ثقافات

"إيلاف" تقرأ لكم في أحدث الإصدارات العالمية

لو كان الزمن مقياسًا... لتجاوز اللا نهاية!

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

يعرف الناس جميعًا ما معنى الزمن، وكيف يمر، وكيف يتدفق من الماضي إلى الحاضر بشكل انسيابي ومن دون توقف لأي سبب كان... لكن للعلماء نظرة مغايرة. هذه أبرز رؤاهم حول مفهوم الزمن. 

إيلاف: لا ينظر العلماء إلى هذا الزمن بالطريقة نفسها، بل هم لا يتفقون حتى على معناه الحقيقي وأبعاده وبداياته ونهاياته، فهناك من يقول إن الزمن غير موجود أساسًا، وإنه مجرد اختراع بشري لقياس تغيرات تحدث بشكل متتابع. وهناك من يقول إن الزمن موجود، وإن الكون إن فنى أو أصابه جمود، فسيظل الزمن يجري من دون أي توقف أو رادع.

المكان والزمان تسميتان لشيء واحد؟!

ولكون موضوع الزمن بسيطًا ومعقدًا في الوقت نفسه، نشر متخصصون كتبًا لا تحصى عنه، وحاول كل منهم شرح مفهومه عن هذه الظاهرة بطريقته ولغته الخاصة.

المستقبل المفتوح
كارلو روفيللي واحد من كبار علماء الفيزياء في عصرنا الحالي، وهو إيطالي حقق كتاب سابق له عنوانه "سبعة دروس موجزة في علوم الفيزياء" نجاحًا منقطع النظير، حيث سجل مبيعات غير مسبوقة بالنسبة إلى كتاب علمي متخصص (بيع منه أكثر من مليون نسخة بنسخته الإنكليزية في عام 2017) ولا يزال أسرع الكتب العلمية مبيعًا في العالم. 

اليوم ينشر روفيللي كتابًا جديدًا، عنوانه "نظام الزمن"، يبيّن فيه أنه كلما تعمّقت معرفتنا بالزمن، تعقدت المسألة، وضاع معنى الوقت الحقيقي. 

يرسم العالم للقارئ كونًا غريب الملامح، مبيّنًا أن معلوماتنا العامة عن أن الزمن يأتي من الماضي ويتجه نحو المستقبل غير صحيحة تمامًا. ويكتب: "ننظر تقليديًا إلى الزمن على أنه شيء بسيط، ولكنه مهم، وأنه ينطلق بشكل مستقل عن أي شيء، وبشكل ثابت لا يتغير من الماضي، متوجّهًا نحو المستقبل، بينما نقيسه نحن بالساعات. ونحن نعتقد أن أحداثًا تقع في الكون تتتابع واحدة تلو الأخرى بشكل منتظم. يعني ذلك أن هناك ماضيًا وأن هناك حاضرًا ثم أن هناك مستقبلًا. الماضي ثابت لا يتغير. أما المستقبل فمفتوح، ويتضمن خيارات عديدة. لكن كل هذا غير صحيح تمامًا". 

زمكان آينشتاين
يتطرق روفيللي في كتابه إلى أفكار ثلاثة من أهم العلماء في تاريخ البشرية، وهم أرسطو ونيوتن وآينشتاين. كان أرسطو يعتقد أن الأمور تتغير بشكل مستمر وفقًا لما قبل التغير وما بعده، وأن ما ندعوه "زمنًا" هو مجرد وسيلة لقياس هذا التغير. وإذا لم يتغير شيء على الإطلاق، فلن يوجد زمن.

لكن نيوتن لا يتفق مع رأي أرسطو، رغم إقراره بوجود زمن يقيس تغير الأحداث، ويقول إن هناك زمنًا حقيقيًا مطلقًا يجري من دون توقف. وإذا ما تجمد الكون، فسيظل الزمن يجري إلى ما لا نهاية. 

قد تبدو فكرة نيوتن هنا منطقية وبديهية، لكن علماء كثيرين لا يقتنعون بها. أحد هؤلاء آينشتاين، الذي اعتبر أن كلًا من أرسطو ونيوتن كانا على حق، إلا أنه اعتبر أن المكان والزمان تسميتان لشيء واحد، ثم اخترع تعبير "الزمكان".     

بنية أدمغتنا مرتكزًا
يطرح روفيللي في كتابه "نظام الزمن" أفكارًا ومفاهيم عديدة عن الزمن، مع محاولات لشرحها بطريقة مبسطة، وهو يعرج بذلك على عدد من أهم الأسماء المعروفة تاريخيًا، بدءًا بأرسطو ومرورًا بغاليليو وداروين، وانتهاء بآينشتاين وستيفن هوكينغ. 

يستخدم العالم في كتابه أيضًا أفكارًا فلسفية وأدبية عديدة، فيأتي على ذكر بروست، ويستشهد بعدد من أقواله، كما يذكر فلاسفة وأدباء عديدين، مع إشارة إلى أشعار ونصوص نثرية أحسن استخدامها لشرح مفاهيم فيزيائية معقدة للغاية.   

يتضمن الكتاب مفاهيم علمية شرحت اعتمادًا على أفكار فلسفية وأدبية، حيث يبيّن العالم أن مفهومنا عن تدفق الزمن يعتمد على منظورنا، الذي يعتمد على بنية أدمغتنا وعلى أفكارنا أكثر من اعتماده على الكون المادي.

ويعتبر نقاد كتاب روفيللي أفضل ما نشر عن علوم الفيزياء ممزوجة بالفلسفة منذ صدور كتاب ستيفن هوكينغ "موجز تاريخ الزمن".  

أعدت "إيلاف" هذا التقرير نقلًا عن "الغارديان". الأصل منشور على الرابط أدناه
https://www.theguardian.com/books/2018/apr/24/carlo-rovelli-the-order-of-time-review

 


 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف