ثقافات

عيد اسطفانوس: المحطة المهجورة

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

&

&القطار لم يعد يمر من هنامحطتنا القديمة هجرها القطار من زمنحولوا عنها المسارات قطّعوا شرايينهاالآن تقف شجرة سنط كثيفة متغولة تنفث الاشواك على الرصيف المتهالك&و بعض نخلات عجفاء عقيمة برزت فى الفوضى المخيمة على المكان&وأسراب الغربان تقف متراصة ساكنة على أعمدة الاشارات العاطلة وبقايا أسلاك البرق&وكأنها فى انتظار زلزالوبعد احتفاليات القدوم والترحاب والوداع والدموع والصخب&الرصيف القديم ينعي أيام الزحام الخواليوالكلاب الضالة تضطجع آمنة بين القضبانوزواحف وهوام من فصائل كثيرة عششت فى المكانونبات الحلفا يبرز من اسفل الجدران الرطبة للمبنى الفيكتورى المتهدم&وحروف متآكلة علي لوحة عرجاء تستند علي بقايا سوروالمقاعد الخشبية المتآكلة تبدو كهياكل عظمية لجيف متحللهوالقضبان التى كانت تلمع تحت وهج الشمس كساها الصدأوالقطار لم يعد يمر من هنالم نعد نسمع صفير الاقتراب المحبب في الموعد المحددلم نعد نسمع صيحات البنات الرقيقة متضاحكات بزي المدرسةلم نعد نري تمثيليات الشهامة من الفتيان الغرلم نعد نري النظرات الباحثة كل عن رفيقلم نعد نري ذاك الفتي المتأنق يدافع باستماتهعن مكان خال محجوز في القلبوفي المقعد المجاوروالقطار لم يعد يمر من هنا&لم نعد نرى الفتية يرسمون باقلامهم رمز الحب علي خشب الكراسي&وعلى زجاج النوافذ&لم نعد نري الحروف الاولي والسهام النافذة في القلوب الغضةولم يعدصارف التذاكر العجوز خلف نظارته السميكة يرقبنا مبتسما من النافذة العتيقةفي الرحلة الاخيرة كنت هناك&دمعت كل العيونتهدج صوت الصافرة&وزحف القطار متباطئاوأغلقت نافذة التذاكر الي الابدوالقطار لم يعد يمر من هناونعقت الغربان فرحة&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف