الرؤية والقدرة المالية للشركة القطرية منحها أحقية شراء "هارودز"

باع رجل الاعمال المصري المولد محمد الفايد متجر هارودز الفاخر في لندن الى شركة قطر القابضة ذراع الاستثمار لصندوق الثروة السيادية في قطر في صفقة تقدر قيمتها بنحو 1.5 مليار جنيه استرليني (2.3 مليار دولار)، بعد وعود منها بمواصلة الاستثمار في "هارودز" وحماية تقاعد العاملين فيه.

وافق محمد الفايد يوم السبت على بيع محلات "هارودز" الى شركة قطر القابضة ليضيف علامة تجارية معروفة أخرى الى استثمارات الامارة. الفايد ـ 77 عاما الذي تعهد مؤخرا بألا يبيع مخزنه الفاخر قرر ان يتقاعد ويصبح الرئيس الفخري لمجلس ادارة "هارودز" موافقا على البيع بعدما وعدت قطر بمواصلة الاستثمار في "هارودز" وحماية تقاعد العاملين فيه، كما افادت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مستشار الفايد.

ودفعت قطر القابضة وهي صندوق سيادي يرأسه رئيس وزراء قطر، أكثر من ملياري دولار لشراء مجموعة "هارودز"، التي تضم ايضا قسمًا عقاريًا وآخر لتأجير المروحيات، على ما افادت تقارير صحافية. وتشمل استثمارات الصندوق القطري الأخرى ناطحات سحاب في منطقة لندن المالية "كناري وورف" وحصصًا في مصرف "باركليز" البريطاني وسلسلة اسواق "سينزبري" وبورصة لندن.

واعرب احمد السيد، الرئيس التنفيذي لقطر القابضة، عن غبطته بشراء محلات "هارودز" بوصفها "شركة فريدة تجمع بين العلامة التجارية الفاخرة، ومتجر من أشهر متاجر البيع بالتجزئة في العالم وأفضل المزايا المالية في هذا القطاع".

الفايد تخلى عن امبراطوريته التجاريّة لقضاء الوقت مع أولاده وأحفاده

محمد الفايد يبيع تاج امبراطوريته التجارية "هارودز"

"قطر هولدينغ": هارودز "شرف ومسؤولية"!

يذكر أن الفايد كان قد اشترى محلات "هارودز" في عام 1985 وسرعان ما وضع بصمته على المتجر، بما في ذلك اقامة تمثال من الشمع يجسده داخل المتجر. وفي زمنه إتسعت متاجر "هارودز" واستقطبت كوكبة من المشاهير الذي اصبحوا زبائنه. وما زالت محلات "هارودز" تعمل تحت شعار "كل شيء للجميع في كل مكان".

ولكن المجمع واجه منافسة ضارية من محلات "هارفي نيكولس" على الجانب الآخر من الشارع، وخاصة لاستدراج زبائن من الشرق الأوسط واوروبا الذين اخذوا يتوافدون خلال العام الماضي مستغلين ضعف الجنيه الاسترليني نسبيًا. كما تركت الأزمة الاقتصادية أثرها في صناعة التجزئة البريطانية. وكانت متاجر "ليبرتي" البريطانية اعلنت في وقت سابق من العام انها تلقت عروضًا يمكن ان تؤدي الى استملاكها.

من جهته، قال كين كوستا، رئيس بنك لازارد الاستثماري، الذي قدم استشارته لمحمد الفايد بشأن عملية البيع ان محمد الفايد بعد 25 عاما من توليه رئاسة "هارودز" قرر التقاعد وقضاء مزيد من الوقت مع اطفاله واحفاده. واشار كوستا في بيان الى ان الاختيار وقع على قطر القابضة خصيصًا لأن لديها الرؤية والقدرة المالية لدعم نمو "هارودز" بنجاح على المدى البعيد.

الى جانب ادارة "هارودز" خاض الفايد حملة استمرت 10 سنوات للتوصل الى أدلة تثبت ان حادث الطريق الذي اسفر عن مقتل الأميرة ديانا وابنه دودي في باريس عام 1997 كان مؤامرة لقتلهما. كما نازل سياسيين بريطانيين بعدما رفضت السلطات البريطانية مرات عدة منحه الجواز البريطاني رغم اقامته في بريطانيا منذ سنوات.

وكان أسس هنري هارود محلات "هارودز" في عام 1834 التي كانت في البداية متجرًا لبيع الخضار بالجملة في شرق لندن. وانتقل المخزن الى موقع اصغر في مكانه الحالي عام 1849 عندما أراد هارود الهرب من تفشي الجريمة في منطقة ايست لندن والإفادة من التجارة المرتبطة بالمعرض الكبير الذي أُقيم وقتذاك.