محمد سيف المفتي: صرعة الحلم
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
شعر الحامي رفعت المحمود بسعادة غامرة لان هذا الموضوع هو ميدانه الحقيقي و سوف يفحم الشرطي بادلته و ذرائعه و قرائنه، بدأ الشرطي نيكولاس يشرح النظام القضائي و انواع المحاكم و تقييم الأدلة و رفع نبرة صوته و هو يقول بأن المحكمة يجب ان تكون متاكدة الى درجة اليقين من ان الجاني قد اقترف الجرم الذي تم اتهامه به و هو مدرك انه قام بعمل يعاقب عليه القانون، و ان كل الأدلة و القرائن التي فيها اي شك عقلاني يجب ان تترجم لصالح المتهم و في النهاية فإن مسؤولية إثبات الجريمة تقع على عاتق النيابة وواجب إثبات براءة المتهم لا تقع على عاتقه..ضحك الجالسين مستخفين بالمعلومة. و بدات التعليقات تنهال على الشرطي من كل صوب.&- و لهذا تزداد الجرائم عندكم.&- هذا يعني لا يوجد احد يُحكم عليه. تبعتها قهقهة مكبوتة&- يعني لا يوجد عقاب في هذا البلد. أشار الشرطي اليهم طالبا الهدوء. و قال بصوت ثابت.- ٩٩ مجرم يخرج بريء و لا بريء يحكم ظلما.: شعر رفعت انه أمسك به بنقطة ضعف حقيقية، و عقب قائلا&- إذن معظم الشعب يجازف و لا يخافون السجن.قال الشرطي بصوت راكز و ببطأ. فقدان الحرية اكيد امر يستدعي الخوف، لذلك الأحكام غير مجحفةاجابه المهندس اذن كل من يدخل السجن يعود اليه، أليس كذلك؟ و ضحكوا جميعا مستهزئين.أجابه بنبرة تسترعي الانتباه: لا يا سيدي في هذا البلد عندما تقع جريمة فإننا نبحث عن الجاني و لا يعذب احد و لا يختفي عدد لا حصر له من &البشر وراء الشمس، و اذا كانت الضحية شخصية مهمة فهذا لا يعني ان نجد جانيا باي ثمن كان، ورفع صوته وقال في مؤسستنا الإصلاحية نادرا ما يعود احد اليها. نزيل المؤسسة لديه غرفته و تلفازه و لديه برنامج تأهيلي ثقافي و مهني، بالاضافة لنشاطاته الرياضية ...التفت رفعت الذي كان يجلس في الكراسي الأمامية، و قال لهم : يا جماعة هذا الكلام عن السجن مو فندق خمسة نجوم، يعني أبو غريب و بوكا.... ساد صمت غريب حتى &بدأ رفعت يضحك ضحكات متقطعة مكبوتة، &لينفجر الجميع بعدها بالضحك حد البكاء، وبقيت نظرة الذهول مرسومة على جبين الشرطيفسأل نيكولاس عن ما يضحكهم، و سمع الجواب من كل أركان الغرفة: &لا شيء لاشيء.&&عندما عاد نيكولاس الى داره أخذ كأسا من الويسكي و سيجارة بالرغم من انه كان قد ترك التدخين و جلس لساعات يفكر، ورغم انه دخن السيجارة الخامسة و الكأس الثالثة لكنه لم يكتشف الخلل الموجود في النظام القضائي الذي جعل اللاجئين يضحكون من المؤسسة القضائية النرويجية حد البكاء.&ثم قال لنفسه يا لجمال اخلاقياتهم، لم يذكروا الخلل في نظام بلادي لكي لا يجرحوا مشاعري، و نام قرير العين.. بينما بقيت عيون من تحدثوا معه مفتوحة &تشتكي الغربة و المجهول في غرف مظلمة تفكر بغد يرفض القدوم.&
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف