إيران تسعى إلى استثمارات أجنبية تحتاجها
روحاني يعد شركات النفط الأجنبية بنموذج جذاب للعقود
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
قال رئيس إيران ووزير نفطها الخميس لبعض أبرز المسؤولين التنفيذيين في شركات النفط العالمية خلال اجتماع غير مسبوق في دافوس في سويسرا إن إيران ستضع نموذجًا إستثماريًا جديدًا وجذابًا لعقود النفط بحلول أيلول/سبتمبر مع سعيها إلى تشجيع الشركات الغربية على العودة إليها.
دافوس: عرض روحاني إنشاء منظمة متعددة الأطراف، تقضي مهمتها بالسهر على أمن الإمدادات العالمية للنفط. وقال روحاني: "نحن مستعدون للبدء بعملية جدية لتشكيل منظمة جديرة بالثقة من أجل هذه الشراكة على المدى البعيد". وأضاف إن "أمن الإنتاج والإمداد بالطاقة (hellip;) هو العامل الأول لنجعل من الطاقة أداة لإرساء السلام والاستقرار".
وتحتاج إيران بشدة إستثمارات أجنبية لتطوير مواردها النفطية، التي أضرت بها سنوات الحروب والعقوبات الاقتصادية. ولم يتم استغلال الموارد النفطية الإيرانية الكبيرة في السنوات الأخيرة، بسبب العقوبات الدولية التي تسبب في فرضها البرنامج النووي الإيراني.
فصادرات النفط الخام الحيوية للاقتصاد الإيراني تقلصت إلى أكثر من النصف بسبب العقوبات، التي رفعت جزئيًا في كانون الثاني/يناير الماضي، بعد الاتفاق النووي في جنيف في 24 تشرين الثاني/نوفمبر.
رغبة في الانفتاح
وقال ثلاثة مسؤولين تنفيذيين حضروا الاجتماع، اشترطوا عدم نشر أسمائهم، إن الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير النفط بيجن زنغنه شددا على أهمية الوقود الاُحفوري في ظل ارتفاع الطلب العالمي على الطاقة. وقالا إن الحكومة الجديدة في إيران راغبة في الانفتاح على الاستثمارات والتكنولوجيا الغربية في إطار جهودها للتصالح مع الغرب.
وقال باولو سكاروني الرئيس التنفيذي لشركة "إيني" الإيطالية للنفط والغاز، الذي حضر الاجتماع: "حضور الرئيس الإيراني إلى الاجتماع أمس يشكل بوضوح دلالة على أن إيران تريد الانفتاح على شركات النفط العالمية". وقال أحد المسؤولين التنفيذيين، الذين حضروا الاجتماع "كان عرضًا توضيحيًا مثيرًا للإعجاب".
وتابع "قالوا إنهم يعملون على نموذج جديد مع المستثمرين، وإنهم سعداء لرؤيتنا. إنهم لا يحتاجون فقط المال، ولكن التكنولوجيا أيضًا. إنهم سعداء لإجراء مشاورات بشأن العقود الجديدة، ويريدون اتخاذ قرار بشأن ذلك النموذج بحلول أيلول/سبتمبر".
وقال مسؤول آخر "كانت الرسالة هي أنظروا إلينا.. المخاطر الجيولوجية لدينا محدودة، واحتياطياتنا ضخمة.. تعالوا وسنضع شروطًا جذابة وستشعرون بالرضا. العائد على الاستثمار سيكون مقبولًا".
ما بعد العقوبات
إلى جانب "إيني" حضر الاجتماع ممثلون لشركات "توتال" الفرنسية و"بي.بي" البريطانية و"لوك أويل" و"غازبروم نفت" من روسيا وشركات أخرى. وكانت "رويال داتش شل" قد قالت إن رئيسها التنفيذي الجديد لن يحضر الاجتماع.
ولم يتضح ما إذا كان مسؤولون من شركات أميركية، مثل "إكسون موبيل" و"شيفرون" قد شاركوا في الاجتماع الذي انعقد وراء الأبواب المغلقة وسط إجراءات أمنية مشددة. وكانت طهران قد قالت إنها تريد من شركات النفط الغربية أن تعمل على إنعاش حقولها النفطية القديمة وتطوير حقول جديدة للنفط والغاز، بعد رفع العقوبات.
وقال سكاروني "أفضل وسيلة أمام شركاتنا للعودة إلى إيران هي الالتزام الصارم بالعقوبات وحث الطرفين على التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى رفع العقوبات يومًا ما". وأضاف "أوضحت منذ وقت مضى أنني لن أعود إلى إيران وفقًا لشروط العقود القديمة، حتى إذا تم رفع كل العقوبات".
وكان سكاروني أول رئيس لشركة نفطية غربية يلتقي علانية مع وزير النفط زنغنه على هامش اجتماع منظمة "أوبك" في الشهر الماضي. وبدأت إيران تنفيذ اتفاق نووي مع قوى عالمية، في خطوة نحو تسوية واسعة النطاق قد تؤدي إلى إلغاء العقوبات. وقال مسؤولون إيرانيون كبار إن طهران تستطيع زيادة إنتاجها إلى أربعة ملايين برميل يوميًا من النفط في غضون ستة أشهر بعد رفع العقوبات، بينما يرى خبراء غربيون أن الأرجح هو ثلاثة إلى 3.5 مليون برميل يوميًا.