ثقافات

في معرضه الفردي الذي تنظمه مؤسسة الشارقة للفنون

هينوك ملكامزر في الشارقة: تعويذة لطرد البشاعة وخلق الأمل

تفصيل من أعمال هينوك ملكامزر
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من الشارقة: في الفن معاني كثيرة، بينها الشفاء. إنه أحياناً بذاته تعويذة لطرد البشاعة، وخلق الأمل، والسير على رؤوس أطراف الروح نحو عالم تنتظم إيقاعاته الداخلية وأقانيمه كلها في بوتقة واحدة لطرد الشر والسواد. هكذا عالم الفنان هينوك ملكامزر، الذي يتخذ من الطلاسم معبراً ليتجاوز الإثم والشر والموت نحو الأمل ومعانقة المطلق، والذي يقيم معرضاً بعنوان "رموز وصور الطلسم" في متحف الشارقة للفنون، خلال الفترة الممتدة بين 24 شباط (فبراير) و16 حزيران (يونيو) 2024.

يعدّ هذا المعرض أكبر معرض فردي لملكامزر حتى الآن، إذ يضمّ أكثر من 100 عمل تتيح للجمهور مشاهدة تنويعات من لوحاته التي تضج بأنماط كثيفة وألوان متعددة من الأشكال والرموز والكلمات والأرقام. وقد أنجز ملكامزر هذه التكوينات الجاذبة بصرياً باستخدام الأكريليك والقماش، بالإضافة إلى الأصباغ الطبيعية التقليدية، موفراً الفرصة لاستكشاف العديد من التجليات الطلسمية، والتي يعتبر ملكامرز أنَّ مفتاح قراءتها فنياً يكمن في البدء من المركز، لتنزاح العيون تدريجيّاً نحو الخارج. وبنظره، تبدأ كلّ تجربة من هذا النوع بكلمة أو مفهوم روحي يجسّد العلاقة المضمرة بين اللون والشكل الأبجدي الخاص بلغة الطلسم.

ممارسة فنية حداثية
معلوم أنَّ الفن الطلسمي، في إثيوبيا بالذات، يستلهم علم التنجيم والدين والروحانية، ويستخدم الرموز والرسوم والنصوص التي تعكس أهمية روحية وفلسفية، وقد تأثرت الأشكال المستخدمة في هذا الفن على امتداد حقب طويلة بالتاريخ الاجتماعي والسياسي والثقافي لإثيوبيا، كما وظّفت أساليب التعبير الحديثة في معالجة أبرز المشكلات في العالم المعاصر، مثل كوارث المناخ والحرب والفقر.


هينوك ملكامزر، بدون عنوان، 2023. الصورة بإذن من مؤسسة الشارقة للفنون. تصوير: شانفاس جمال الدين

وبالرغم من أنّ فن الطلسم أو "فن التعويذة"، ما زال يعد ممارسة شعبية وتراثية، فإنّ ملكامزر يتحدّى في أعماله مثل هذه المقاربة الحداثوية، ويقدم رؤية فريدة في واحدة من أكثر الممارسات الفنية الحداثية أهمية في إثيوبيا.

تنظم المعرض مؤسسة الشارقة للفنون، بالتعاون مع معهد إفريقيا في جامعة الدراسات العالمية وهيئة الشارقة للمتاحف، وتقيّمه إليزابيث جيورجيس، الأستاذة المشاركة في تاريخ الفن والنظرية والنقد في معهد إفريقيا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف