بعد إبعاد شبح الخروج من منطقة اليورو
الائتلاف الحاكم في اليونان يبحث تدابير التقشف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
آثينا: بعد ابعاد شبح خروج اليونان من منطقة اليورو، يفترض ان ينتزع رئيس الوزراء الكسيس تسيبراس الثلاثاء دعم معسكره للاجراءات غير الشعبية التي يطلبها الدائنون ويفترض ان يمررها في البرلمان الاربعاء على ابعد حد.
ويجري رئيس الوزراء اليوناني الذي قالت صحيفة كاتيميريني الليبرالية انه بدأ "العدو باتجاه الهدف في آثينا بعد ماراثون بروكسل" ، مشاورات مع اعضاء حزبه اليساري الراديكالي سيريزا. وبالنسبة لبعضهم، الاتفاق الذي تم التوصل اليه في بروكسل بعد ليلة من المفاوضات يشكل استسلاما للتقشف الذي فرضته المانيا مع انه رفض بكثافة في استفتاء الخامس من تموز/يوليو.
وقال وزير الطاقة بانايوتيس لافازانيس المعروف بتشكيكه في الوحدة الاوروبية ان "هذا الاتفاق سيمر باصوات المعارضة لا باصوات الشعب". والتحفظات نفسها طرحت في حزب اليونانيين المستقلين السيادي الشريك في تحالف اقلالية الذي يجتمع اليوم الثلاثاء للبحث في مشاريع اصلاح تطالب المفوضية الاوروبية بادراجها في قانون الاربعاء على ابعد حد.
ودان زعيم الحزب وزير الدفاع بانوس كامينوس الثلاثاء "الانقلاب الذي حدث في قلب منطقة اليورو" لكنه اكد انه يريد "الاستمرار (في الحكم) مع تسيبراس". لكن في باريس، اكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان الاتفاق لا يشكل "اهانة" لليونان.وقال "لا اقبل بان تتم اهانة شعب (...) الاهانة كانت ستكون الطرد من منطقة اليورو".
وفي بروكسل يحاول وزراء المال في منطقة اليورو الثلاثاء تأمين تمويل عاجل لليونان بانتظار تطبيق خطة المساعدة الجديدة هي الثالثة التي تستفيد منها اثينا منذ 2012.
ووصل الاقتصاد اليوناني الخاضع للرقابة المفروضة على الرساميل منذ نهاية حزيران/يونيو لتفادي انهيار النظام المصرفي، الى حالة من التراجع الى حد دفع مجموعة اليورو الى الاجتماع الاثنين سعيا للتوصل الى اقرار مساعدة انتقالية تسمح لليونان بتلبية حاجاتها الفورية المقدرة ب12 مليار يورو حتى نهاية اب/اغسطس.
الا ان الدولة اليونانية تمكنت من تسديد سندات لدائنين خاصين في اليابان تلقوا 148 مليون يورو الثلاثاء وهو مبلغ يشكل نقطة بالمقارنة مع المبلغ الاجمالي للدين اليوناني الذي يبلغ حوالى 312 مليار يورو اي 177 بالمئة من اجمالي الناتج الداخلي للبلاد.
وينبغي ان يضع البرلمان اليوناني خلال فترة قياسية بعض التنازلات التي قدمها تسيبراس فجر الاثنين مقابل وعد بالحصول على مساعدة تتراوح بين 82 و86 مليار يورو. واعلن مسؤول اوروبي طالبا كشف هويته ان منطقة اليورو ستشارك بما بين اربعين وخمسن مليار يورو في الخطة.
وقال رئيس الآلية الاوروبية للاستقرار كلاوس ريغلينغ ان صندوق دعم منطقة اليورو لن يكون الجهة الوحيدة المساهمة لان صندوق النقد الدولي سيشارك في هذا البرنامج. وبحسب الخطة التي اقرت في بروكسل، يتحتم على حكومة تسيبراس ايضا تمرير عدة قوانين اصلاحات في اقل من 48 ساعة واصلاح نظام التقاعد وفرض ضريبة الرسم المضاف...
واذا ما صوت البرلمان اليوناني على هذه القوانين القاضية بصورة خاصة بزيادة ضريبة القيمة المضافة واصلاح نظام التقاعد، وصادق على الخطة الاوروبية، فسيكون بوسع برلمانات الدول الاخرى التصويت للسماح لحكوماتها بالتفاوض في الخطة المرفقة بشروط اخرى كثيرة من اصلاحات جديدة وعمليات خصخصة وغيرها.
ومن المتوقع في هذا السياق ان تجري عملية التصويت في البرلمان الالماني الجمعة. وستبقى المصارف اليونانية مغلقة حتى الاربعاء وهو الوقت اللازم للبنك المركزي الاوروبي للبت في الاعتمادات الطارئة التي تستفيد منها والتي تبلغ قيمتها 89 مليار يورو مجمدة حاليا.
وكان قادة منطقة اليورو ال19 صادقوا صباح الاثنين بعد حوالى 48 ساعة من المفاوضات المتواصلة التي تخللها الكثير من التقلبات والاعلانات التي لم تتجسد، على مشروع خطة المساعدات الثالثة لليونان.
وعمل الخبراء الاثنين وفي المساء وسينظر مساعدو الوزراء الثلاثاء في المسالة وقال يورون ديسلبلوم رئيس مجموعة اليورو الذي اعيد انتخابه الاثنين انه بعد ذلك "سنعقد على الارجح مؤتمرا عبر الهاتف للوزراء حول هذا الموضوع تحديدا".
وينتزع تسيبراس الضوء الاخضر من البرلمان بفضل اصوات احزاب المعارضة وخصوصا الاشتراكيين الديموقراطيين في حزب باسوك والمحافظين في حزب الديموقراطي الجديدة لكنه يمكن ان يسبب انهيار حكومته واجراء تعديل ان لم يكن اجراء انتخابات جديدة في حال ازمة مفتوحة.
وقد يواجه رئيس الوزراء غضب بعض اليونانيين الذين صوتوا الى جانبه في استفتاء الخامس من تموز/يوليو..
ويتحدث بعض المواطنين والمؤيدين لحكومة تسيبراس عن الاتفاق بوصفه بانه "اذلال" او "انقلاب"، على غرار مدونة على تويتر تحت عنوان #هذا انقلاب حققت انتشارا واسعا على الموقع. واستجاب حوالى 700 متظاهر بحسب الشرطة منذ مساء الاثنين لنداء نقابة موظفي الدولة واحزاب يسارية صغيرة غير ممثلة في البرلمان وتجمعوا قرب مقر البرلمان في اثينا.
ودعت نقابات موظفي الدولة الى اضراب لمدة 24 ساعة احتجاجا على اتفاق "غير شعبي". وبدات تظهر اولى الانشقاقات داخل حزب سيريزا حيث اعلن النائب ديمتريس كوديلاس استقالته من الكتلة النيابية بعد عملية التصويت المقرر الاربعاء والذي لن يوافق فيه على هذه الاجراءات الجديدة.
كما استقال مساعد وزير الشؤون الاوروبية النائب عن سيريزا نيكوس شونتيس الاثنين ليحل محل النائب الاوروبي مانوليس غليزوس عميد البرلمان والذي يجسد المقاومة اليونانية.