ثقافات

شوقي مسلماني: حصارُ الدائرة

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
&1 (جنون)&مطارق وصنوج&&في احتفالِ الخرافة&
سجائر&وألمٌ في العينين&&&&أرقٌ&يحفرُ عميقاً&ليقيمَ&إلى الأبد&& & & & & & & & & & &بين& & & & & & & & & & & & &الحلمِ والجنون.
2 (عينان في المرآة)&دخِّنْ معي&أيّها الغريبُ سيجارةً&نادمْني&لكي أنسى هبوبَ الريح&&في الصحراءِ القاحلة& &تعالَ نمشي معاً الليلةَ&ثمَّ ارحلْ&&انظرْ كم يشبهُنا الشجر& &كم تشبهنا القطط&كم نحنُ غير موجودين&&مثل الطيورِ&التي كانت هنا&هذا الصباح&واختفتْ&&&أنا معك يا صاحبي&&عزاءٌ للعينينِ المعلّقتينِ&في المرآة&وللرأسِ&التي تسندُها كفٌّ&على سرير.&&3 (صراخٌ صامت)&لا يهمُّ في أيّ ليلةٍ&&ضيّعَ عينيه&&انحنى مفتّشاً بين الشوكِ&عن بقاياه&&
يفكّرُ بالآتي&&المدى أسود&رمادُ بركان& &يزاوجُ الأرضَ والسماء&&أو زيتٌ أسود&تُمطرُه على الأرضِ سماء&أحزانُ العالم&مُصوَّبة إلى قلبِه&
يبحثُ&بين الحصى&عن أثرٍ لقدميه&&
تهشّمتْ مرآتُه&وضاعَ وجهُه بين النثر&
ما لونُ بشرتِه؟&ما حجمُ أنفِه؟&&
إنّه يستشعر غرباء&في داخله&جذوراً تستقي من خوفِه&نملاً يدبُّ بكاءً صامتاً&&لا يهمُّ&&إنّه& مشغول عن الأسئلة&بمأتمِه&وعن اسمائهم&بالنجاة.&
4 (عارياً)&&قفْ&على رأسِ الجبل&تعرَّ&مثل كلِّ يوم&منذُ الإجتياح&&
القمصانُ ممزّقة&جلدُكَ يلاطمُ خجولاً&ريحاً، برداً وانتقاماً&&ليس غير حانات الليل&تسترُ المهزومَ&المكسورَ على سكّين&
إلى أين يذهب&من فقد الزمانَ والمكانَ& &وأينَ يرسي مرساتَه&والبحرُ ابتلعَ المركبَ والميناء؟&&يتعرّى&ليؤكدَ توازنَ الأشياء.&
5 (عتمة)&ماءٌ ساخنٌ على الجسد& &وفي الطريق إليها&يتساقطُ عمرٌ متشابه&مثل غابة كينا محترِقة& &الذكرياتُ ترشحُ عرقاً&&على جدرانِ خيبةٍ ـ&انكسارتٍ وهزائم&&أحاولُ التخلّصَ منها تباعاً&في بركةٍ& &قلْ عن نقطةٍ في الهواء شيئاً&&قلْ عن محيطٍ يعومُ بلا معنى&اسألْ مطراً يتساقط مزدحماً على رمل&&ماذا يفعل غيرَ أن يسخرَ&من عطشِ الروحِ&التي تريد&&في هذه العتمة؟.& &
6 (يومٌ قتيل)&واليومَ&قتيلٌ&&طفلٌ يتيم&
ساعةُ الحائط&&معطّلة&
فراغ ومشاجرات&
القلبُ!&&على نعشِ الروح&
واليومَ قتيل&&طفلٌ فقيرٌ&يجلسُ وحده&عند رصيف&
تحطُّ&فراشةٌ&&على كتف&
ويكرُّ&خيطُ دموع.&
7 (هناك)&ذاك القابع هناك&حيث يعشبُ النسيان المحطَّم&&يفكِّرُ إنّ هذا العالم مجنون&وكلّما يقع على ظلّه!.&
8 (ألمٌ)&فجأةً&ومن أوّلِ يقظةِ غريق&&فاتحاً عينيه على&جِ دَ ا رٍ يتهاوى.&
9 (بركةُ دمّ)&يتّكئ على كتفِ عمرِه&&يحاولُ أن يقرأ سطراً من ماضيه&الذي يرفع يداً بين ركام ليختفي&&أو يرفع يداً بين أمواج ليغرق& &وفقط بالأمس أشرقتِ الشمسُ من جهة&كان شابّاً يعبرُ إلى حديقة&&وكانت شاحنةٌ تفرَّ بعيداً&من بركةِ دمِه.&
10 (المشهد)&يُسدَلُ الليلُ& &غراباً عند ذاك الخراب&&وعند جذعِ شجرةٍ&تنتظرُ الجرذانُ برقاً ورعداً&لا يأتيان&ووحيد ينتظر عاصفةً& &ومشهداً أخيراً.&&ـ كُتِبت هذه الأوراق بين العامين 1987 و1989.&SHAWKI1@OPTUSNET.COM.AU&&&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف