"إيلاف" تقرأ لكم في أحدث الإصدارات العالمية
هل كان ريغان عالِمًا أم إدّعى ذلك؟!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يبدع بعض الساسة حول العالم في فنون انتهاك المجال العلمي بادعاءاتهم أنهم يعرفون أكثر رغم أنهم غير متخصصين في هذا المضمار أو ذاك من العلوم، حتى إن ريغان ناقض نفسه يومًا ما حين نسب إلى نفسه معرفة لا علمية تخدم سياساته رغم تأكيده أنه ليس عالِمًا!.
إيلاف: استلهم دايف ليفيتان، الكاتب والصحافي المتخصص في الشؤون العلمية، اسم كتابه "لست عالِمًا - Not a Scientist" الذي يأتي في (272 صفحة، سعر النسخة الورقية 15.95 $، منشورات W. W. Norton & Company) استلهمه من خطاب سبق أن أدلى به رونالد ريغان في العام 1980، حين كان يتحدث عن قضية بيئية تشغل الرأي العام وقتها، وهي المتعلقة بالأمطار الحمضية، التي نتجت من مجموعة أسباب، من بينها ثاني أوكسيد الكبريت.
من تصدقون؟
قال ريغان في خطابه هذا "أنا لست عالِمًا، لكن لديّ شك فقط في أن ذلك الجبل الصغير (سانت هيلنس) ربما أفرز مزيدًا من ثاني أوكسيد الكبريت في الغلاف الجوي أكثر مما تم إفرازه في آخر 10 أعوام، نتيجة عوادم السيارات، أو أشياء من هذا القبيل".
وبينما اعترف ريغان بشكل أساسي أنه يعتبر الحقائق غير مهمة أو أقل أهمية من شكوكه الخاصة على أية حال، فإن كلماته أسست في واقع الأمر لتناقض بين العلم والفطرة السليمة. وربما كان يرغب في طرح سؤال على الجموع التي كانت تنصت لخطابه "في من ستثقون، في هؤلاء المتكبرين الذين يرتدون معاطف بيضاء؟، أم في الأشخاص المحتشمين متزني العقل مثلي؟ ".
تناقض جلي
ويرى ليفيتان في كتابه أن عبارات ريغان المجازية هي علامة مميزة لإنكار العلم، أو رخصة بلاغية للغش غير المقيد. ويتابع بإشارته إلى أن ريغان بدأ خطابه بقوله إنه "ليس عالِمًا"، ثم واصل حديثه ليتجنى على المعرفة العلمية بأية طريقة تناسب أغراضه، حيث مال في سياق ذلك إلى التنويه بمزاعم علمية، لكنه كان يشوّه الحقائق أو يشوّش عليها، كما كان يدَّعي في بعض الأحيان أنه يُوَجِّه حديثه إلى المجتمع العلمي، لكنه كان يذكر فقط مصادر مستقلة أو سيئة السمعة، وكان يتحدث في أحيان أخرى عن ثمة أشياء لا معنى لها.
أضاف ليفيتان أن كل هذه الحيل تشترك جميعها في شيء واحد، وهي أنها تُخضِع مصالح العلماء على المدى البعيد لاحتياجات الساسة الفورية، مشددًا على ضرورة أن ينتبه كل مَن يُقيِّم العلوم إلى مثل هذه الأكاذيب وإلى التحذير الذي يسبقها، وهو "أنا لست عالِمًا"!.
حصانة&إعلامية
كما تطرق ليفيتان إلى قصة رجل يُدعى روبرت لوكاس، تم حبسه لبنائه مجمعات سكنية مخالفة للقانون على أراضي فلوريدا الرطبة، حيث تحدث ليفيتان عن الطريقة التي تهكّم بها ساسة على قصة لوكاس من أجل شنّ هجمات رخيصة على وكالة حماية البيئة.
انطوت تلك القضية على بعض الأمور العلمية، من بينها دراسة بيئات الأراضي الرطبة والحفاظ عليها، لكن معظم الحقائق التي فحصها ليفيتان هنا هي حقائق قانونية مثل: طول المدة التي حُكِمَ فيها على لوكاس بالحبس، القوانين التي اتهم بها لوكاس من جانب المحققين الفيدراليين، وما إن كان قد خضع لأية دعاوى مدنية أم لا وهكذا.
ونوه ليفيتان بأن ذلك الكتاب لا يدور حول الطريقة التي ينتهك بها الساسة عمومًا المجال العلمي، بل يدور حول الطريقة التي تنتهك بها أنواع معينة من الساسة المجال العلمي، وتلك هي الأنواع التي تحصل على تغطية معترف بها على محطات الأخبار.
أعدت "إيلاف" المادة نقلًا عن موقع "واشنطن أندبندنت ريفيو أوف بوكس".