ثقافات

طلال الغوار مسافة حلم بين "الخروج من الأسماء" و"حرريني من قبضتك"

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
&سيرة لتجربة شعرية&&طلال الغوار شاعر عراقي ، هادئ ، وقور، يرقب من وراء زجاجة نظارته ما يدور حوله ، متفحصا كأنه يستكشف المكان والناس ، لا تثيره الضوضاء بقدر ما يثيره الموقف ، يكتب بعاطفة جياشة &تشعر من خلال قصائده أنه &يعيش الحب وهو يحمل فوق هامته 60 سنة لم تنل &من &قلبه &وإحساسه ، &هيمن &الشعر فيها &منذ &تسعينيات &القرن &الماضي & &حين أصدر & ديوانه & الأول & &" الخروج من الأسماء " & يريد & من &خلاله &أن تلك الأسماء لا تعنيه بقدر ما تحمله &من &معنى ، &وحين تتبعت تجربته الشعرية وجدت &لها &جذورا &سبقت &إصداره لديوانه الأول متنقلا &بين &العمود والتفعيلة والنثري وقبل &دخوله الجامعة &وحصوله &على شهادتها في اللغة العربية حاول &أن يؤسس لخطاب توافقي هو الحب بمعناه المطلق &فكتب &عن المرأة ، الوطن ، الناس ، وما تعنيه &تلك &المسميات &وارتباطها &به ، يقول في " حرائق الكلمات " ( 1 ) :&حبيبتي تقول :أنالا أحبهالأن الطفل النائمفي حنجرتيلم يعديشعل الحرائقفي الكلماتحبيبتي تقول :أنالا أحبهالأن نظراتي إليهالم تعدتعطل الزمنحبيبتي تقول :أنالا أحبهالأنني دائما أهشم الصباحاتبمطرقةمن شروديحبيبتي تقول :أنالا أحبهالأنني أتأنق بنشيديأماممن لا شموس في رؤوسهمحبيبتي تقول :وتصر على ذلكوليس ليما أقوله لكِ يا حبيبتيسوىآه يا حبيبتيفي &هذا النص يقترب الشاعر بنا من The process of producing meaning أو ما يعرف بعملية إنتاج المعنى ، &وهو &أسلوب &رمزي &حداثوي يتشكل في مرحلة جنينية متقدمة &تضمرها &الذات سار عليها عددا من الشعراء &الغربيين &منهم & الشاعر &الأمريكي &الذي &رحل &عنا &مؤخرا &جون أشبيري في محاكاته للعقل كواحد من أنماط التدخل الذاتي في كتابة النص الشعري ، جامعا العاطفة مع الحاجة &لتفسير &ما &بداخلها &في عملية نثرية جميلة كما يؤكد عليها عزرا باوند حينما قال :" الحفاظ &على &الشعر &يجب &أن يكون مكتوبا بنثر جيد " ، &من &هنا &كان اهتمام شاعرنا الغوار بنثره الشعري &الذي &امتد &لمساحات &واسعة &في & عديد إصداراته :" &الخروج من الأسماء &" &1996 ، & & " الأشجار تحلق &عاليا " 1998 ، السماء تتفتح في أصابعي " & ، " حرريني من قبضتك " طبعة ثانية 2011 ، &" احتفاء بصباحات شاغرة " 2017 ، &أول الحب .. أول المعنى " & طبعة ثانية & &2017 &، & فما & بين تسعينيات القرن الماضي &وهي &سنوات &الإنطلاقة على &صعيد &النشر &حيث & شكلت &البداية &الحقيقية للشاعر &وما &بعدها &تعيش &القصيدة &ظروف & تلك السنوات فهو ابن اللحظة تلك لا يواريها &بل يجعلها واضحة للعيان لأنها كالدم المسفوح لا يمكن إخفاؤه بسهولة & &، &يقول &في &قصيدة & &" المنصور يسأل عن بغداد " ( 2 ) :أتأبط صباحي المزعومحيث لا صباح لناأو لا صباح لبغدادوأنتَ لا ترى الأطفاليبتكرون صباحاتهمويفتحون طريقهم إلى الشمسبنشيدها الوطنيأو أنت لا ترىالحدائق إلا في مصاطب شاغرةوالأشجار مظلة لجنود الاحتلالوفي &" تحد " &( 3 ) &يزداد &حنق &الشاعر فيروي بسوداوية شعرية كيف أحاط به وبمدينته الأعداء :الأعداءسليلو الظلامحينما تأبطوا شرهموأكثروامن السواد حولياختلط وجهي بالصباحمذ ركضتتحتنا الخنادقورأيت العالميتحصن في خوذةتعلمت صد النبال بالإشارةوهو مع كل نزف حرف من حروفه يتشبث بالأمل كما في قصيدته " غناء " ( 4 ) :الجرح الغائرفي أعماق تلك الشجرةعلى طرفه الآخرطائر يغنيولأن الشعر وقفة احتجاج حينما يدعو الموقف لذلك نرى &شاعرنا &الغوار &وعبر سنوات شعره الممتدة طويلا &يحمل &لاءات &احتجاجه ضد ما يتعرض له الوطن &كل &الوطن حتى وإن كان الكبير منه الممتد من &خليجه &حتى &محيطه &الهادر &، &ففي قصيدة " الشام " ( 5 ) نقرأ ذلك الاحتجاج الذي يرفع صوته عاليا يقول :لن &تنحني &مهما & الزمان &قساإن &طال &صبر واستطال أسىهذي &جراحك & تستفيق &هوىفأسرج & هواها & للمنى & فرسامن كل جرح فيك يشهر خنجرليقاوم & & &الأحقاد & & & والدنساوستنهض الآمال &فيك عزائماكالخيل &غضبى &تقطع المرساويحنك & الشهداء &في & عليائهميقفون & في &إصرارهم & حرساوالشمس &حولك & تقرأ & القرآنخاشعة &وفي &صبح &لها &ومساأنت الشأآم وكل من عادكِ يوماعاد & & & بالخيبات & & & &منتكساإن &قراءة &متأنية & لسيرة & وتجربة &الشاعر &طلال الغوار &كفيلة &بإطلاعنا &على &صفحة &مشرقة & من صفحات الشعر العراقي الحديث &عاشها &بكل &أناته ، فرحه ، معاركه ، وهو لا يزال مقبلا على التغني به &لإسماع &صوته &إن &كان &عاطفة &أو وجدانا أو احتجاج .حاشية /" حرريني من قبضتك " :صفحة 18 و 7 و 21 و 101 و 88

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف