قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لندن: عرض فلم دردشة للأمسية الثقافية فى متحف بيت ليتن فى كنسنغتن بلندن يوم الخميس العاشر من أكتوبر 2013. طول الفلم لمدة نصف ساعة بحضور رئيسة بلدية شيلسى وكنسنغتن التى قدمت للفلم وتحدثت عن الجالية العربية لاسيما المغربية وتفاعلها مع منطقة كنسنغتن وشيلسى.المتحف مهم وكبير ويحوى على قاعات وطوابق متعددة وقد وضعت فيها معارض صور متعددة عن التراث المغربى كما كانت موسيقى العود للعازف المغربى سفيان سيهى تمتع الوافدين فى أروقته المتعددة.الفلم برعاية مركز (الحسينية) للمرأة المغربية حيث قدمت للفلم سعاد طالسى مؤسسة المركز ، وهى المحاورة فى الفلم مع أربع مغربيات هاجرن إلى لندن فى فترات مختلفة منذ 1960 وحتى 1990 وعشن فى شارع كولبورن الواقع فى كنسنغتن بلندن.يبدأ الفلم بحديث سمندا هيرون قارئة النص (دردشة) وهى تشرح معنى الدردشة أى حكاية القصة حيث تقول أنّ المغاربة اعتادوا على حكاية القصص فى مختلف الأماكن سواء البيت أو الشارع أو حتى التاكسى والباص خصوصا النساء وما حملنهن من قصص عن بلدهن وتاريخهن سواء كانت القصص قديمة أو حديثة. ثم حديث سعاد عن برنامج دردشة كونه محاولة لكشف قصصهن وما عشنه من محن وآلام وأفراح ونجاح وكيف رأين تلك القصص.بدأت سعاد تحاوهن الواحدة بعد الأخرى كلّاً على حدة. السيدة الأولى كانت ربوحة الحراك التى قالت أنها كانت تحلم بلندن وتحمد الله أنها استطاعت المجئ والحياة فى لندن التى أعطتها الكثير. جاء زوجها إلى لندن فى 1970 وهى جاءت بعده فى 1972 حيث كان زوجها يشتغل بالليل وهى تشتغل بالنهار وكانت الظروف صعبة جدا مما اضطرها لإرجاع أولادها الثلاث للمغرب تحت رعاية والدتها وهى رجعت إلى لندن وعندها حنان الأم رفض ذلك مما أدى إلى إرجاعهم رغم الظروف القاهرة كاللغة والمعيشة الصعبة حيث اشتغلت مختلف الأعمال من عرق جبينها ولم تحتج أحدا وليس لها رحم أو أقرباء وتعيش الغربة والهجرة ومعاناتهما ذكرت طيبة جيرانها القدماء لسنين طويلة قد تقرب من الثلاثين عاما لأنكليزية وإيرلندية وهم يلقّبونها بالأم ولم يتخاصموا أبدا بل تشاطروا الأفراح والأتراح وهى سعيدة بلندن والمعيشة فيها وقد تزوج الأولاد فيها وهم سعداء.الثانية هى السيدة عائشة العربى وهى تتحدث الإنكليزية وتكفكف دموعها عن الذكريات حيث جاءت إلى لندن بعد انفصالها عن زوجها وحيدة عن طريق اسبانيا وفرنسا ثم لندن وعانت كثيرا لأنها لم تكن تعرف الإنكليزية ثم حاولت العمل بمشقة ومعاناة حتى حصلت على إجازة البقاء وفرحت كثيرا لتتعلم اللغة الأنكليزية ثم تعمل مختلف الأعمال منها الترجمة المباشرة عند مكتب محاماة ومساعدة اللاجئين ومن لايعرف الإنكليزية، كما اشتغلت فى مستشفى لخمس سنوات وثم الخطوط الجوية البريطانية، وبعض الفنادق وغيرها من الأعمال. والآن لها أحفاد من أبنائها وهى تراجع بلدها المغرب بين الحين والآخر لأنها باتت أفضل من الأمس بكثير حيث فكرها نصفه بلندن والنصف الثانى بالمغرب وذكرت تضحياتها الكبيرة من أجل أولادها وحياتهم.الثالثة هى السيدة خديجة كزنادى وهى من الدار البيضاء وتحدثت عن حلم الهجرة إلى الغرب وصعوبة الحصول على الفيزا حيث استطاعت بعد الدخولية لشهر أن تسجل فى كلية لتحصل على سنتين إقامة. ثم تحدثت عن أعمالها المختلفة فى الفنادق والمطاعم وغيرها. وقالت أن مستمسكاتها وأموالها قد وضعتها فى إحدى البنوك لكنها أخبرت لاحقا بأنها قد ضاعت جميعها من البنك حيث ضاع صندوقها تماما وهنا بدأت محنة جديدة استمرت لعشر سنوات بدون وثائق ولا حساب فى البنك وهى متنقلة فى السكن بين أصدقاء أو عوائل وهى تعيش المحنة وحيدة، فلا أحدَ لها وحتى فى مرضها لم تستطع الذهاب للمستشفى... وبدأت تجهش بالبكاء كثيرا. ثم تحدثت عن قصة زواجها ثم طلاقها وخروجها وحيدة بلا سكن حيث ساعدها مركز (الحسينية) وعيّنوا لها محاميا وملأوا الإستمارات الرسمية وإرجعوها إلى سكنها وتسجيلها فى الكلية وتجديد حياتهاالسيدة الرابعة هى وفاء جهداوى وهى الجيل الرابع حيث جاءت إلى لندن فى 2007 وهى متعلمة قد درست فى المغرب القانون فى الجامعة ثم فى عمّان اشتغلت بشركة التأمين ثم تزوجت وجاءت مع زوجها إلى لندن عام 2007 وقد تحدثت عن الفرق بين ما كانت تحمله فى ذهنها عن لندن وما رأته على أرض الواقع ثم تحدثت عن واقع المغربيات فى لندن وأشارت إلى ضرورة تعلم النساء وأهمية التعليم الأكاديمى لأنه يفتح آفاقا واسعة للمرأة والفجوة مع الأبناء الذين يعيشون التكنولوجيا والثقافة وأكدت على الفرص الكبيرة الموجودة فى الغرب وتمنت من الأجيال الجديدة أن يكون لها صوتا مسموعا ومؤثرا إيجابيا فى المجتمع ثم فتح الحوار بين الجمهور والإجابات من سعاد خصوصا فكانت جلسة متميزة بحضور كثير واستئناس واضح وبهجة دع القصص تتحدث عن الهجرة وهموم أصحابها بين بلدانهم وما تعانيه وبين حلم الغرب والتعايش معه ثم الأجيال الجديدة جيلا بعد جيل ولكل لغته وأسلوبه والهوة مع الآباء وفهمهم والتفاعل معهم فضلا عن المدرسة والمجتمع والأصدقاء والإعلام وتأثيرها على الأجيال التى تعانى الصراع بين الإنصهار الجديد والتقليد للآباء ومجتمعهم الأول والتقاليد القديمة حيث تغير المكان وتغير الزمان كما تغيرت الظروف والبيئة والشرائط الموضوعية كيف يقدّم لك الغرب ما لم يقدّم لك بلدك الأصلى حيث إنه يعطيك الحرية والكرامة والجنسية والجواز والعمل والحقوق المدنية المختلفة التى افتقدتها لذلك هاجرت hellip;إنها جزء من قصص الملايين من المهاجرين العرب.