أنفال عبدالباسط الكندري: ولادة ناقصة
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
وضعت يدي على مقبض الباب &.. وبقيت واقفة الباب أمامي ورجلي خلفي محملاً بقلب جديد وحلم حديث الولادة تضعه أنثى مختلفة &قادرة على اللعب مع المراهق الذي بداخله .. الولادة إنها الرغبة التي دفعتني لأن اشعل النيران في صدر والدتي وأن أقوم بحرق ذلك الشيب الذي كسى رأس والدي ، لقد كانت رغبتي قوية بخلق ولادة جديدة &.. &أحظى بفرصة تنقلني من مجرد أنثى وحيدة وباردة إلى سيدة دافئة وأم جميلة ، كان كل ذلك بدافع النهوض من بين الأوراق التي تزدحم بها حجرتي الصغيرة تلك التي تضم في صدرها معادلات طويلة تدرس في الجامعات لكنها بعيدة تمام البعد عن هذا الواقع ، لذا عندما وقعت أسيرة اهتمام ذلك الزميل القادم من ثقافة منفتحة وأفكار لا تلف معصمها أسوار صدئة , لم اتمكن من فك قيودي بتلك المعادلات التي اشرحها بالساعات لطلبتي في الجامعة , فقد تمكن من تعرية الجزء الذي اخيفه .. الوجه المغطى بالجمود قد ذاب وانصهر وبرزت ملامح تتوق إلى الحياة & .تلك الولادة &.. كانت ميتة &لعائلتي التي رفضت الاعتراف بزيجة خارجة عن إطار التقاليد خارجة عن حدود الوطن مكتفية بالدين ، لكنها بالوقت ذاته جاءت بولادة طفلين ليكمل كلن منهم حاجتي للأمومة ، لأن يكون هناك نبض جديد يدفع بي للحياة ، اكتفيت بالصورة التي وضعتها على جدار &حجرتي &للعائلة الصغيرة بعد أن أقنعت نفسي بأن هذا هو تاريخ ميلادي وتاريخ عائلتي الحقيقية التي انجبتها من قلبي ومن رحمي ، أما من اسقوني من رحمتهم فإما أن يسألوا هم أو أن أترك نفسي للنسيان , لكن بيني و بين نفسي كنت على يقين تام بأن لا أحد قادر على أن يخرج جنته من قلبه.الآن إما أن أقبل بدور المربية و الزوجة الوفية &وأن استند على جدار الصمت .. أو أن أفتح الباب و أخرج للمجهول &.. حيث لا أحد ، لا أب ولا أخ ولا سند ، أقف أمام الباب و يقف خلفي من دون حبه &ومن دون الوعود التي وضعها بين كفي ذات ليلة ، يقف بجانب قائمة الشروط التي وضعتها حبيبته القادمة لتكون زوجة المستقبل الجديد ، نادى عليه طفله &.. &لكنه لم يجبه &.. بكى طفله لكنه لم يتحرك &ظل واقفاً في الوسط &كتحفة زائدة ، وبقيت بداخلي مشاعر المرأة تلف نفسها وتختبئ بها بعيداً عما سيحدث ، ثم تحركت مشاعر الأمومة راكضة نحو قطعتي الصغيرة التي وضعتها في هذه الدنيا ، ضممته إلى صدري وبكيت معه حتى نمنا &.&&
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف