"إيلاف" تقرأ لكم في أحدث الإصدارات العالمية
شي جين بينغ يقود الصين إلى قمة النظام العالمي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بعدما نجح في الوصول إلى قمة الهرم السياسي والحزبي والعسكري في الصين، يبذل الرئيس الصيني شي جين بينغ جهودًا حثيثة لقيادة الصين نحو قمة النظام العالمي اقتصاديًا وسياسيًا أيضًا.
إيلاف من القاهرة: هذا ما يؤكد عليه كتاب شي جين بينغ "الطريق إلى القمة" للكاتب الصحافي عماد الأزرق، والصادر من مؤسسة بيت الحكمة للثقافة والإعلام. يتناول الكتاب طريقين للقمة، الطريق الأول: ركز في الفصول الثلاثة الأولى منه على طريق الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى قمة الهرم السياسي والعسكري والحزبي، ثم ركز الكاتب على السيرة الذاتية للرئيس شي، وأهم المراحل والمحطات في حياته، وتأثره بوالده القيادي السابق في الحزب الشيوعي الصيني، وكذلك تأثره بالزعيم الصيني السابق دينغ شياو بينغ مهندس الإصلاح والانفتاح في الصين، مؤكدًا أن شي بمثابة دينغ شياو بينغ جديد.
كما تناول أهم سمات شخصية الرئيس الصيني، وكذلك أهم المفاهيم التي تبناها، والتي كان لها أبلغ الأثر في تحقيق أهدافه السياسية والاقتصادية، مثل: الإصلاح الهيكلي لجانب العرض، والتنمية المتناسقة، والتنمية الخضراء، والتعاون والفوز المشترك، والمفهوم الصحيح للأخلاق والمصالح.
الحرب على معوقات التقدم
تطرق الكتاب في فصوله العشرة الأخيرة إلى طريق الصين بقيادة شي نحو قيادة النظام العالمي، واستهلها بالتركيز على أهم المعوقات والتحديات التي واجهت الصين لتحقيق هذا الهدف.
جاءت في مقدمة ذلك الحرب على الفساد استشعارًا منه بخطورة هذه الظاهرة على النسيج الاجتماعي للشعب الصيني، وثقة منه أنه لا سبيل أمام الحزب للاحتفاظ بثقة الشعب بمختلف قومياته إلا بمحاربة الفساد والقضاء عليه، باعتبار ذلك مسألة حياة أو موت، وإعلاء قيم الشفافية والنزاهة والحوكمة، بل، وحرص على أن يبدأ مكافحة الفساد بالحزب الشيوعي الصيني على أعلى مستوياته، وكذا الجيش والحكومة المركزية والمقاطعات المختلفة، مطلقًا مقولته: "السلطة يجب أن تكون مقيدة بإطار من القواعد"، ما يعني الحاجة إلى ضمان ألا يجرؤ المسؤولون وألا يستطيعوا وألا يريدوا أن يكونوا فاسدين، ما أكسب الحرب على الفساد ثقة الشعب، فيما عدّد الكتاب نحو عشرة أسباب لنجاح الصين في حربها على الفساد يمكن لأي سلطة في أية دولة الاستفادة منها والاستعانة بها.
أما التحدي الثاني الذي تناوله الكتاب فيتعلق بجهود القضاء على الفقر، الذي عانى منه الشعب الصيني لسنوات طويلة، والاستراتيجيات التي انتهجتها خلال سنوات معدودة لتخليص نحو 700 مليون نسمة من الفقر، نسبة كبيرة منهم عانوا من الفقر المدقع، لتقترب الحكومة الصينية بقوة من القضاء على الفقر تمامًا بحلول عام 2021 خلال الاحتفال بالذكرى المئوية الأولى لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، وتحقيق هدف "إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل".
تناول الكتاب أيضًا تحدي التلوث البيئي، وما وصلت إليه الصين من معدلات غير مسبوقة من تلوث بيئي على مختلف الأصعدة نظرًا إلى عمليات التنمية المتسارعة التي شهدتها، وما نتجت من ذلك من كوارث بيئية، والجهود التي بذلتها وتبذلها الصين للسيطرة على هذا التلوث والقضاء عليه، وإقامة ما يعرف بـ "الاقتصاد الأخضر".
مبادرات وجهود البناء
بعد استعراضه أهم التحديات التي واجهتها الصين، والتي تتشابه إلى حد كبير مع مختلف الاقتصاديات النامية، انتقل الكتاب إلى تناول أهم مبادرات وجهود البناء التي أطلقها شي جين بينغ لتسريع وتيرة مسيرة التقدم تحقيقًا للهدف المأمول، وكانت البداية مع طرح مبادرة "الحلم الصيني" لتحقيق نهضة عظيمة للأمة الصينية العظيمة، بما يستهدف تحقيق رخاء الدولة ونهضة الأمة وسعادة الشعب، متطرقًا إلى أسباب نجاح المبادرة والطريق لتحقيقها، وأهداف المبادرة، ومظاهر تميز الحلم الصيني عن نظائره.
أيقن شي منذ البداية أن الابتكار والإبداع هما طريقه السحري لتحقيق النهضة، فلجأ إليهما للتعامل مع جميع المشاكل والتحديات التي واجهته والمبادرات التي طرحها، واستعرض كتاب "شي جين بينغ.. الطريق إلى القمة" للكاتب الصحافي عماد الأزرق دوافع التحول إلى النمو القائم على الابتكار والإبداع، وسمات وخصائص التوجه الصيني إلى الابتكار، وما حققه هذا التقدم من نتائج مذهلة.
وبما له من ارتباط بالابتكار والإبداع، سعى شي إلى تعظيم قدرات بلاده العسكرية وإعادة بنائها وتحديثها، مصدرًا توجهاته باعتبار الابتكار توجهًا أساسيًا في بناء الجيش الصيني وتسليحه وتطويره وتوجيه النسبة الأكبر من الإنفاق العسكري على البحث العلمي والتحديث والتطوير، كما تطرق الكتاب إلى التعاون الصيني - الدولي في المجال العسكري، وكذا قاعدة جيبوتي لدعم الجيش الصيني، وتأثيراتها على المنطقة العربية.
العلاقات الدولية
عرج كتاب "شي جين بينغ.. الطريق إلى القمة" على العلاقات الصينية - الدولية، فتناول محددات السياسة الخارجية الصينية، وأبرزها، عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، الحوار والمفاوضات أساس حل الخلافات، السلام والتنمية والتعاون المتكافئ، تأسيس نظام دولي جديد يقوم على التعاون المتكافئ، التمسك بالمفهوم الصحيح للأخلاق والمصالح، جماعة المصير المشترك، الأمن الشامل والمشترك والتعاون.
كما أجرى الكتاب دراسة تحليلية مقارنة للسياسة الخارجية الصينية ونظيرتها الغربية، وخاصة الأمركية منها، لاسيما بعد تولي دونالد ترمب رئاسة الإدارة الأميركية. وتناول الكتاب جهود ومبادرات التعاون الدولي التي تتبناها الصين، وخاصة مبادرة الحزام والطريق، والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، ودور الصين في تفعيل التجمعات الإقليمية والدولية، ومن بينها مجموعة العشرين وتجمع بريكس وغيرهما.
في هذا السياق أيضًا تناول الكتاب العلاقات الخارجية للصين مع القوى الكبرى "الولايات المتحدة الأميركية، روسيا، الاتحاد الأوروبي، ومع الدول النامية في القارة الأفريقية وأميركا اللاتينية ودول الجوار الآسيوي".
العلاقات العربية - الصينية
لم يفت الكتاب في إطار تناوله للعلاقات الدولية الصينية أن يفرد مساحة كبيرة للعلاقات العربية - الصينية، فتحدث في البداية عن الرهان الخاسر للعلاقات الخارجية العربية خلال الحقب المختلفة مقارنة بالآخرين، ثم انتقل إلى تاريخ العلاقات العربية - الصينية، وامتداد هذه العلاقات التاريخية للعصر الراهن، وما تتسم به العلاقات الحالية من تميز وقوة.
وحرص الكاتب من خلال كتابه على أن يجيب عن سؤال مهم، وهو: "ماذا يريد العرب من الصين؟، وماذا تريد الصين من العرب؟". ثم العلاقات العربية - الصينية في عهد شي، وما شهدته من طفرات، وزيارة شي الأخيرة إلى المنطقة، وخطابه في جامعة الدول العربية، ونتائج الزيارة، ووثيقة سياسة الصين تجاه الدول العربية، والموقف الفلسطيني من القضية الفلسطينية.
يشار إلى أن كتاب "شي جين بينغ.. الطريق إلى القمة" للكاتب الصحافي عماد الأزرق، والصادر من مؤسسة بيت الحكمة للثقافة والإعلام، جاء في 232 صفحة، وتضمن 13 فصلًا موزعة على أربعة أبواب. كتب مقدمة الكتاب ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر، الباحث السياسي، رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية سابقًا.
التعليقات
هنيئا لشعب الصين
Nassir -الحق يقال ان شحصية هذا الرجل يجب أن تؤخذ من قبل حكامنا بأمانة وصدق. على حكامنا العرب وحكام إيران وحاكم روسيا أن عليهم الاقتداء بالحاكم الصيني لأنه طال الزمان أو قصر فستعود نتائج أعمالهم عليهم من حيث يعلمون أو لا يعلمون. لقد قالها رسول الله (ص) بصراحه موجها كلامه لابن ادم: "إعمل ماشئت، كما تدين تدان." على حكامنا والمذكورون معهم انفا عليهم الاهتمام بشعوبهم قبل فوات الأوان.