ثقافات

بمناسبة مرور 50 عاما على وفاته

معرض استرجاعي ضخم لجياكوميتي في شنغهاي

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
&تستقبل مدينة شنغهاي الصينية لاول مرة اضخم معرض استرجاعي للفنان جياكوميتي نظم بالتعاون بين متحف يوز ومؤسسة جياكوميتي وقد فتح المعرض ابوابه في الثاني والعشرين من آذار (مارس) الماضي ليكرم اهم نحات أنجبه القرن العشرون والذي يعتبر مؤرخو فن انه كان الافضل في التعبير عن الحداثة في عصره. يتضمن المعرض 250 من افضل اعمال جياكوميتي التي انجزها بين 1917 و 1966 وهو ما يعطي فكرة واضحة تماما عن فنه وافكاره وتوجهاته ومسار حياته المهنية. وأشرف على تنظيم المعرض كاثرين غرنييه بالتعاون مع كرستيان الانديتي ليكون ملائما لمكان العرض وهو متحف يوز الصيني علما ان هذا النشاط ربما يكون اهم حدث ينظمه هذا المتحف بالتعاون مع خبراء فن مرموقين وبدعم من الحكومتين الصينية والفرنسية. ويأتي تنظيم هذا المعرض بمناسبة مرور 50 عاما على وفاة هذا الفنان وهو الاول المخصص له في الصين وهو ايضا ثاني اضخم معرض استرجاعي حتى الان وكان الاول قد نظم في مركز جورج بومبيدو في باريس في عام 2007.&
تفرديعتبر البرتو جياكوميتي (1901-1966) واحدا من اهم نحاتي وفناني القرن العشرين وأفضل من جسد عصره ويتضمن المعرض قطعته النحتية الشهيرة "الرجل السائر" التي انجزها في عام 1961 والتي يصفها نقاد الفن بأنها "منحوتة خالدة في تاريخ الفن" وكان لهذا الفنان تأثير مهم على عدد كبير من الفنانين ومن الاتجاهات الفنية التي ظهرت في اعقاب الحربين العالميتين سواء في شرق اوروبا ام غربها، ويسميه البعض "فنان الفنانين" علما ان تأثيره لم ينحصر في منطقته الجغرافية بل عبر الحدود الى مختلف انحاء العالم. ومن المعروف عن منحوتات جياكوميتي انها صغيرة الحجم وتميل الى الطول لكنها ايضا اغلى ما يباع في المزادات الفنية حيث حطمت العديد من الارقام القياسية على مدى العقد الماضي. ويقول بودي تيك، مؤسس متحف يوز عن "الرجل السائر": "يبدو انه يتقدم الى أمام رغم كل شئ ورغم كل العوائق ليصل الى نقطة لم تطأها قدماه سابقا ولكنه لا يخاف منها .. اشعر وكأن هذا الرجل السائر يتمتع بحرية هائلة في الحركة وهو ما نجح جياكوميتي في التعبير عنه". واضاف "إنه لشرف كبير أن نحتضن هذا المعرض وان نعرض هذه القطعة للمرة الاولى في شنغهاي الى جانب منحوتات أخرى تمثل افضل ما انتج جياكوميتي" وتملك هذه القطع ال 250 مؤسسة جياكوميتي وهي تعطي فكرة واضحة عن حياة الفنان المهنية على مدى نصف قرن ومنها الى جانب الرجل السائر "المرأة الملعقة" التي انجزها في عام 1926-1927، ثم "المرأة السائرة" ويعود تاريخها الى 1932، و"الانف" التي نحتها في عام 1947، و"القفص" وهي من انتاج عام 1951. ويغطي المعرض جميع المراحل التي مر بها جياكوميتي ابتداءا بسنوات انتاجه الاولى ثم الفترتين التكعيبية والسريالية حتى ستينات القرن الماضي كما يتضمن نتاجات أخرى مثل رسوم بورتريت ولوحات ومخطوطات ومواد ارشيفية تعطي الزائر فكرة واضحة تماما عن هذا الفنان وعن اعماله وافكاره وكذلك عن ملامح العالم في تلك الفترة من القرن العشرين.ويأتي المعرض بمناسبة مرور 50 عاما على وفاة الفنان في عام 1966 حيث سينظم في عواصم ومدن مختلفة معارض اخرى مشابهة مثل باريس وزوريخ وغيرها قبل تنظيم المعرض الختامي الاهم في لندن في نهاية العام.
حياتهولد جياكوميتي في تشرين اول (اكتوبر) من عام 1901، في قرية صغيرة اسمها بورغونوفو وتقع في الجزء الناطق بالايطالية من سويسرا وكان والده جيوفاني جياكوميتي رساما من الانطباعيين الجدد وهو ما أثر في احساسه الفني منذ الطفولة علما أن اسرته مهاجرة لجأت الى هذه المنطقة في فترة محاكم التفتيش. وبدأ جياكوميتي بممارسة الفن منذ الطفولة وعرضت اول لوحة زيتية له في عام 1915 وكان في الرابعة عشرة من العمر ثم ما لبث ان ركز على النحت ثم قرر ترك مقاعد الدراسة النظامية ليلتحق بمدارس فنون جميلة عديدة كانت احداها في جنيف ثم ما لبث ان تطور فنه بشكل اكبر بعد زيارته ايطاليا ومتاحفها قبل توجهه الى باريس التي استقر فيها ودرس وتتلمذ على يد انطوان بورديل. وبعدها فتح ورشته الخاصة في شارع هيبوليت ماندرون وظل فيها حتى النهاية عدا سنوات الحرب العالمية الثانية ثم تحول المكان الى مقر مؤسسة جياكوميتي وما يزال. توفي جياكوميتي في كانون ثاني (يناير) بعد اصابته بالتهاب في القصبات اعقبته نوبة قلبية حادة.&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف