ثقافات

حامد بن عقيل: في حيّنا.. كل يوم

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
جارنا الطيبالذي يزحف على عصاته إلى المسجد كل يوم خمس مراتالذي يهتم بتغيير الماء للحمَام والقططالذي يخلّف عطراً مميزا في كل يد تصافحه، وفي أرواحنا كذلكتوفي اليوم؛شاهدتُ ذلك جليًّا في بقايا خطواته نحو المسجد،وفي تلفّت المصلين.
**امرأة مسنّة تعبر حينا كل يوممباشرة بعد صلاة العصر،لا يعرف أحدٌ متى تعودكما لم يسألها أحدٌ قط إن كانت بحاجة إلى مساعدة،وبشكل يومي، وبعد أن تختفي،&ينسى الجميعُ أن عجوزاً مرّت من هنا.
**المتقاعدون في حينا لا يتحدثون في شؤون السياسةولا في كرة القدميجلس بَعْضُهُمْ تحت سُور المسجد بعد صلاة الفجريلاحظون المارّةيلقون ببعض ملاحظاتٍ عميقة وموجزة حول الطقس والتعليم وتربية آباء الجيل الجديد لأطفالهم،جميعهم، بلا استثناء، ينتظرون شروق الشمس لينصرفوا إلى منازلهمثم يعودون في الظهيرة.
**ابتسامة محمد نجيب لا يمكن وصفها.كم نحن ممتنون في حيّنا للقائمين على شركة النظافة الذين لم يهتدوا بعد إلى الأثر الإيجابي لتغيير أماكن عمل هؤلاء البسطاء.محمد نجيب ليس بسيطا فحسببل إن لديه وجهاً مشرقاًوابتسامةً ساحرة.
**يضحك عامل البقالة كثيراً لأن طريق الأطفال التي سيسلكونها معروفة سلفاًالبدء بثلاجة الآيسكريمثم زاوية الشيبسقبل أن يشيروا بأصابعهم الغضة نحو البالونات المعلقة خلفه.طفلة واحدةً فقط، وكانت تبكي، خرجت اليوم من البقالة دون بالونكان والدها عسكريا صلفاحتى إنه لم ينتبه لابتسامة محمد نجيبولا حتى لخطوات جارنا الطيب التي لم تزل عالقة في الصلوات.
**يحرس الله حيّناإذ لم نشاهد، منذ سنوات، في أزقته جثة مجهولةولا سكيّرا يستلقي على الرصيفولا سيدة وحيدةً تتعثر في أفكارها الخاطئة،يحرس الله حيّناذلك أننا لا نتحدث في الشأن السياسيولا حتى في أمور كرة القدم.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف