اقتصاد

باستحواذها على استديوهات تصميم ألعاب الفيديو

شركات التكنولوجيا الصينية تُعزّز مكانتها في أوروبا

شركة "تنسنت" الأولى عالمياً في هذا قطاع الألعاي الالكترونية
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

باريس: تعزز شركات التكنولوجيا الصينية العملاقة مكانتها في سوق ألعاب الفيديو في أوروبا، من خلال استحواذ عدد منها كـ"تنسنت" و"نت إيز" على أسهم في استوديوهات لتصميم هذه الألعاب، في ظل فرض سلطات بكين قيوداً صارمة على هذه السوق في الدولة الآسيوية الكبرى.

وسُجّلت صفقتان مُتتاليتان في فرنسا أظهرتا شهية الشركات الصينية لشراء استوديوهات تصميم ألعاب الفيديو، فبعد إعلان "نت إيز" في نهاية آب/أغسطس استحواذها على استوديو "كوانتك دريم" المستقل، وهي الشركة المُطوّرة للعبة المغامرات "ستار وورز إكليبس"، عقدت مواطنتها "تنسنت" في بداية أيلول/سبتمبر اتفاقاً مع شركة "يوبيسوفت" الفرنسية يقضي بضخ الشركة الصينية المساهمة أصلاً في الشركة 300 مليون يورو في رأسمالها.

وتسيطر شركة "تنسنت" الأولى عالمياً في هذا القطاع، في الدول الآسيوية التي تشكل أهم سوق في مجال ألعاب الفيديو، فيما بدأت تعزز مكانتها بصورة تدريجية في أوروبا.

واستحوذت عام 2016 مثلاً على استوديو "سوبر سيل" الفنلندي (مطوّر ألعاب "كلاش أوف كلانز"، "كلاش رويل"، "برول ستارز") مقابل 8,6 مليارات دولار.

وبينما كان يُعتبر هذا السعر مبلغاً قياسياً في تلك المرحلة، سُجّلت مذاك عمليات استحواذ بمبالغ أكبر بكثير، إذ دفعت "مايكروسوفت" في بداية عام 2022 مبلغ 68,7 مليار دولار لشراء "أكتيفيجن بليزرد" ("كول أوف ديوتي" من أبرز ألعابها)، في مؤشر على أنّ صفقات كبيرة هي في طور التسجيل.

ويقول الخبير في سوق ألعاب الفيديو والمستشار لدى مصرف "ألانترا" الاستثماري سيدريك لاغاريغ في حديث إلى وكالة فرانس برس، "إنّ +تنسنت+ تعقد استثمارات كثيرة، وتستحوذ على أسهم في عدد من الاستديوهات"، مضيفاً أن الشركة "تعتمد هذه الخطة منذ مدة طويلة وقد زادت وتيرة اللجوء إليها خلال السنوات الأخيرة".

وتتمثل أحدث عملية استثمار كبيرة لها في استحواذها على استوديو "سايبو غايم" (مطوّر لعبة "سابواي سافرز" الناجحة) الدنماركي في حزيران/يونيو الفائت، بالإضافة إلى شرائها استوديو "سومو" البريطاني عام 2021 مقابل نحو مليار جنيه إسترليني.

لماذا تعقد شركات التكنولوجيا الصينية العملاقة صفقات استحواذ كهذه خارج الصين؟

تظهر السلطات الصينية حزماً كبيراً تجاه ألعاب الفيديو سعياً إلى مكافحة إدمان الفئة الشابة عليها، كفرضها قيوداً صارمة تحصر الحق بلعب الفيديو على الإنترنت بثلاث ساعات أسبوعياً لمن هم دون سن 18 عاماً.

وفي تموز/يوليو 2021، علّقت الصين مدى تسعة أشهر منح الشركات أي تراخيص جديدة، مما أثر بشكل كبير على نسب الأرباح في القطاع، في إطار إعادة سيطرتها على قطاع التكنولوجيا.

وبينما عاودت بكين إصدار التراخيص بمنحها ترخيصاً جديداً لشركة "نت إيز"، امتنعت عن إعطاء ترخيص مماثل لشركة "تنسنت" المنافسة لـ"نت إيز"، والتي سجلت في أوائل آب/أغسطس أول تراجع فصلي لرقم أعمالها منذ الاكتتاب في البورصة سنة 2004.

وتقول كبيرة المحللين لدى شركة "أمبير أناليسس" البريطانية المتخصصة في بحوث السوق لويز شورتهاوس لوكالة فرانس برس إنّ "الحصول على ترخيص للعبة جديدة يزداد صعوبة، بالإضافة إلى أنّ القيود التي تطال اللاعبين الشباب تجعل عملية النمو صعبة. وبنتيجة ذلك، تتوجه الشركات الكبرى في المجال من أمثال +تنسنت+ و+نت إيز+ بصورة أكبر إلى بلدان أخرى لتحقيق أرباح".

وتلقى هذه الاستثمارات ترحيباً من الاستديوهات الأوروبية لأنّ الشركات الصينية وعلى رأسها "تنسنت" تتمتع بسمعة جيّدة لناحية عدم تدخلها في عمليات الابتكار داخل الشركات بل تترك الحرية التامة لشركائها، بحسب شركة بارزة في هذا القطاع.

وتقول "تنسنت" في بيان أرسلته إلى وكالة فرانس برس "سواء أكنّا مستثمراً بسيطاً أو نحوز غالبية الأسهم في شركة ما، لا نفرض أي مراقبة على عملية الابتكار أو التدابير الإدارية أو الإجراءات اليومية لا على الشركة أو موظفيها أو في عملية تطوير لعبة ما، لأننا نؤمن بنموذج شراكة يتيح للشركات العمل بطريقة مستقلة والحفاظ على الثقافة الخاصة بها".

ومن بين الأمثلة على ذلك، إعلان "يوبيسوفت" بعد ضخ "تنسنت" مبلغاً لزيادة رأسمال الشركة، تطويرها "أساسينز كريد كودنايم جايد"، وهي أول نسخة محمولة من سلسلتها الناجحة.

وتشير لويز شورتهاوس إلى أنّ "+يوبيسوفت+ تحقق نجاحاً كبيراً في أوروبا والولايات المتحدة، البلدان اللذان تأمل +تنسنت+ في تعزيز وجودها فيهما"، مضيفةً انّ شركة "+تنسنت+ نفسها تتمتع بخبرة واسعة في مجال الألعاب الخاصة بالأجهزة المحمولة التي تشكل منصةً ترغب +يوبيسوفت+ في أن تتطوّر فيها بصورة أكبر".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف