ثقافات

فيلم "وادي الدموع": ماضي لبنان المأسوي بعيني صحافية كندية

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بيرت: عرض مساء الخميس فيلم"وادي الدموع" للمخرجة اللبنانية الكندية ماريان زحيل ضمن فئة "البانوراما الدولية" في الدورة الثالثة عشرة لمهرجان بيروت الدولي للسينما، ويعود الفيلم بالذاكرة الى مجزرة مخيم "صبرا وشاتيلا" للاجئين الفلسطينيين في لبنان خلال الإجتياح الإسرائيلي عام 1982، من خلال عيني صحافية كندية تسبر أغوار "هذا الماضي الماسوي الذي لم تتم تسويته بعد"، على ما تقول المخرجة. وتقول زحيل لوكالة فرانس برس إن الفيلم استند إلى أبحاث أجرتها في العام 2001 عندما كانت تعد شريطا وثائقيا في إطار دعوى تقدم بها المحامي اللبناني شبلي الملاط أمام القضاء البلجيكي لمحاكمة المسؤولين عن مجزرة "صبرا وشاتيلا". وتشير إلى أنها أوقفت العمل على هذا الشريط بعد مرض رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون الذي كان وزيرا للدفاع في إسرائيل خلال الفترة التي حصلت فيها المجزرة. لكن "وادي الدموع" يضم تحقيقا مصورا وثائقيا لا تتعدى مدته دقيقة واحدة، تقول عنها المخرجة انها "اللحظة الواقعية الوحيدة في الفيلم، فيما احداثه الباقية كلها روائية متخيلة".
وتبدأ قصة الفيلم عندما تتلقى ماري (ناتالي كوبال) الصحافية الكندية (في مونتريال) المتخصصة في مذكرات الناجين من الحرب، رسالة تحمل في طياتها قصة علي، الشاب الفلسطيني الذي نشأ وترعرع في مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان. وينجح هذا الطرد في إثارة فضول ماري، فتبدأ بالتحري عن هوية صاحبه، يساعدها في تحرياتها شاب لبناني يدعى جوزف (يؤدي دوره جوزف أنطاكي) يصدف وجوده في مكتبها لأعمال الصيانة والطلاء.
وتنشأ بين جوزف وماري علاقة غريبة، فهما يأتيان من خلفيتين مختلفتين. لكن جوزف يختفي فجأة وتتدافع المعطيات في الفيلم لتقود الصحافية الكندية في رحلة إلى الماضي ستعاين فيها تاريخا داميا واسرار أيام ولت لكنها مبهمة إلى أقصى الحدود.
ويشارك في بطولة "وادي الدموع" مجموعة من الممثلين الكنديين هم ناتالي كوبال وناتالي ماليت وجانين سوتو وصوفي كاديو، إضافة إلى اللبناني جوزف أنطاكي، ونخبة من الممثلين اللبنانيين كوفاء طربيه وليلى حكيم ووليد العلايلي.
وتشرح زحيل أن عنوان الفيلم "وادي الدموع" هو عبارة وردت في كتاب "العهد القديم" تعني المطهر. وتضيف "هو العبور الذي يسبق الدخول الى شيء جديد. هو عبور الشخصيتين ماري وجوزف نحو مكان افضل".
وتبرز زحيل في فيلمها ان "مجازر كثيرة، غير صبرا وشاتيلا، ارتكبت من قبل كل الطوائف اللبنانية". وتضيف "كوني ولدت مسيحية، أردت ألا أتناول الجرائم التي ارتكبها الآخرون، لكي لا ينظر إلى فيلمي من زاوية التحريض، في حين أن تناول المآسي التي ارتكبتها الطائفة التي انتمي اليها، هدفه ان نصل الى وقت نستطيع ان يمد بعضنا يده للبعض الآخر لكي نتحاور". وتنفي زحيل أن يكون فيلمها ينطوي على إدانة للمسيحيين اللبنانيين، وتشدد على أن مقاربتها للموضوع "مقاربة انسانية فحسب". وتضيف "لا اساءة دينية اوسياسية في الفيلم لاي طرف. قد لا استطيع التحكم باراء الذين يريدون تسييسه، ولكن لم أشأ أن ادين احدا من خلاله".
وشهدت سنوات الحرب الاهلية اللبنانية (1975-1990) مجازر وجرائم حرب متبادلة ارتكبتها معظم اطراف النزاع. ومع انتهاء الحرب صدر عفو عام عن كل الجرائم المرتكبة خلال سنوات النزاع الدامي، وهو عفو ما زال يثير حفيظة المجتمع المدني اللبناني لكونه منح حصانة لكل امراء الحرب، وحال دون المصالحة الحقيقية القائمة على العدالة والمحاسبة. وتامل المخرجة ان يستاثر فيلمها باهتمام الجمهور اللبناني لدى عرضه في الصالات اللبنانية قريبا. وتقول إن "وادي الدموع" الذي صورته بين كندا ولبنان في عشرين يوما، يتناول "قصة من خلال عيني امراة كندية، مقدما لمحة كبيرة عن كندا ولبنان، وما يمكن ان يحصل في ظل ماض مأسوي لم تتم تسويته وحل مشاكله".
تجدر الإشارة إلى أن "وادي الدموع" هو الفيلم الروائي الطويل الثاني لزحيل، بعد "من نافذتي، من دون وطن". وفي جعبتها مشروع فيلم جديد اجتماعي محض، بعيدا من أجواء الحرب، تجري احداثه بين البلدين.
وكان "وادي الدموع" فاز بجائزة أفضل فيلم في مهرجان "غرينبوينت" في نيويورك هذه السنة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف