وبالتحديد بفعل المؤثر الغربي. وهكذا فقد اصطدمت وتداخلت جملة من القيم المختلفة في مرجعياتها ووظائفها، فلم تعد تلك المجتمعات قادرة لا على الدخول إلى قلب الحداثة ولا الانفصال عن الماضي.
&
* هل تم هضم هذه القيم المتعارضة في العالم الإسلامي؟ وما صلة ذلك بالهوية؟
- مع الحرج العلمي الذي يسببه مصطلح العالم الإسلامي، لأن استخدامه سيتأدى عنه منطقيا الحق في وجود عوالم مسيحية ويهودية وبوذية وكونفوشيوسية وغير ذلك، فمن أجل إيضاح هذه القضية بالتفصيل، لابد من القول بأن هناك زمنين يحملان قيماً ثقافية مختلفة يتواجهان في وسط هذا العالم الكثيف بشرياً: العالم الإسلامي-بوصفه منظومة ثقافية-الذي لم تستطع شعوبه أن تنجز فهماً تاريخياً متدرّجاً ومطوّراً للقيم النصيّة الدينيّة، بما يمكّنها من إدراج تلك القيم في صلب السلوك الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، ولم تستطع في الوقت نفسه هضم كشوفات العصر الحديث في كل ما يتصل بالحياة والمشاركة فيها. وبعبارة أخرى فإنها لم تتمكّن من إعادة إنتاج ماضيها بما يوافق حاضرها، ولم تتمكّن أيضاً من أن تتكيّف مع الحضارة الحديثة المنبثقة أساساً من الغرب.
&وعلى هذا فقد انشطرت بين قيم نصية متعالية وقيم غربية، وحينما دفعها سؤال الحداثة إلى خانق ضيق، طرحت قضية الهوية، كقضية إشكالية متداخلة الأوجه. فالقائلون بالهوية التقليدية المميزة قدّموا قراءة هشّة للإسلام تقوم على فهم مدرسي ضيّق له يعنى بالطقوس والأزياء والتمايز بين الجنسين والحلال والحرام والطهارة والتكفير والتحريم، والتأثيم الدائم للنفس، وحجب فعالية العقل المجتهد، والذعر من التحديث في كل شيء، وإخضاع الكون والبشر لجملة من الأحكام، التي يسهل التلاعب بها طبقا لحاجات ومصالح معينة، وإنتاج أيديولوجيا استعلائية متعصّبة لا تأخذ في الاعتبار اللحظة التاريخية للشعوب الإسلامية، ولا العالم المعاصر، ولا تلتفت إلى قضايا الخصوصيات الثقافية والدينية والعرقية للأقليات، وسعوا إلى بعث نموذج أنتجته تصورات متأخّرة عن الحقبة الأولى من تاريخ الإسلام، نموذج يقوم على رؤية تقديسية للأنا، يحبس الإسلام في قفص ذهبي، دون أن يسمح له بالتحرّر من سطوة الماضي، وينخرط في التفاعل الحقيقي مع الحاضر. وحجبوا عنه القيم الكبرى التي اتصف بها كنسق ثقافي يقر بالتنوع والاجتهاد، ويحثّ على التغيير والتجديد.
&سوف يصطدم هؤلاء بحقيقة لا يمكن تذويبها، وهي: أنه ليس من الصعب فقط استدعاء نموذج أنتجته سجالات القرون الوسطى وفروضها وتعميمه على الحاضر، إنما من المستحيل تطبيق فهم مختزل وهامشي للإسلام، أنتجته العصور المتأخّرة، فهم يقوم على التمايز المذهبي، والتعارض الطائفي، والانغلاق على الذات، وتبجيل السلطة، وتسويغ طاعتها، والتكفير، ونبذ الاجتهاد، وتجهيل الناس بحقيقة أحوالهم الاجتماعية، كل هذا ضمن نمط من الحياة والتفاعل والمصالح والعلاقات الاجتماعية التي تكاد تختلف كلياً عما كان شائعاً إبَّان تلك الحقبة التي يفترض أن النموذج المطلوب قد ظهر فيها.
&وليست هذه وحدها هي العقبة الكأداء، إنما ترافقها أخرى لا تقل أهمية، وهي أنه لا يمكن تبنّي نموذج لمجرّد الرغبة فيه، فذلك أدخل بباب المحالات، فلا بد من كفاءة وتنوع يفيان بالحاجات المتكاثرة للناس، وفي جميع الأحوال لا يمكن تطبيق أي نموذج مستعار من الماضي لاستيعاب الحاضر، فالأحرى اشتقاق نموذج حي ومرن وواسع ومتنوع وكفء من الحاضر نفسه، يأخذ في الاعتبار كل أوجه الحاضر، ويتجدّد بتجدّده، ولا ينغلق على نفسه، ولا يدّعي اليقين، ولا يزعم أنه يوصل إلى الحقيقة المطلقة، ويتفاعل دائماً مع المستجدّات الداخلية، ويتناغم مع حركة التاريخ بشكل عام. ويكون جريئاً في الحوار مع نفسه وغيره، ويتجنّب الانحباس داخل قمقم مغلق، ويترك للآراء والاجتهادات والرؤى أن تتفاعل فيما بينها، ولا يتّكئ على السجالات اللاهوتية والمنطقية، إنما يقدّم نفسه كنموذج مفتوح يُثرى بالاقتراحات والممارسات، ويفكّ نفسه من الأقواس التي تقيّده، فلا يدّعي أنه يقدّم الخلاص، ولا يعد بالنّجاة الكاملة.
&أما القائلون باحتذاء الغرب، واستعارة حداثته، والاندماج بعالم يمور بالكشوفات العلمية والفكرية والاقتصادية، باعتبار أن الغرب استكمل حلقة التحديث الأساسية، وأنجز التطوّر في معظم مجالات الحياة العملية، وضَمن للإنسان حقوقه كفرد وكمواطن وكفاعل اجتماعي، ورسّخ سنناً قانونية وحقوقية واجتماعية تحول دون إلحاق ضرر مقصود وعام بالمجتمع والفرد على حدّ سواء، فإنهم يتخطّون حقيقة لا تخفى، وهي: أن النموذج الغربي تولّد من نسق ثقافي خاص، وأنه نتيجة لتمخّض شهده الغرب منذ القرن السادس عشر الميلادي، وأنه أُشتّق من حالة الغرب الخاصة، وتكمن كفاءته في أنه زبدة ذلك الواقع، لأنه متّصل به اتصال الجنين بالرحم. وقد تطور استجابة لواقع الغرب الذي تجري محاولات من أجل تعميمه ليشمل العالم، بكل الصيغ الممكنة، ولكنّ ركائزه الأساسية مبنية على وفق الخصوصيات الثقافية والسياسية والاجتماعية والتاريخية الغربية. وتكمن الصعوبة في تقليده ومحاكاته، ناهيك عن نقله وتبنّيه.
&وبافتراض إمكانية ذلك، فإنه سيكون في نوع من التعارض مع جملة القيم الموروثة التي أشرنا إليها. والحقيقة فإنّ التوتّرات القائمة في العالم الإسلامي حالياً، يتّصل كثير منها بالصدامات الظاهرة والضمنية بين النموذجين اللذين ذكرناهما. وفي النهاية لا يمكن تجريد نموذج من خصائصه الذاتية وفرضه على حالة مختلفة سواء أكان نموذجاً دينيّا مستدعى من الماضي أم نموذجاً غربياً مستعاراً من الآخر. الواقع يفرض نموذجه الخاص الذي لا يُشترط فيه التقاطع مع النماذج الأخرى، إنما التفاعل معها. ولكن تُشترط خصوصيته واختلافه. هذا هو الاختلاف الذي ندعو إليه.
&
* ينطلق مشروعكم (المطابقة والاختلاف)من هذه الرؤية التي تستند إلى أن ثقافتنا تعيش نوعا من التطابق مع مرجعيتين، الأولى: مرجعية غربية تكونت وتشكلت ضمن مرجعية غربية وسياق ثقافي له شروطه التاريخية، والثانية: مرجعية محلية لها شروطها التاريخية,وتمثلها الثقافة منذ فجر الإسلام الى القرن الخامس الهجري، وهذا النوع من التطابق هو المعيق الأساسي لإبداعنا الثقافي، ولذلك تقترحون فكرة( الاختلاف) كبديل عن (المطابقة) بمعنى ضرورة أن تختلف ثقافتنا عن الآخر، وعن الذات، وان تتشكل خصوصية تستعين بالمرجعيتين، ولا تكون أيا منهما. ما هي مرتكزات منهجية (المطابقة والاختلاف)؟ وأين تجد مرجعياتها؟ وأين تلتقي مع المشاريع الفكرية العربية الراهنة، وبماذا تختلف عنها؟
- ينبغي في البداية كشف الحالة الثقافية التي دفعت بهذه الفكرة إلى الوجود، فالمسا ر الخاص بثقافتنا يكشف صورة شديدة التعقيد والالتباس، صورة تتقاطع فيها التصورات والرؤى والمناهج والمفاهيم والمرجعيات، ولا يأخذ هذا التقاطع شكل تفاعل وحوار، إنما يمتثل لمعادلة الإقصاء والاستبعاد من جهة، والاستحواذ السلبي والتنكّر والتخفّي من جهة ثانية. والواقع إنّ التعارض الذي يتحكّم بالأنساق الثقافية أفضى إلى نتيجة خطيرة؛ وهي أن ثقافتنا أصبحت ثقافة «مطابقة» وليس ثقافة «اختلاف». فهي في جملة ممارساتها العامة، واتجاهاتها الرئيسة، تهتدي بـ «مرجعيّات» متصلة بظروف تاريخيّة مختلفة عن ظروفها، فمرّةً تتطابق مع مرجعيّات ثقافيّة أفرزتها منظومات حضارية لها شروطها الخاصة، ومرةً تتطابق مع مرجعيّات ذاتيّة تجريديّة وقارّة متصلة بنموذج فكري قديم، ترتبط مضامينه بالفروض الفكرية والدينيّة الشائعة آنذاك، وفي هذين الضربين من ضروب «المطابقة» تندرج ثقافتنا في نوع من العلاقة الملتبسة التي يشوبها الإغواء الأيديولوجي مع «الآخر» و«الماضي» بحيث يصبح حضورهما «استعارة» جُرّدت من شروطها التاريخيّة، ووُظّفت في سياقات مختلفة.
&ومن الطبيعي أن يؤدي كل هذا إلى تمزيق النسيج الداخلي لتلك الثقافة، إلى درجة أصبحت فيها التناقضات والتعارضات ظاهرة لا تُخفى، وتتجلّى تلك التناقضات من خلال صور النبذ والاقصاء والاستبعاد المتبادل بين الممارسات الفكرية التي تستثمر هذهِ المرجعية أو تلك ضد الأخرى، ومن خلال إشكال التمويه والتخفّي والإكراه والتنكّر الذي تأخذه المفاهيم والمناهج والرؤى، وهي تُوظّف بأساليب لا تأخذ في الاعتبار درجة الملائمة بين هذهِ العناصر والسياقات التي تستعمل فيها. إلى هذا يضاف التعسفّ في إخضاعها لأنساق لا صلة لها بأنساقها الأصلية، الأمر الذي ينتج عنه غموض وإبهام والتباس في كل ما يتصل بتلك العناصر، وكل هذا يعمّق نوعاً من الثقافة المسطحّة التي تغيب عنها الفرضيات الكبرى، والأسئلة الجوهرية.
&الأسباب ليتصل بعضها بالثقافة «الغربيّة» وبعضها بالثقافة «العربيّة». فمن ناحية تمكّنَ «الغرب» من بناء نموذجه الثقافي بمظاهرهِ العلمية والفلسفية والسياسية والاقتصادية منذ عصر النهضة، وبفعل جملة التطورات الخاصة به، تمركز ذلك النموذج حول ذاته في حركة محورية، أدت إلى ظهور «المركزية الغربيّة» بكل إشكاليّاتها التي صاغت الفكر الغربي الحديث صوغاً يوافق نوعاً من أيديولوجيا التفوق العرقي والثقافي والديني، وتطورت نزعة التمركز، فطرحت مفهوماً متصلاً بفرضية التمركز نفسها، وهو مفهوم «العولمة» وبهذا امتد الطموح ليشمل العالم بأجمعه، ويدرجه ضمن رؤية غربية مستمدة من الفرضية المذكورة، مع مراعاة شرط التراتب والتفاضل والتمايز بين ما هو غربي وما ليس كذلك. ومن ناحية أخرى فإنّ ثقافتنا لم تفلح في بلورة ملامح خاصة بها، وظلت أسيرة مجموعة من الرهانات المتصلة بغيرها، ومن المعلوم أنّ لذلك أسبابه الكثيرة أيضاً، منها ما يتعلّق بكيفيّات التحديث، ومنها ما يتعلق بطبيعة الصلة مع «الماضي».
&وهذا الاصطراع مزّق النسيج الداخلي لها، وأدخل في ممارساتها عناصر متضادّة ومتعارضة، استخدمت بوصفها منشِّطات أكثر ما هي مكوّنات فاعلة، وبعبارة أخرى، فقد اخترقت أنساق ثقافية مستعارة، لها مرجعياتها الخاصة بها، نسيج الثقافة العربية، الذي كان مهيأ للاختراق، فأدى ذلك إلى نوع من «التهجين» الذي يستند إلى جملة استحواذات واقصاءات، دون أن يتمخّض عن مكوّن له ملامح مميزة، مكوّن متطابق مع مرجعيات مختلفة عمّا ينبغي أن تكون له. المشروع ينبثق من الفكر النقدي الذي لا يقر مرجعيات ثابتة ولا مستعارة، ويأمل أن يسهم مع المشاريع الأخرى في تغيير طبيعة المنظور الذي من خلاله نركب صورة ماضينا وحاضرنا.
&
الحلقة الثانية
الحلقة الثالثة
&
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف