"إيلاف" تقرأ لكم في أحدث الإصدارات العالمية
المرأة والسلطة: سيرة صراع لا يوقفه الزمن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
حكاية المرأة مع السلطة كتاب من العذاب والتكميم والاستبعاد والقهر... والانتقام. فالسلطة ذكورية، واللغة محرمة عليها في الأساطير القديمة. فهل تغيرت الحال؟، ماري بيرد تتناول هذه الفرضية في كتابها "المرأة والسلطة".
إيلاف: صوت المرأة، بحسب أرسطو، دليل على خبثها، والفضيلة تعبّر عن نفسها بصوت عميق هادر، زئير الأسد وخوار الثور، وبالطبع صوت الرجل. لكن كان كلام المرأة بصوتها الرفيع وهذرها يُعد خطرًا، بل حتى غير صحي في الأزمنة الغابرة، وكان يُعتقد أن رنين صوتها نفسه يمكن أن يُغرق دولة.
في العالم القديم، كان الخطاب العام صفة من الصفات المحدّدة للذكورة، إن لم يكن الصفة المحددة بأداة التعريف، كما تلاحظ ماري بيرد، الأكاديمية البريطانية المتخصصة في الأدب الكلاسيكي في جامعة كامبردج، في كتابها "المرأة والسلطة: بيان" Women and Power: A Manifesto &(المكون من 128 صفحة، منشورات بروفايل، 8 جنيهات إسترلينية)، مشيرة إلى أن "المرأة التي تتكلم في العلن ما كانت في غالب الأحوال تعتبر امرأة" في العالم القديم.
تكميمها واستبعادها
إلى أي حد تغير هذه الموقف؟. تقول بيرد إن مارغريت ثاتشر كانت تأخذ دروسًا في فن الخطابة لتعميق صوتها، وإن المرأة السياسية تفضل ارتداء السروال لتكون بمستوى الرجل. وما زالت المرأة تُعد دخيلة على الحياة العامة. وترسم بيرد خطوطًا مستقيمة من مواقف العالم القديم إلى التمييز الجنسي ضد المرأة، الذي اعترى حملة هيلاري كلينتون الرئاسية، والتحرشات التي تتعرّض لها المرأة على الإنترنت، والتهديدات بالتفجير التي أعقبت اقتراح باحثة دعت إلى طبع المزيد من صور النساء على الأوراق النقدية البريطانية.
في ضوء ما تتعرّض له المرأة من مضايقات وتحرشات جنسية، تستذكر الكاتبة الكثير من الحالات التي تُمنع فيها المرأة جسديًا من الشهادة على العنف الذي يُمارس ضدها.
تكتب بيرد: "حين يتعلق الأمر بإسكات المرأة، فإن للثقافة الغربية آلاف السنين من الممارسة العملية" في هذا المجال. ويأتي مؤلف بيرد "المرأة والسلطة" ككتاب جيب يضم محاضرتين ألقتهما أمام الجمهور. ويتزامن صدوره مع ازدياد الوعي بتكميم المرأة الذي تتحدث عنه بيرد.&
احتكاره اللغة
تعيد بيرد التذكير بأن تاريخ الاضطهاد يكون دائمًا تاريخ إخضاع، وأن أوفيد على الرغم من إسكات نسائه في أثناء تحولهن يعترف بأن إسكات المرأة ليس سهلًا. كما تذكّرنا بأن فيلوميلا التي قُطع لسانها بعد اغتصابها حاكت سجادة حائطية تصور الجريمة ومرتكبها.
وتروي قصة فولفيا زوجة مارك أنتوني وزيارتها جثمان شيشيرون الذي حمل على زوجها بلغة مسمومة. فنزعت الدبابيس من شعرها وغرزتها في لسانه. وفي القصتين يُستخدم نشاط المرأة (الحياكة) أو التزيين (دبابيس الشعر) ضد احتكار الرجل للغة، وفي حالة فولفيا يُستخدم لضرب الأداة التي تنتج الكلام، أي اللسان.&
من دواعي الأمل والتفاؤل بقضية المساواة أن نجد كتابًا لا يصف حجم المشكلة فحسب، بل يقترح حلولًا مثيرة لها. أحد هذه الحلول هو الثبات على الموقف المدافع عن المساواة. وهذا ما تمارسه بيرد، التي تنشط على "تويتر"، حيث تخوض معركة شرسة ضد جيش من المتصيدين والاستفزازيين والمتحرشين والمعادين، الذين يستهدفون عملها وعمرها وحتى مظهرها.
ترفض التوقف عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، على الرغم من الشتائم التي وصلت إلى حد تلقيها تهديدات بالقتل. ترد بيرد بشدة أحيانًا وبلطف أحيانًا أخرى. ويتراجع الرجال أكثر من المتوقع، وتُقام في بعض الأحيان صداقات مفاجئة، حتى دعاها أحد خصومها إلى الغداء تعبيرًا عن اعتذاره.&
المطلوب تغيير مفاهيم
تقول بيرد إنه من الضروري مراجعة مفاهيمنا عن القوة والنظر في أسباب استبعاد المرأة عن مراكز القوة ومواقع السلطة. يجب أن نرى كيف تتأثر تصوراتنا عن السلطة والتسيد وحتى المعرفة بالتمييز بين الجنسين. وتؤكد في كتابها أنه ليس من السهل إيجاد موقع للمرأة "في بنية مشفَّرة أصلًا على أنها للرجل، ولذلك يتعيّن تغيير البنية".
وكي لا يبدو هذا مشروعًا خياليًا، تشير بيرد إلى من يعملون في هذا الاتجاه، بمن فيهم النساء الثلاث اللواتي أطلقن حركة "حياة السود مهمة". وبحسبها، فإن هؤلاء الناشطات يفكن ارتباط القوة بالسمعة العامة ويحوّلنها من ملكية يمكن الاستحواذ عليها إلى صفة يمكن الاشتراك بها، إذ ليس ثمة بديل آخر.&
تكتب ماري بيرد: "إذا لم تعتبر المرأة منخرطة بالكامل في مراكز القوة ومؤسسات السلطة، فالمؤكد أننا بحاجة إلى إعادة تعريف القوة والسلطة، لا إعادة تعريف المرأة". إما هذا، وإما امتشاق دبابيس الشعر لغرزها في لسان الرجل.
أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن موقع "نيويورك تايمز". الأصل منشور على الرابط:
https://www.nytimes.com/2017/12/05/books/review-women-power-manifesto-mary-beard.html
التعليقات
المرأة ناقصة عقل ودين
أبو:شيليا -مسلم بالسيف -تى مجسم المرأة لم يسلم من التشدد الإسلامي.....وخير دليل عين فوارة بسطيف في الجزائر ....عندما هجمت من قبل بولحية......وعندهم أن المرأة ناقصة عقل ودين ....لكن كل الحروب التي خاضها المسلمون هدفه كسب أكبر عدد ممكن من السبايا الشقروات ..... قطيع من الشقروات يملكهن رجل .....والدليل أن الحروب لم تتجه نحو أدغال إفريقيا أين يتواجد الجنس الأسود.....لكن لو نعد قليل إلى الوراء ...شمال إفريقيا كان تحت قيادة إمرأة تدعى ديهيا و المقاطعات التابعة لها تترأسهم النساء مثل تينهينان في الجنوب وتافرنت في الشمال .....الرجال قوامون عن النساء أصبحت منسوخة .....المرأة هي الكل في الكل .....والذكر يتفوق عن الأنثى عضليا .....يجب تسنين قوانين لحمايتها حية وصنما