"إيلاف" تقرأ لكم في أحدث الإصدارات العالمية
الرئيس الصيني يقتبس مقولات من تراث بلاده
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يحوي هذا الكتاب "اقتباسات الرئيس الصيني شي جين بينغ" للرئيس الصيني شي جين بينغ بين طيّاته عددًا من المقولات التي اقتبسها الرئيس الصيني شي جين بينغ، في خطاباته ومقولاته في العديد من المناسبات على المستوى الرسمي، من كلاسيكيات الفكر الصيني القديم، وهي مقولات حول السياسة، والإدارة، والحكم، وسيادة القانون، والعلاقات الدولية، إضافة إلى مقولات حول احترام الشعب، وتأسيس الفضيلة، واحترام المعتقدات، والتعليم والابتكار، وغيرها، مصحوبًا بالنصوص الأصلية مع التفسير والتعقيب.
إيلاف: يستعرض الكتاب الصادر من بيت الحكمة بالاشتراك مع منشورات ضفاف ومنشورات الاختلاف ودار الأمان استنادًا إلى قول القدماء "إن المقولة هي الرؤية الكبرى والحدث الخالد"، والقراءة والكتابة هي دليل العالَم الكبير لإدراك الأعمال العامة وحكم البلاد، يستعرض أهم مقتبسات الرئيس الصيني حول القيم الأصيلة في الثقافة الصينية وعلاقتها بالسياسة والحكم ورفعة المجتمع.
حيث إن ما يُقتبَس من كلاسيكيات القدماء ومعرفة تأثيره وحتى انعكاس القدرة القيادية وأيديولوجية الحكم وأساليبه، جميعها أمور تخضع للممارسة المعاصرة لتطبيق حكمة القدماء في الحكم في عصرنا الحالي، وهو المنهج الذي اتخذه شي جين بينغ، الرئيس الصيني والأمين العام للحزب الشيوعي الصيني. وتشهد الصين اليوم تغيرات عميقة، وخاصة بالنسبة إلى الكوادر القيادية على جميع المستويات. ويحتاج الإصلاح العميق الشامل عبرة ومعرفة، فمواجهة الصعاب والتغلب عليها جزء لا يتجزأ من التنوير التاريخي، حتى لا تفتقر السلطة السياسية لأسس المعتقدات الأصيلة والمُثُل العليا.
لذلك فإن دراسة المقتبسات، لا تتم فقط من خلال حفظ العبارات الشهيرة، وفهم النصوص الكلاسيكية القديمة فحسب، بل يجب التعمق في الكنوز الثقافية التقليدية العميقة ودراسة الأخلاقيات، وهي خير سبيل لرؤية النجاح والفشل، والازدهار والانحدار؛ ومعرفة الاستقامة والنزاهة، وإدراك الشرف والعار، والتمييز بين الصواب والخطأ، وذلك ما استعرضه الكتاب من خلال تفسير النصوص الأصلية الواردة في كلاسيكيات الثقافة الصينية القديمة، واقتبسها الرئيس الصيني شي جين بينغ في مقولاته. يشار إلى أن الكتاب ألفه يانغ تشن وو، وترجمه إلى العربية كل من د.إسراء عبد السيد، أستاذ اللغة الصينية في جامعة عين شمس، ود.سهرموافي، ونوران حسين وآلاء سيد.
استرضاء الناس
مفتاح تصحيح أمور الحكم هو استرضاء الناس، وطريقة استرضاء الناس هي فهم معاناتهم وآلامهم.
- اقتُبِسَت في نص "التخلص من الفقر- المهارات الأساسية للكوادر- ترتبط بالجماهير ارتباطًا وثيقًا".. إلخ.
التفسير
مع الحياة في هذا العالم، لا مفر من أنك ستواجه صعوبات مختلفة. وفي المجتمع ككل، قد لا تكون نسبة الأشخاص الذين يعانون من الصعوبات كبيرة؛ ولكن عندما يتعلق الأمر بشخص واحد أو أسرة واحدة، فإن الصعوبة تبلغ 100%. لذلك، بالنسبة إلى المسؤولين الاجتماعيين، عليهم أن يجعلوا الناس يعيشون ويعملون في سلام ورضا، فإن أكثر ما هو مطلوب هو حل الصعوبات التي يواجهها الناس.
وقد أكد شي جين بينغ أثناء لقائه الأول مع الصحافيين الصينيين والأجانب بعد المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني على أن "تطلع الشعب إلى حياة أفضل، هو هدف نضالنا"، وهذا يتضمن "تعليمًا أفضل، ووظائف أكثر استقرارًا، ودخلًا أكثر إرضاءً، وضمانًا اجتماعيًا أكثر موثوقية، ومستويات أعلى من الخدمات الطبية والصحية، وظروفًا معيشية أكثر راحة، وبيئة أكثر جمالًا"، وهلم جرا.
فـ"طريقة استرضاء الناس هي فهم معاناتهم وآلامهم"، وإذا اكتفينا في خدمة الشعب بالقول وحده، فلن نتمكن من فهم معاناته على مستوى العمل، وإذا اكتفينا بكتابة شعارات الاهتمام بمعيشة الشعب على الوثائق فقط، فلن يفيد ذلك في تحسين معيشة الشعب على مستوى صنع السياسات، ولن نستطيع إدراك ما يعانيه الناس وما يقلقهم، ولن يتسنى لنا سوى منحهم منفعة شفهية لا تمت إلى الواقع بصلة، فكيف نتحدث عن استقرار الشعب وإصلاح الحكم؟، ناهيك عن الفوز بقلوب الناس؟، طالما أننا نتفهم معاناة الشعب، ونتعامل معها بشكل سليم، ستكون "إزالة معاناة الشعب، كإزالة أمراض القلب المتوطنة"، طالما أننا نستطيع حقًا تمثيل مصالح الشعب الأساسية، سنكون قادرين على جذب وتوحيد ملايين وملايين من الجماهير من حولنا، وتجميع القوة الهائلة اللازمة لبناء البلاد وازدهار الأمة.
النص الأصلي
مفتاح تصحيح أمور الحكم الحقيقي يكمن في استرضاء الناس، واسترضاء الناس يكمن في فهم معاناتهم وآلامهم.. ومع ذلك، لا تزال هناك آفة واحدة بالنسبة إلى الشعب، هي جمع ضريبة الأموال. فإن ما يسمّون بجامعي الضريبة يقومون بجمع الديون المتأخرة في سنوات متتابعة، وتقسيمها على دفعات، وجمعها على هيئة مال أو حبوب جنبًا إلى جنب مع الضريبة الأصلية في العام نفسه.
وقد أصبح ذلك قانونًا في وقتنا الحاضر، فأصبح هناك الكثير من فائض المدخرات العامة والخاصة، وهذا يعني أن إلغاء هذه الديون المتراكمة، لن يضر ضرائب الدولة الأولية في شيء، فلتصنع جميلًا للتآلف مع عامة الشعب، ولكي يفيض الثناء على الكون الفسيح، فترسيخ الإرادة الشعبية، والتآلف بين البلدان، هو السبيل للسلام وإصلاح أمور الحكم على المدى الطويل، ولكن المقياس ليس بهذه السهولة، بل يحتاج تنفيذًا حكيمًا.
- تشانغ جوي تشنغ "إلتماس التوقف عن جمع الديون المتراكمة لإنقاذ الشعب"، أسرة مينغ.
استقامة الحاكم
الحكم هو الاستقامة. إذا كان الحاكم مستقيمًا، يطيعه الناس حتى لو لم يأمرهم؛ أما إذا لم يكن مستقيمًا، فلن يطيعه أحد حتى وإن أمره.
- اقتُبِسَت في نص "لغة تشجيانغ الجديدة - استخدام السحر الشخصي في إدارة الذات".. إلخ.
التفسير
إن دعوة "الرفيق" شي جين بينغ للكوادر القيادية إلى إنجاز أعمالهم بشكل سليم، هو الشرط المتأصل في طبيعة الحزب الماركسي وأهدافه، حيث أكد مرارًا وتكرارًا على أن الكوادر القيادية يجب أن تأخذ زمام المبادرة وتكون مثالًا يحتذى به، واعتبر ذلك من أخلاقيات الحكومة وسبلها ومتطلباتها الأساسية.
فبفضل تنفيذ اللوائح الثمانية، واستيعاب البناء الأسلوبي، وتحوّل القيادة المركزية إلى مثال يحتذى به، يمكننا السير على الخطى السليمة، واستنشاق النسيم العليل. وفي تاريخنا نجد أن التركيز على غرس أخلاقيات تهذيب النفس، ونزاهة الكوادر، هي مفاهيم سياسية دعا إليها العديد من المفكرين، وهي أيضًا مبادئ حكومية التزم بها بعض الأدباء والحكام المستقيمين طوال حياتهم.
وقد اقتبس الرفيق شي جين بينغ في مناسبات مختلفة شعارات تطهير الحكومة في فترة ما قبل أسرة تشين، يطالب من خلالها الكوادر القيادية بالتمتع بالخصال الحميدة، مثل العدل والنزاهة، والمبادرة بالذات، وصدق الوعد. فإن عيون الجماهير العريضة أشد يقظة، فهي لا ترى ما يقوله القادة فحسب، ولكنها ترى أيضًا ما يفعلونه. فإذا أردت الحصول على مكانة وتأثير كبيرين بين الجماهير، هناك جانب مهم يتمثل في ممارسة الدور المثالي وسحر الشخصية. وإلا، "ستتحدث أنت على المنبر، وسيتحدث الناس عنك تحته"، فكيف سيكون هناك تأثير أو استجابة لما تقوله أو تفعله؟".
النص الأصلي
سأل جي كانغتسي كونفوشيوس عن الحكم. فأجابه كونفوشيوس: "الحكم هو الاستقامة. إذا كان الحاكم مثالًا في سلوكه المستقيم، فمن يجرؤ على الحيد عن الاستقامة؟".
- كونفوشيوس "محاورات كونفوشيوس - يان يوان"، فترة الربيع والخريف.
قال كونفوشيوس: "إذا كان الحاكم مستقيمًا، يطيعه الناس حتى لو لم يأمرهم. أما إذا لم يكن مستقيمًا، فلن يطيعه أحد حتى وإن أمره".
- كونفوشيوس "محاورات كونفوشيوس- تسي لو"، فترة الربيع والخريف.
تجنب الفوضى أو احتواؤها
يجب عدم تعديل سياسات حكم الدولة وفقًا للأهواء تجنبًا للفوضى، ولكن أيضًا لا داعي للخوف من الفوضى إذا حدثت.
- اقتُبِسَت في نص "الخطاب المُلقَى أثناء دراسة الكوادر القيادية على مستوى المقاطعات والوزارات لتنفيذ الدورة الثامنة عشرة من ورشة البحث والمناقشة تحت عنوان "روح الجلسة العامة الثالثة للجنة المركزية الثامنة عشرة للحزب الشيوعي الصيني- التعميق الشامل للإصلاح".. إلخ.
التفسير
يجب عدم تعديل سياسات حكم الدولة وفقًا للأهواء تجنبًا للفوضى، فمن الجانب البسيط يمكننا القول إن "إدارة الدول الكبيرة كطهي الأسماك الصغيرة"، فلا يمكن تغييرها كإصدار الأمر في الصباح وسحبه في المساء؛ ومن الجانب الكبير يمكننا القول إن "الحكم كالشجرة، إذا لم تهتز جذورها، تزدهر غصونها وأوراقها"، فيجب الحفاظ على استقرار النظام.
لكن أيضًا لا داعي للخوف من الفوضى إذا حدثت، أي لا يمكننا أن نكون كثيري التخوُّف، لمجرد أن بعض الناس لديهم انتقادات أو شكوك إزاء مسارنا في التنمية، حتى نصل إلى أن نغير وجهات نظرنا وفقًا لأفكارهم. وقد أكد شي جين بينغ مرارًا وتكرارًا على أن اختيار أية دولة لنوع معيّن من نظم الحكم، يرجع القرار فيه إلى موروث هذه الدولة التاريخي، وتقاليدها الثقافية، ومستوى تنميتها الاقتصادية والاجتماعية، وإلى ما يقرره شعب هذه الدولة. فيجب أن تكون لدينا مقترحات وقناعات خاصة بنا في ما يتعلق بالقضايا الأساسية.
فإذا استوضحنا الأمور، علينا أن نتحلى بالثقة والشجاعة، ونتخذ موقفًا واضحًا، ونحلل الوضع من وجهة نظرنا الخاصة، ونستخلص استنتاجاتنا الخاصة، ومن ثَمَّ نتصرف وفقًا لحكمنا الخاص. وفي ما يتعلق بالقضايا الأساسية لسبل التنمية والنظم السياسية، يجب علينا أن "نتشبث بالجبال الخضراء بكل إحكام"، حتى نتمكن من "التحكم بزمام الرياح كما يحلو لنا".
النص الأصلي
يجب عدم تعديل سياسات حكم الدولة وفقًا للأهواء تجنبًا للفوضى، ولكن أيضًا لا داعي للخوف من الفوضى إذا حدثت. فالخوف من الفوضى يعادل إثم حدوثها. تمامًا كأن تأخذ الدواء من دون مرض، وأن تمرض ولا تأخذ الدواء، فكلاهما يمكنه قتلك. فحدوث الفوضى كتعاطي الدواء من دون مرض. والخوف من الفوضى كالإصابة بالمرض من دون أخذ الدواء.
والطلب المقدم الذي كان معروفًا بأنه غير لائق، عند الطلب لم يحدث شيئًا، وبعدها حدث كل شيء، غير أنه ليس أكثر من مرض، ولكن أليس كالمصاب بمرض ولا يأخذ دواء؟ ورغبة شعب شيا في تجديد شبابه اليوم تكمن في أن المرض لم تتم إزالته، ولكن تم إيقاف الدواء أولًا.
- سو شي "رسالة رسمية حول ترتيبات القبض على قويتشانغ عميل قومية تشيانغ الغربية وأسرة شيا الغربية"، أسرة سونغ الشمالية.
عدم تناسي السلبيات
عندما تنعم بالسلام لا تنسى الخطر، وعندما تنعم بالحياة لا تنسى الموت، وعندما يستقيم الحكم لا تنسى الفوضى.
- اقتُبِسَت في نص "الخطاب المُلقَى في منتدى العمل المركزي في شينجيانغ"، إلخ.
التفسير
"كل شيء يتم تجهيزه من النقاط السيئة، ونسعى جاهدين إلى تحقيق أفضل النتائج." هذا النوع من "تفكير الخط القاعدي" هو استراتيجية مهمة وضعها شي جين بينغ لحكم البلاد. فعندما كان يتحدث عن العمل الاقتصادي، والعمل في شينجيانغ، اقتبس هذه العبارة المشهورة من "كتاب التغيرات" مرات عدة، محذرًا الجميع من أجل الحفاظ على الشعور بالشقاء والمحن، والنظر إلى تلك المشاكل التي لم تظهر حتى الآن، ولكنها وشيكة، كإجراء وقائي، للاستجابة السريعة من دون تردد.
وغالبًا ما يتجسد "تفكير الخط القاعدي" في حكمة صنع القرار والأسلوب القيادي. فقد دخلت الصين اليوم "مجتمع المخاطر"، وأصبحت جميع أنواع التناقضات العميقة بارزة بشكل متزايد، مع تزايد العوامل غير المستقرة وغير المؤكدة. فالمشاكل الملموسة كالديون المحلية وإدارة الشبكات وقضية القيم، والسياسات الدقيقة، كتعديل سياسة الإنجاب وإدارة سلامة الأغذية وإصلاح أعمال الخطابات والزيارات، من المحتمل أن تصبح جميعها مخاطر اجتماعية حساسة، إذا تعرّضت للإهمال، حتى ولو كان طفيفًا، فمن الممكن أن تشكل تأثيرًا اجتماعيًا واسعًا، وتجلب مخاطر نظامية غير متوقعة.
ومن خلال تعزيز القدرة على التنبؤ والحفاظ على الحد الأدنى من تفكير الخط القاعدي في الحكم المجتمعي، يمكننا ألا ننسى القلق عند الشعور بالسعادة، واتخاذ الاحتياطات اللازمة، والحفاظ على حالة الهدوء في مواجهة الصعاب، والثبات عند المحن.
النص الأصلي
قال كونفوشيوس: "إن المخاطر تنتج من اعتقادنا الخاطئ بأننا في أمان. والزوال ينتج من اعتقادنا الخاطئ بأننا سنحيا طويلًا. والفوضى تنتج من اعتقادنا الخاطئ بأن السياسة سلمية هادئة. لذلك، عندما تنعم بالسلام، لا تنس الخطر، وعندما تنعم بالحياة لا تنس الموت، وعندما يستقيم الحكم لا تنس الفوضى، وهكذا تصبح الحياة آمنة، ويمكن إنقاذ البلاد من الهلاك. وجاء في "كتاب التغيرات": 'الموت بسبب تقلبات الحياة'".
- "كتاب التغيرات- الجزء الثاني من رموز التنجيم"، من عصر يين تشو إلى تشين هان.