أخبار

ناقش تحديات وآفاق التحولات الطاقية

"منتدى أصيلة": حرب أوكرانيا خلقت واقعاً جديداً بشأن تدبير الموارد الطاقية

صورة تذكارية للمشاركين في الندوة مع محمد بن عيسى أمين عام مؤسسة منتدى أصيلة
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من أصيلة: أظهرت مداخلات المشاركين في اخر ندوات "منتدى أصيلة الـ44" حول "التحولات الطاقية: التحديات والآفاق بالنسبة لأفريقيا والدول العربية وأوروبا"، التي نظمت أخيرا بتعاون مع "مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد" المغربي، أن حرب أوكرانيا خلقت واقعا جديدا على مستوى تدبير الموارد الطاقية، كما سرعت من فرص التحول إلى أنظمة طاقة أكثر استدامة.


جانب من ندوة حول آفاق التحولات الطاقية

وشددت أرضية الندوة على تسهيل نقل التكنولوجيا وبناء القدرات، واستكشاف آليات التمويل المبتكرة، بما في ذلك السندات الخضراء وصناديق المناخ، لجذب الاستثمار ودعم مشاريع الطاقة المستدامة في المناطق المستهدفة.

طاقة مستدامة
تناولت مداخلات المشاركين في هذه الندوة، التي سيرها أحمد أوحنيني، الخبير الاقتصادي بمركز سياسات الجنوب الجديد، تحديات وآفاق تحول الطاقة تعزيز التعاون وتبادل المعرفة والشراكات لتحقيق مستقبل مستدام، وذلك بعد أن أصبحت مكافحة تغير المناخ وإيجاد حلول للطاقة المستدامة على المستوى العالمي ضرورة حتمية.


أحمد أوحنيني

وحظيت أفريقيا بنصيب وافر من مداخلات المشاركين، الذين رأوا أن من شأن وفرة موارد الطاقة المتجددة في إفريقيا، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية والطاقة الحرارية الأرضية أن تتيح إمكانات كبيرة ليس فقط لتعزيز فرص الحصول على الطاقة، وإنما أيضا لتعزيز التنمية الاقتصادية والتعاون الإقليمي.
ورأوا أن التحول الطاقي في أفريقيا والدول العربية وأوروبا بقدر ما يواجه تحديات، يتيح فرصا كبيرة من حيث النمو والاستدامة والرخاء المشترك، حيث أن التعاون الاستراتيجي ونقل التكنولوجيا والتمويل المبتكر، قد يمكن هذه المناطق مجتمعة من تسريع انتقالها إلى مستقبل طاقة منخفض الكربون وقادر على الصمود، الشيء الذي سيساهم بشكل كبير في تحقيق الأهداف المناخية.

حرب أوكرانيا
قالت عفاف زرقيق، الخبيرة في الاقتصاد بمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، إن الحرب في أوكرانيا كانت لها تداعيات سلبية على مستوى سوق الغاز الطبيعي، خصوصا على مستوى بلدان أوروبا التي وجدت نفسها مجبرة على توفير احتياجاتها من الغاز الطبيعي، بعد وقف إمداداتها من الغاز الروسي، حيث أنها تستهلك 400 مليار متر مكعب سنويا، تستورد منها 90 بالمائة، تمثل فيها الواردات من روسيا نسبة 42 بالمائة.


عفاف زرقيق

وقالت زرقيق إن الوضعية الجديدة دفعت الأوربيين، فضلا عن توفير حاجياتها الملحة والآنية، من الغاز الطبيعي، إلى التفكير في انتقال طاقي سريع.
وأشارت زرقيق إلى عودة أوروبا على توقيع اتفاقيات طويلة الأمد، التي أوقفت العمل بها قبل أكثر من عشر سنوات بفعل انخفاض الأسعار وقتها وتراجع الطلب على الغاز الطبيعي. وأضافت أن دول الاتحاد الأوروبي عملت على إعداد منصة لطلب الغاز، وتوقيع اتفاقيات مع قوى عالمية أخرى، مصدرة للغاز الطبيعي، خصوصا الولايات المتحدة التي وقعت معها اتفاقية ب50 مليار متر مكعب سنويا ، وأذربيجان التي وعدت ب20 مليار متر مكعب.
وعن علاقة دول شمال إفريقيا بأوروبا، في ما يخص الغاز الطبيعي، ركزت زرقيق على الجزائر وليبيا ومصر. وقالت إن واقع الإنتاج والمشاكل الداخلية والإقليمية، لن توفر إمكانية لأن تكون هذه المنطقة حلا لما تحتاجه الضفة الشمالية من المتوسط من احتياجاتها الطاقية المرغوبة.
وخلصت إلى أن موضوع المستقبل سيكون الهيدروجين الأخضر.

انتقال طاقي
بدورها ، قالت صابرين عمران، المختصة في العلاقات الدولية بمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، إن القارة الأفريقية أن تتمتع بموارد أحفورية مهمة، لكن عليها أن تذهب نحو الانتقال الطاقي، نظرا للتأثيرات السلبية للموارد الأحفورية على البيئة والصحة، بشكل خاص.


صابرين عمران

ورأت عمران أن أفريقيا، إذا لم تسارع نحو التحول الطاقي، فستعاني من تداعيات على مستوى صحة الأفارقة، وقالت إن تقارير منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن عدد الوفيات بين الأفارقة سنويا سيرتفع، مستقبلا إذا لم يتم التعامل بجدية مع التغيرات المناخية، كما أن الفاتورة المالية ستكون كبيرة، بضياع ما بين 2 و4 مليار دولار سنويا إلى غاية 2030.
وتحدثت عمران عن اختيار مسؤولي الاتحاد الإفريقي التدرج على مستوى الانتقال الطاقي، وذلك من مرحلة إلى أخرى، مع التركيز على الغاز الطبيعي لمرافقة الانتقال الطاقي. وتوقفت عند مثالي مصر والمغرب، وجهودهما في مجال الطاقات المتجددة.
وشددت عمران على أن إفريقيا تعيش تحديات عديدة، وتحتاج حلولا إفريقية، تكون ملائمة لسياقها ولأوضاعها،
مشيرة إلى أنها تبقى الأكثر تضررا من التغيرات المناخية، ومع ذلك لا تستقبل إلا 3 بالمائة من مجموع الاستثمارات المخصصة للانتقال الطاقي، لذلك دعت إلى التعاون البيني داخل القارة الإفريقية، خصوصا بين الجيران، على مستوى الموارد وتقاسم المعارف التقنية والتمويل، لتحقيق التكامل، مع بذل جهد أكثر، وفي الوقت المناسب، قبل فوات الأوان.

هيدروجين أخضر
من جهتها، قالت منية بوستة، كاتبة دولة ( وزيرة دولة) سابقة، والزميلة الأولى بمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، إن تيمة الطاقة مركبة، وتتضمن بارديغمات جيوسياسية وغيرها، قبل أن تتحدث عن سبل استفادة إفريقيا من الهيدروجين الأخضر وتسريع الانتقال الطاقي، مشيرة الى ان الموضوع "يضعنا في صلب الإشكاليات التي نعيشها وسنعيشها لاحقا". ورأت أن موضوع الهيدروجين الأخضر" مهم، خصوصا وأننا نعيش تحولات ترتبط بما هو ديمغرافي على مستوى القارة، فضلا عن التحولات الرقمية وغيرها، والتي تنقلنا نحو المستقبل".
ورأت بوستة أن الهيدروجين الأخضر مورد طاقي بديل، ومن هنا كثرة الأسئلة التي تطرح حوله، ولذلك رأت أن الأمر يتعلق بعنصر استراتيجي تتدخل في صلبه معطيات جيوسياسية.
وتساءلت "لماذا ارتفع الاهتمام بالهيدروجين الأخضر في السنوات الأخيرة؟"، لتجيب بان الحرب في أوكرانيا رفعت من مستوى الاهتمام الأوروبي لتنويع موارد الطاقة، ومنها الهيدروجين الأخضر، ولذلك وضعت هدف أن يأتي جزء من حاجياتها الطاقية من هذه المادة، وذلك في حدود 13 بالمائة في أفق 2050. ورأت أن الأمور ستتحكم فيها التنافسية والكلفة المنخفضة. كما تساءلت عن حظ إفريقيا من هذه السوق، خصوصا وأن بها موارد ريحية وشمسية مهمة، قبل أن تشدد على ضرورة الاستثمار في الابتكار والتكنولوجيا، في قطاع قالت إنه يتطلب معرفة وامتلاكا للتكنولوجيا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف