ثقافات

"إيلاف" تقرأ لكم في أحدث الإصدارات العالمية

رهبان الحرب الباردة: كيف دعمت أميركا البوذية في آسيا!

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أرادت الولايات المتحدة محاربة الشيوعية ووقف تمددها في جنوب شرق آسيا فعملت من أجل ذلك على دعم البوذية وتمويل رجالات دينها حماية لمصالحها إلا أن القومية البوذية تحوّلت أخيرًا من مناهضة للشيوعية إلى مناوئة للمسلمين.

إيلاف: ردًا على ما ورد في تقرير حكومي أميركي صدر في العام 1957 بخصوص المساعي التي كان يقوم بها الشيوعيون الصينيون إبان تلك الفترة لتوسيع نفوذهم في الدول البوذية الواقعة في جنوب شرق آسيا، أوضح الكاتب يوغين فورد في كتابه "رهبان الحرب الباردة: البوذية واستراتيجية أميركا السرية في جنوب شرق آسيا" أن الولايات المتحدة وضعت "استراتيجية ترتكز إلى الدهاء، التمرس والحسم"، لتحويل أموال كثيرة عبر إحدى المنظمات التي تعمل كواجهة بهدف المساعدة على الإبقاء على العقيدة البوذية بين السكان المحليين وقيادتها المنساقة مع المصالح الغربية. 

وقف تمدد الشيوعية
نوه الكتاب، وفقًا لما ورد في موقع asianreviewofbooks، بأن الجهد الذي بُذل لتشكيل استراتيجية بوذية إقليمية لمواجهة النفوذ الشيوعي كان يجب أن يتغلب على 3

العقيدة البوذية تتسق مع المصالح الغربية في آسيا

تناقضات، أولها أن البوذيين كانوا مؤثرين سياسيًا على وجه التحديد نظرًا إلى تجاوز العقيدة عالم السياسة، باعتبارها رمزًا راسخًا للهوية الوطنية. وثانيها الطبيعة المتواضعة للهوية البوذية الوطنية وعدم وضوح السبب وراء أهمية الشأن الإقليمي في الفوز بالمعارك المعقدة التي وقعت بالضرورة على المستوى الوطني. وثالثها حساسية واشنطن بشأن احترامها للفصل الدستوري بين الكنيسة والدولة خارج حدودها.

تابع الكتاب بلفته إلى أن الزعماء البوذيين نجحوا بالفعل في أن يصيروا نشطاء من الناحية السياسية في البلدان المُستَعمَرة أو المعرّضة لعنف الحرب الباردة. بينما برزت تايلاند باعتبارها حالة مختلفة، حيث تجنبت الاستعمار، ولهذا السبب، ركَّز فورد بشكل غير متناسب في كتابه على تلك الدولة، وتعامل معها كنوع من السيطرة ليثبت مزاعمه الأوسع في النطاق. 

تمويل خارجي
وأشار في الوقت نفسه إلى أن البوذيين كانوا يتلقون الدعم الخارجي لتخوفهم من أن تؤثر الحداثة على استمرار تأثيرهم المجتمعي – تلك القوة المحافظة إلى حد كبير التي كان يأمل الأميركيون أن تقاوم الزحف الشيوعي.

لفت فورد كذلك إلى أن الزعماء الدينيين كانوا يسعون إلى تلقي المساعدات لكي يحسنوا من آليات تدريب رجال الدين التابعين لهم ويدعموا برامج البناء والبرامج الاجتماعية الجديدة. 

إضافة إلى ذلك، فإنهم كانوا على دراية بالخطر الذي قد تمثله الشيوعية على حرية ممارستهم لدينهم، لكنهم كانوا يشعرون فقط بالخوف من قمع البوذيين تحت قيادة الزعيم الفيتنامي الجنوبي المدعوم من أميركا نجو دينه ديم.

عدو جديد
بالتالي جاءت نقاط قوة الكتاب لتعكس اهتمام فورد الأساسي بالصحوة السياسية للبوذية التايلاندية. مع هذا، فإنه ورغم تلك المصادر الثرية للمعلومات، إلا أن الكتاب لم يتطرق باستفاضة إلى الميزانية الأميركية الإجمالية الموجّهة إلى الشؤون البوذية أو مداها التراكمي.

في خاتمة الكتاب، اعترف فورد بأن القومية البوذية تحولت من مناهضة للشيوعية إلى حركة عنيفة مناوئة للمسلمين في تايلاند وميانمار، مما يعكس تحول الولايات المتحدة نفسها إلى الاهتمام بالإسلام. وشدد فورد في الأخير على أن الواضح هو أن أميركا تثق الآن في الأسلحة حين يتعلق الأمر بالصراعات المدفوعة بالعقيدة.
 

أعدت "إيلاف" المادة نقلًا عن موقع "asianreviewofbooks"، الرابط الأصلي أدناه:
http://asianreviewofbooks.com/content/cold-war-monks-buddhism-and-americas-secret-strategy-in-southeast-asia-by-eugene-ford/

    
 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف