ثقافات

"إيلاف" تقرأ لكم في أحدث الإصدارات العالمية

في مئوية ديبوسي الذي أعاد اختراع الموسيقى

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

كان كلود ديبوسي حقيرًا تحيط به النساء، إلا أن موسيقاه محبوبة اليوم، حتى بعد 100 عام على وفاته. فهو من أعاد اختراع الموسيقى.

إيلاف من بيروت: كان كلود ديبوسي مميّزًا بشكل استثنائي: ملحن مستحدث وتجريبي، شعبيّته كبيرة. كانت المؤسسة الموسيقية في أيامه تهينه وتحقّره، لكنه تمكّن من إسعاد الجماهير، لأنه كان يسعى دائمًا إلى جعل موسيقاه جميلة، محقّقًا نوعًا من التوازن الصحيح بين الجديد والمألوف. وهو لا يزال محبوبًا جدًا. 

صقل الموهبة
بعض من أشهر مقطوعاته مألوف لكثير من غير هواة الموسيقى الكلاسيكية (Clair de Lune، وPrélude à l’Après-Midi d’un Faune، وLa Mer، وأوبرا Pelléas et Mélisande الوحيدة التي أنهاها). 

سيرة حياة ديبوسي

في 25 مارس، تصادف الذكرى المئوية لوفاة ديبوسي. وكما يذكر ستيفن والش في سيرة حياة ديبوسي الجديدة المفعمة بالحياة والدقيقة "ديبوسي: الرسام بالصوت" Debussy: A Painter in Sound، فقد ولد في عام 1862 في سان جيرمان أونلاي خارج باريس، وهو الأكبر بين خمسة أطفال. 

كان والده صاحب متجر فاشلًا، ووالدته خياطة. لم تكن هناك موسيقى في المنزل، لكن من طريق الصدفة تلقّى الصبي بعض دروس البيانو عندما كان في السابعة. وأثبت أنه موهوب جدًا إلى درجة أنّه بعد ثلاث سنوات تمّ قبوله في المعهد الموسيقي في باريس. درس هناك خلال 11 سنة التالية، ثم انتقل ليدرس في روما، لكنه لم ينسجم هناك. 

إعادة اختراع الموسيقى
كان النهج الموسيقي الذي اعتمدته المدرسة محافظًا، لكنّ ديبوسي أراد إعادة اختراع الموسيقى، خالقًا صورًا صوتيةّ متلألئة وملوّنة على أساس سلّم موسيقي وأوتار غير عادية. 

وصفت التقنية التي استخدمها بـ "الانطباعية" (وهذا وصف رفضه) لأنها تهدف إلى نقل مزاج أو شعور بدلًا من اتباع تركيبة رسمية، تمامًا كما كان الرسامون الانطباعيون يحاولون رسم مشهد عابر، في كثير من الأحيان في الهواء الطلق.

كان الفرق الكبير هو أن الرسامين كانوا يميلون إلى العمل بسرعة، حتى لا تفوتهم هذه اللحظة. أما ديبوسي فكان دقيقًا، يعمل لاستحضار موضوعات سريعة الزوال، مثل الغيوم والمياه. مثل العديد من ملحنين عاصروه، تأثّر بشدة بريتشارد فاغنر. لكنّه في داخله كان يعتقد أن الموسيقى الفرنسية أفضل. بجّل الملحنين الفرنسيين السابقين، مثل فرانسوا كوبيرين وجان فيليب رامو (وكان عشقه لأعمال باخ استثناءً فخريًا).

يقوم والش بتصوير باريس ديبوسي بالحيوية والمعرفة نفسيهما اللتين يرسم بهما الإنسان. كانت المدينة تعجّ بالفنانين من جميع الأنواع، واستمدّ الملحن إلهامه منهم: شبّه أعمال الشعراء المعاصرين، مثل فيرلين ومالارمي، بالموسيقى. كانت الحياة البوهيمية تلائمه، لكنه كان دائمًا مفلسًا، يقترض المال من الأصدقاء وشركاء الأعمال، ونادرًا ما أعاده. في الخمسين، كان مشهورًا، وصار يكسب عمولات كبيرة، لكنّ وضعه المالي كان هشًا على الدوام.

عاش بين الأشباح
كانت حياته العاطفية فوضوية أيضًا. عندما كان في الـ 18 من عمره، بدأ علاقة مع ماري فاسنييه، مغنية موهوبة وزوجة موظف حكومي. بعد علاقات عاصفة، تزوج ليلي تيكسييه عارضة الأزياء في عام 1899، لكن بعد أقل من خمس سنوات وقع في حب إيما بارداك، زوجة مصرفي.

حاولت تيكسييه الانتحار بإطلاق النار على نفسها، لكنّها نجت. فكانت فضيحة ضجّت بها باريس. وفي نهاية المطاف، تزوّج ديبوسي وبارداك في عام 1908، وسجّلا ابنتهما، شوشو، ابنة شرعية، وبقيا معًا، غير منسجمين في بعض الأحيان، إلى أن توفي ديبوسي بسرطان الأمعاء في عام 1918.

كانت لديه عيوب متعددة. كان يعامل النساء بشكل سيء، يكذب كثيرًا، ويعتبر أصدقاءه من المسلّمات. مثل العديد من الفنانين، كان يعتذر عن هذه العيوب. وفي رسالة إلى ناشره في عام 1910، كتب بغضب: "الفنان هو بحكم التعريف شخص اعتاد أن يحلم وهو يعيش بين الأشباح... كيف ينتظرون من هذا الشخص أن يتقيّد بالتقاليد والقوانين التي يضعها في طريقه عالم جبان ومنافق؟ "... إما حقيقة نبيلة أو نفاق للتبرير الذاتي.

كما يقول والش، كتابه سيرة ذاتية موسيقية، تهدف إلى إظهار الروابط بين حياة الملحن وموسيقاه، وليس لسرد الحوادث وفقًا لتسلسل زمني محدّد. يوضح كيف تمّ تصميم الأعمال الرئيسة، كما إنّه يحلّل المقاطع المهمّة. إنّه إنجاز ممتع ومثير للإعجاب. ربما يرغب العديد من القراء في الحصول على نسخة إلكترونية تسمح لهم بالاستماع إلى الموسيقى بدلًا من مجرد تخيّلها.
 
 

أعدّت "إيلاف" هذا التقرير عن "إيكونومست". الأصل منشور على الرابط:
https://www.economist.com/news/books-and-arts/21737243-lousy-money-and-women-his-music-still-cherished-100-years-after-his-death?frsc=dg%7Ce
 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف