ثقافات

جواد غلوم: سِيرةٌ موجزةٌ لِجمْرةٍ ساخنةٍ من موقدٍ منطفِئ

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

&& &


حتّام عليّ أن أغربلَ سنوات العمر المرعبة !كم عليّ ان أزيلَ شعارات التحريض التي ألصقْـتُـها ليلافي الشوارع وأعمدة الأبنية&حالما ألمحُ الشرطة السريّة تترقبنيأفلتُ الى الأزقة الخلفية وأنثـرُها عبَـثا&خوفا من خنزيرٍ درَكيّ يقبض عليّ متلبساكم عليّ ان أقيء أوراق محاضر الاجتماع الشفّـافة&يوم أمسكني من أسميناه الجرذ الأبيض !!وهو يعلم يقينا اني ابتلعتُـها&عازمٌ على شطب الخطوط الحمر التي صبغتُـها على الجدران البارزة&شارةُ المنجلِ المعقوف بأسنانه الحادة&كثيرا ما حزّت رقبتيالمطرقةُ النازلة على رأسي طرقاً&&سنواتي الضائعة الملتصقة مع الشعاراتخُطوتي المرتعبة &البلهاء العاثرة بلا هدى&الدروبُ التي توّهتْـني وابتلعتني بالتوائها&العاهرةُ التي سحبتْـني من قميصي البائدفتمزّقَ بيديها الجسورتين&أدخلتْني حجرتَـها &بغمضة عينلئلا أكون ظَهرا عاريا بأيدي الجلاّدين&متى يتعين عليّ أن أفْجُـرَ بطهارتي المصطنعة ...أمام من أحبتْـني بجنون ؟ !وهبتْـني أنوثتها ملكا يمينا ولم أعبثْ بطهري الغبيّ&هي رفيقتي الأسمى والأوفى العائمة بشوقيتجدفُ في عيوني ، تتلمس وجهي الشهيّ وهو يصطنع الخجل&تعرِّيني وأنا الصخرة الصمّاءيا لَـلحظات التي شلّت شهيتي العارمة !!كيف رميتِـني في مستنقع الاستحياء !!أنا العاهرُ الداعرُ ؛ ابنُ الجنيّة&وريثُ الجرأة ، معدنُ الاشتهاء&أرجفُ هلعا أمام بُكارة رفيقتي ، غانيتي العذراء*******أرثي موتك أيتها السنواتُ الحادّة الشفراتكيف غدوتِ مكلومةً عمياء ؟؟أنّى لها ان تُخمدَ ذلك اللهيب الطائش نشرا !!يمتدّ بي طولا وعرضا مثل غابة مشتعلة&مَن قضمَ فاكهة الجمر وسرق سَلّتها ؟؟تلك أطيابي وغذائي السائغ المترع بالفتوّة وميعة الصّباكفرا بأبجدية الكهولة التي أحرقتني&صيّرتُ جمراتي رمادا بخسا&خمدتُ لهيبي العارم شبحا اسود الطلعة&سخاماً عالقا بجثّة سيخيٍّ ميّت احترق توّا&فلْـتَـنْـقرضْ أيها العمرُ الهرم&دونك المقابر فاسعَ إليها راكضا ركضتك الاخيرةكن كالصقر مستجمعا بقايا قواك المنهكة&ترقى بها الى الأعالي ، ترتطمُ في قِـمَّـتك الأولى&تضمّك الى جِوارِها ميتا سعيدا &حاملا حبيبتك الى موكب العزاء الأخير&عروسَين في قبرٍ واحد&&jawadghalom@yahoo.com&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
غابة مشتعلة
ماجد مطرود -

أرثي موتك أيتها السنواتُ الحادّة الشفرات كيف غدوتِ مكلومةً عمياء ؟؟ أنّى لها ان تُخمدَ ذلك اللهيب الطائش نشرا !! يمتدّ بي طولا وعرضا مثل غابة مشتعلة ..