شعر
ملامح لا يخطئها نظر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
مثل خيل مجنحة لا يخطئها نظر
تمر ملامحك وقسماتك الممهورة
بوشاح البهاء،
الممتدة في مرايا ذاكرتي المطمورة
في بلاد بعيدة،
فتنكتم الأصوات بداخلي وتتلعثم
في لجة غبار الأعماق المشرعة
على سكون مريب،
أتمرن على استعادة خطواتنا
التي تجيء من أقاصي الغواية،
وأدسها تحت وسادتي بإحكام،
كي لا تخطفها الطيور الليلية من منامي،
أشحذ سيف الكلمات وسط صخب
الحانات وضوضاء قطارات الليل الأخيرة
التي تلفظ الغرباء والعابرين
على الأرصفة الباردة،
لأوقظ من رماد المسافات
التي توارت في مهب التيه،
لهفة البدايات المتشظية في عنفوان
الصحراء،
التي تغمرني بلهيب نيرانها المستعرة،
أطرق باب الليل وأجلس على عتبته،
بشعور قاتم بانقطاع سلسلة الزمن
لأتابع البحر وهو يفتح خلسة
نافذة في الريح،
لجحافل المهاجرين السريين المكدسين
في قوارب الموت،
الحالمين بعبور المضيق كجيوش
طارق ذات اجتياح،
نحو أندلس تلمع في الأفق.
يسحبني إليك مد جارف
يخترقني كطلقة طائشة،
فتطير مذعورة من تحت جلدي
أسراب من النوارس وطيور بحرية أخرى،
كانت تعشعش بين أروقة عروقي
وتنقر من كريات دمي،
وأنا أقضم ما تبقى من الوقت المهدور
بين خرائب المدينة التي تجتر أيامها
الثقيلة برتابة وفتور،
وتحوك انتظاراتها على أراجيح العبث والجنون.