ثقافات

أجاثا كريستي تعود إلى بغداد، في رواية جديدة لإبراهيم أحمد!

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

&

صدرت هذا الأسبوع &في بيروت عن "دار العرب" ، &بالاشتراك مع &الدار العربية للعلوم " ناشرون". رواية جديدة للكاتب العراقي إبراهيم أحمد بعنوان " قيثارة أجاثا كريستي!&تجري أحداث الرواية في بغداد ؛أربعينات القرن الماضي مجسدة أجواء العراق السياسية والثقافية في تلك الحقبة التي شهدت شتى الصراعات السياسية، والحضارية! &وذلك عبر أنشطة وعلاقات مجموعة من المثقفين الإنجليز مع بعضهم، ومع الوسط الثقافي العراقي ، يظهر منهم بوضوح بدر شاكر السياب وجبرا إيراهيم جبرا ، اللذان التقيا أجاثا كريستي وزوجها في صالون عائشة السلام الأدبي في الأعظمية أوائل الأربعينات!&في الرواية تختفي كاتبة الروايات البوليسية الشهيرة أجاثا كريستي فجأة من فندق تايكرس بالاس في شارع الرشيد وسط بغداد، وإذ يصدم زوجها ماكس مالوان عالم الآثار الشهير، ويعتريه حزن وقلق، &لكنه يبذل جهدا شاقا للتماسك محاولا &استعادة دقائق علاقات أجاثا في العراق والمنطقة؛ عله يمسك بخيط يقوده إليها! هل خطفت؟ هل خطفت نفسها، واختفت بإرادتها؟ &مرددا بمرارة أيمكن أن تكون كاتبة روايات الجريمة هي نفسها في يوما ما ضحية جريمة غامضة؟ وأين؟ في الشرق الذي أحباه وجاءا ينبشان في ذاكرته، وتعريف أبنائه على تاريخه! إنه الآن أحوج ما يكون إليها، هي محللة حبكة الجريمة ، والخطة البوليسية المحكمة الضرورية ، لتحلل له سر اختفائها!&يتصل السفير البريطاني برئيس الوزراء العراقي نوري السعيد &" نطالبكم بالعثور على أجاثا كريستي ، حتى لو عثرتم عليها ميتة، &نريدها منكم حية! " .تهرع أجهزة الأمن في حملات دهم وتفتيش بحثا عنها، تتكشف خلال ذلك الكثير من أوضاع وأهداف الأحزاب والقوى السياسية السرية والعلنية ومواقفهم من الإنجليز، والسلطة المتهمة بعمالتها لهم!&يساور ماكس الشك أن زوجته أجاثا قد تكون خضعت لإغراء من الفريد وثيسجر الرحالة الشهير ، في الربع الخالي والمقيم منذ فترة في أهوار العراق،مستغرقا بدراسة أحوال سكانها من المعدان وقد أسماهم بعرب الأهوار! &إنه &صديقهما المشترك والمتردد على بيتهما عند قدومه إلى بغداد! &فيشرع في قراءة وتدقيق رسائله ومذكراته التي كان قد سلمها لأجاثا لتكتب رواية عنه. كان ولفريد ثيسجر مهووسا في البحث عن بنت المعيدي وقد بهره جمالها! &&بذلك نعرف معه من هي هذه المرأة الفاتنة التي استلبت عقول الكثيرين بجمالها؛ فتألقت صورها في مقاهي ومطاعم بغداد حتى اختفائها شيئا فشيئا لتحل محلها صور عسكريين، ورجال دين، بذلك تنطفئ آخر ومضات الجمال عن بيوت ومحافل بغداد القديمة، كأنها تنبئ &بما صارت عليه بغداد اليوم!&في كلمة التعريف بالرواية :هي رواية عن الحب والحنين، كل شخوصها يبحثون عن الحب، يحدوهم وفاء وأمل!&ماكس مالوان عالم الآثار يبحث عن حبيبته أجاثا كريستي كاتبة الروايات البوليسية التي احتفت فجأة من فندق في بغداد في الأربعينات من القرن العشرين! ولفريد ثيسجر الرحالة الإنجليزي الشهير يبحث عن الفتاة الجميلة الفاتنة المسماة بنت المعيدي وموناليزا العراق وقد أحبها حين رأى صورتها في مقهى ببغداد، تأخذه الحيرة والمتاهات بين الحكايات التي تدور حولها وبين الكثيرين الذين يريدون أن ينسبوها لهم؛ فهي معيدية عربية ، تركمانية، كردية ، آشورية! لكنه يقضي زمنا في الأهوار باحثا عنها بين من سماهم عرب الأهوار. والكاتب الذي يعود من المنفى بعد فراق لوطنه استمر قرابة &ثلاثين عاما مستذكرا الحب القديم، وحبيبته الحسناء التي هجرته،معتقدا أن كل شيء قد انقضى، لكن ما ينهض من رماد الحب والحنين والهجران لا يمكن التكهن به! نسيج من علاقات الحب والاشتياق والحزن العميق يتضافر & على خلفية من التجليات المثيرة في الربع الخالي، والخليج العربي، ورمال أسطورة جنة عاد، وشواطئ الأهوار &وشوارع بغداد ومقاهيها ومكائد السياسة ومشاريعها السرية ومواقع الآثار القديمة السومرية والآشورية والأهرامات ولعنة الفراعنة حتى أنغام قيثارات الفتيات العذراوات في المقبرة الملكية السومرية! محاولة لتقصي روح الشرق وآفاقه المفعمة بالشجن والجمال والحب العميق الذي لا ينتهي؛ حتى يبدأ من جديد!من أجواء الرواية :&كنت أتلقف من أيديهم المتلهفة ما يجدونه عند التنقيب من تحف أثرية، ألفها بالمناديل المبللة الخاصة ،أنتظر حتى تأخذ رطوبة كافية لكي لا تتفتت عند ملامستها الهواء ثم &أنظفها، وأحفظها، لتفهرس، اشعر إن عملي يشبه مساعدة &القابلة التي تتلقف المواليد الجدد من الأرحام، &رغم أن مواليدنا في هذه الصحراء عاشت حياتها وانقضت قبل آلاف السنين، لكنها &جاءت لحياة أخرى، رغما عنها على أي حال! المولدون هم وولي وماكس ومعاونوهم الخبراء، كنت أحس بنشوة &إنني مشاركة معهم بمستوى ما. ذات يوم شعرت بأهمية أكبر لعملي معهم حين جاءني &ماكس إلى خيمتي، غير بعيد عنهم ، &كنت أكتب في روايتي "جريمة في وادي الرافدين" كان شاحبا منفعلا، &قال لدينا أمر هام، يا أجاثا، نريد رأيك! وتبعته، كانت ثمة سرقة للقى أثرية، وهذا أمر في غاية الخطورة! يعادل جريمة القتل، وربما أكثر لدى بعضهم! كان ماكس ومعاونوه &يحفرون بموضع في المقبرة الملكية في أور حين لاحت لهم عصابة ذهبية على جبين جمجمة، لكنها توارت فجأة حين انهالت عليها كومة كبيرة من التراب، أوعزوا للعمال بإزالتها، ومضوا لاستراحة قصيرة، لكن حين عاد وولي وماكس بعد إزالة التراب، لم يجدوا العصابة الذهبية، وما كان متوقعاً وجوده معها من حلي ثمينة جدا. لقد حدثت سرقة! لم يجد بحثهم وتحقيقهم مع العمال والخبراء الآخرين، فاضطر وولي وماكس لاستدعاء الشرطة، أخذ مدير شرطة الناصرية يحقق مع العمال العراقيين فقط، بكل فظاظة وقسوة، ثم أتى بالقرآن، اقسموا جميعهم ببراءتهم، كنت وأنا أسمع ما يدور، أقدح ذهني الروائي البوليسي بقوة وعجالة، وجدت ذهني يشير إلى جون توماس المنقب الإنجليزي المشرف المباشر على الحفر. الذي كان واقفا معنا ضاماً يديه إلى صدره، يرقب بصمت آلام عماله وهم يواجهون المحقق الشرس. في اللحظة التي ملت بها على ماكس هامسة له بشكوكي بجون، &تقدم أحد العمال وقد اخترق خوفه من فقد عمله؛ ليقول أنه رأى جون توماس ينتزع العصابة الذهبية من الجمجمة مع المجوهرات الأخرى ويخفيها في ثيابه! اتجهت الأنظار إلى جون؛ فتوارى داخل الخيمة، لكنهم لحقوا به؛ فانهار، وسلمهم المسروقات بصمت،كانت الجمجمة لأميرة سومرية وكانت تحمل مع عصابتها الذهبية قلائد رائعة تمثل في تشكيلها وما تحوي من أحجار كريمة أحدى ذرى الفن العراقي القديم ! وهكذا تحمل أكثر من 168 عاملاً عراقياً بريئاً، التحقيق القاسي والإهانات من مدير الشرطة، فقط لأن الشك لم يكن يقف على قبعة رجل إنجليزي! بعد ما حدث شعرت أن عملي معهم سوف لن يتوقف عند حد لف مواليد القبور بالمناديل المبللة!كان الروائي إبراهيم قد أصدر قبلها ثلاث روايات " طفل الس إن إن" &"الانحدار" طبعة محدودة في السويد " ليلة الهدهد" &ومجاميع قصصية عديدة : "عشرون قصة قصيرة جدا" &عام 1977 عن دار الرواد في بغداد والتي كانت أول مجموعة قصصية في العراق تحمل اسم القصة القصيرة جدا، لم تلبث القصة القصيرة جدا في العراق أن أضحت &تيارا &واسعا استقطب الكثير من الكتاب وانتشر مداه إلى مختلف الأقطار العربية! &ثم مجموعته القصصية "زهور قي يد المومياء" &" صفارات الإنذار" &"بعد مجيء الطير" "التيه في أيس"، &"لارا زهرة البراري" " أنت تشبه السيد المسيح" " قطة بلا شعر " &"حب لزهرة الأوركيدا" & &"ست وستون قصة قصيرة جدا" ترجمت له العديد من القصص إلى لغات مختلفة كالإنجليزية والألمانية والسويدية والروسية والنرويجية والدنماركية وغيرها &وبعض قصصه نشرت ضمن كتاب مدرسي مقرر على طلاب المدارس الثانوية في السويد عن أدب الشرق الأوسط. صدرت له مجموعة قصص مترجمة إلى السويدية بعنوان( أنت تشبه السيد المسيح)&كتب في مطلع &حياته الأدبية قصيدة النثر ، التحقيق الصحفي، &والبرنامج الإذاعي والمقال السياسي. تقع الرواية في 380 من القطع الكبير! &&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مبروك
بسبوسة -

مبروك للصديق الرائع ابراهيم أحمد عمله الجديد. تمنياتي له بالصحة والسعادة.