كتَّاب إيلاف

إدانة حماس للإرهاب في باريس موقف ذي دلالة مهمة

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك


صدرت ألاف الإدانات للهجوم الإرهابي المجرم في مدينة باريس يوم الأربعاء، السابع من يناير 2015 ، ضد العاملين في مجلة "شارلي إيبدو" وأسفر وما تبعه من أعمال إرهابية عن مقتل 19 شخصا. وكل ألاف الإدانات هذه وما تبعها من مسيرة دولية يوم الأحد، الحادي عشر من يناير، شارك فيها قرابة خمسين رئيس دولة، مهمة ولها تقدير عال لدى كل من يرفض هذا الإرهاب الإجرامي الذي أصبح شبه يومي في العديد من العواصم والمدن في مختلف القارات. ومن بين ألاف الإدانات هذه تأتي إدانة لها موقف ذي دلالة مهمة هي:

إدانة حركة حماس لذلك الإرهاب المجرم،
فقد اصدرت حركة حماس من قطاع غزة بيانا باللغة الفرنسية، تدين هذا العمل الإرهابي ضد مواطنين أبرياء ورد فيه: "تؤكد الحركة على موقفها المحدد من الأحداث الأخيرة في باريس والمنسجم مع بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والذي استنكر وأدان ما حدث من اعتداء على صحيفة شارلي إبدو وأن أي خلاف في الرأي والفكر ليس مبرراً لقتل الأبرياء". ما هي دلالات هذه الإدانة من حركة حماس؟. دلالات عديدة منها أنّ الحركة تؤكد ما أقدمت عليه محكمة العدل الأوربية في السابع عشر من ديسمبر 2014 من قرار منطقي وجريء يقضي برفع اسم الحركة من القائمة الأوربية للمنظمات الإرهابية التي وضعت عام 2003 ، وكان قرار رفع اسم الحركة هذا حسب رأي متخصصين قانونيين لأنّ وضع اسم الحركة على قائمة الإرهاب الأوربية آنذاك لم يستند للمعايير القانونية المرعية في الاتحادة الأوربي، مما يعني أن الاتحاد الأوربي يصحح خطأ كان قد اتخذه وأضرّ عالميا بسمعة وسلوك حركة المقاومة الإسلامية حماس التي لم يسجّل لها أن قامت بأية عمليات عسكرية خارج فلسطين المحتلة،ولا يطلق على عملياتها المسلحة داخل فلسطين المحتلة ضد جيش الاحتلال إرهابا سوى الاحتلال الإسرائيلي، الذي يعتبر أيضا مواجهتها لإرهابه واجتياحه لقطاع غزة إرهابا أيضا بينما قتله في اجتياحه الأخير للقطاع قرابة 3000 فلسطيني ليس إرهابا، وقتل جنوده للبرلماني الفلسطيني "زياد أبو عين" المسالم الذي لا يحمل& أي سلاح ليس إرهابا في عرف الاحتلال فيقوم بعدم إدانة الجندي الإسرائيلي الذي قتله خنقا ونطحا بطاقيته الحديدية العسكرية.

وما العيب في انسجام البيان مع موقف الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين؟
لاحظ بعض المراقبين أنّ بيان حركة حماس الذي يدين بوضوح العملية الإرهابية في باريس ورد فيه قول الحركة (موقفها....المنسجم مع بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين )، والكل يعرف أنّ المقر الرئيسي لهذا الإتحاد في الدوحة العاصمة القطرية ويرأسه الشيخ يوسف القرضاوي. أنا أرى حتى لو صدر بيان حركة حماس بالتنسيق مع الاتحاد وحكومة قطر فهذا لا خطأ ولا عيب فيه طالما نحن نجمع الدعم المضاد لهذا الإرهاب الإجرامي في أي دولة يحصل. وأهمية بيان حركة حماس أنّه بيان يصدر عن حركة إسلامية لها علاقة قريبة أوعلاقة تأييد ودعم من حركة الإخوان المسلمين وبهذا يتم نزع غالبية الغطاء الإسلامي الذي يتستر به أولئك الإرهابيون الذي لم يسلم المسلمون أنفسهم من إرهابهم.

ونفس الموقف مطلوب من كافة الحركات والأحزاب الإسلامية،
كي تدين ليس حادث باريس الإرهابي فقط بل مثل هذا الإرهاب بشكل عام متى وأين يحصل، لأنّ هذه الإدانات الشاملة من شأنها أن تعري هؤلاء الإرهابيين وترفع الغطاء الإسلامي الذي يدعونه والأخلاقي الذي يفتقدونه أساسا.

وبيانات الإدانة وحدها لا تكفي ولا تردع،
إذ لا بد من التركيز على مرتكزات هذا الإرهاب الذي لم ينزل علينا من مجرّات فضائية بل من أوساطنا الداخلية متمثلة في:
فضائيات بث الكراهية والعنف
برامج التربية والتعليم التي تحتوي على مواد تحث على كراهية الآخر
شيوخ الفتاوي الذين يجاهرون بالحض على هذا الإرهاب بأوجه مختلفة
ومن المهم للعالم أجمع أن يلاحظ أنّ الفقر والظلم والجوع والأنظمة المستبدة التي تصادر كافة حريات الإنسان، والاحتلال الإسرائيلي الذي يرفض الاستجابة للحد الأدنى من حقوق الشعب الفلسطيني، كلها عوامل وأسباب تدفع نسبة من الشباب للإنخراط في هذا الإرهاب حتى لو ماتوا أنفسهم من خلال عملياته، لأنّه عندهم لا فرق بين حياتهم هذه أو الموت ، بل ربما يكون الموت أفضل لهم من حياة الفقر والبؤس والاستبداد هذه. إنّ محاربة الإرهاب بكافة أشكاله وأيا كانت هوية وديانة وجنسية مرتكبية مهم جماعية ليست سهلة ومن الضروري الاستمرار فيها.
www.drabumatar.com
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
من ادرى بالأرهاب من حماس
مصرية -

طيب فلتجعل حماس اولا تكف آذاها وأرهابها عن مصر والمصريين حتى نستطيع ان نصدق أدانة عصابة من المجرمين مثلهم للأرهاب !!!!!! من لا يهتم لأرواح مواطنيه العزل ويضعهم فى وجه المدفع يصبح من السخف والبلاهة ان نصدق انه يهتم لأرواح من هم رسميا فى نظره كفرة !!!!!!!!! ومن ثبت بالأدلة والبراهين اشتراك عناصرهم فى الأغتيالات التى تشهدها سيناء بصفة مستمرة عليه ان يلتزم الصمت وقت الحديث عن الأرهاب لأن دماء الشهداء مازالت ساخنة على أياديهم !!!!!!!!! اما الأدانات فهى لطيفة ولا تكلف شىء .. أدانات وشجب وتنديد وتوته توته خلصت الحدوته !!!!!!!!!!! من الاخر ... حماس والأرهاب وجهان لعملة واحدة .

ماشاء الله
OMAR OMAR -

ماشاء الله الكاتب يدين الارهاب القاعدي في فرنسا ويشجعه في سوريا حتى العظم والسبب $$$$$$$$$$$$$$$

مسكين مع الأقباط
ح يخلوه يكفر بدينه -

لو بقيت يسوع أو بقيت بابا الكنيسة القبطية الأقباط موش ح يحبوك لأنك فلسطيني. دول كراهيتهم عنصرية ودينية ، عنصرية ودينية ، عنصرية ودينية ، فهمت يا أستاذ أحمد؟

إدانة حماس
Murad -

اتفق مع السيد أحمد كاتب المقال ، على الجميع أن يدين الأرهاب ، لكن يجب أن تكون الادانه حقيقيه وصادره عن مبدأ . بما نعرفه وعرفناه عن حماس أنها لم تكن في أي يوم من الأيام صادقه لا مع الأخرين ولا مع نفسها ، وعودتنا دائما أن لا نسمع منها سوى النفاق وعدم قول الحقيقه . ركبت موجه الادانه العامه من معظم وغالبيه دول العالم وشعوبها واصدرت بيانها الذي كان سببه المباشر هو الموقف الاوروبي الأخير منها ، هل هي صادقه في ادانتها ؟؟؟؟!!!!

داعش = حماس
Raggawy -

لا فرق بين الاثنين لكل أساليبه الخاصة ، داعش تقتل وتنحر على الهواء مباشرة وعلناً ، اما حماس فجرائمها ابشع من داعش ، حماس قتلت واغتصبت و ظلمت و هجرت و هدمت ، الاجرام هو اجرام اذا كان واحد او مئة . لا فرق بين حماس و شقيقتها داعش.

يجب القضاء على هذا الفكر
george -

في الحقيقة أني أرى بأنه يجب أن يكون هناك أجماع عام واتفاق تام بين جميع رجال الدين الاسلامي بالذات وبجميع مذاهبهم و طوائفهم وأحزابهم للوقوف جنباً الى جنب بأصدار بيان واضح وصريح للتنديد لكل عمل أرهابي يقوم به أي أنسان بأسم أي دين أو مذهب مهما كان ! وأعتقد بان هذا واجبهم المقدس أتجاه الانسانية جمعاء ! .... فكيف سيتم القضاء على هذا الفكر الهمجي المتعصب وأغلب رجال الدين الاسلامي صامتون عنه ! ...فهؤلاء الجناة هم في الاساس ضحايا فكر لا يمكن أن يمثل الانسانية بشيء ؟... وما دامت المشكلة بدأت من الاسلام يجب أن تنتهي على يد المسلمين المعتدلين الاتقياء الانقياء ؟....... فمن ينظر الى تاريخ المسيحية سوف يجد بأنها أكثر ديانة عبر التاريخ تعرضت للأساءة والشتم والتحقير ،والاضطهاد ، وسوف يجد بأن المسيحيين هم أكثر من تعرض للأضطهاد والقتل والتهجير ، ولكنك سوف تستغرب ، عندما تجد بأن جميع أتباعها ، لم يستعملوا أسلوب الانتقام والقتل والتفجير أو تبني فكر تحريضي مريض ، لأن السيد المسيح حث المسيحيين دائماً على المحبة والسلام ، وعرفهم بأن الله محبة..فما أجمل السلام ، وما أعذب المحبة.. ........وشكراً

عينة من محبة المسيحيين
والتوصية الرحيمة بهم -

صموئيل الأول إصحاح 15 3 فَالآنَ، اذْهَبْ وَحارِبْ عَمالِيقَ. اقْضِ عَلَيهِمْ قَضاءً تامّاً، هُمْ وَكُلِّ ما لَهُمْ. لا تُشْفِقْ عَلَيهِم. اقْتُلْ جَمِيعَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالأطفالِ وَالرُّضَّعِ، وَاقتُلْ ثِيرانَهُمْ وَغَنَمَهُمْ وَجِمالَهُمْ وَحَمِيرَهُمْ نقرأ من سفر حزقيال إصحاح 9 : 5 ثُمَّ سَمِعْتُهُ يَتَكَلَّمُ إلَى الآخَرِينَ وَيَقولُ: «جُولُوا فِي المَدِينَةِ وَراءَ اللّابِسِ الكِتّانِ، وَاضرِبُوا الَّذِينَ لَمْ تُوضَعْ عَلامَةٌ عَلَى جِباهِهِمْ. لا تَرحَمُوا وَلا تَتَرَأَّفُوا. 6 اقْتُلُوا الشُّيُوخَ وَالشَّبابَ وَالبَناتِ وَالأطفالَ وَالنِّساءَ، وَلَكِنْ لا تَلمِسُوا كُلَّ مَنْ يَحمِلُ العَلامَةَ عَلَى جَبهَتِهِ. وَابدَأُوا هُنا، مِنْ هَيكَلِي.» فَبَدَأُوا بِالشُّيُوخِ الَّذِينَ كانُوا أمامَ الهَيكَلِ. 7 ثُمَّ قالَ اللهُ لَهُمْ: «نَجِّسُوا هَيكَلِي بِأنْ تَملأوا السّاحاتِ بِالجُثَثِ. اخرُجُوا!» فَخَرَجُوا إلَى المَدِينَةِ وَقَتَلُوا النّاسَ الَّذِينَ فِي المَدِينَةِ. - قرأ من سفر التثنية إصحاح 20 : 10 وَحِينَ تَتَقَدَّمُونَ لِمُحَارَبَةِ مَدِينَةٍ فَادْعُوهَا لِلصُّلْحِ أَوَّلاً. 11 فَإِنْ أَجَابَتْكُمْ إِلَى الصُّلْحِ وَاسْتَسْلَمَتْ لَكُمْ، فَكُلُّ الشَّعْبِ السَّاكِنِ فِيهَا يُصْبِحُ عَبِيداً لَكُمْ. 12 وَإِنْ أَبَتِ الصُّلْحَ وَحَارَبَتْكُمْ فَحَاصِرُوهَا 13 فَإِذَا أَسْقَطَهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ فِي أَيْدِيكُمْ، فَاقْتُلُوا جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 14 وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ، وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ أَسْلاَبٍ، فَاغْنَمُوهَا لأَنْفُسِكُمْ، وَتَمَتَّعُوا بِغَنَائِمِ أَعْدَائِكُمُ الَّتِي وَهَبَهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ. 15 هَكَذَا تَفْعَلُونَ بِكُلِّ الْمُدُنِ النَّائِيَةِ عَنْكُمُ الَّتِي لَيْسَتْ مِنْ مُدُنِ الأُمَمِ الْقَاطِنَةِ هُنَا. 16 أَمَّا مُدُنُ الشُّعُوبِ الَّتِي يَهَبُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ مِيرَاثاً فَلاَ تَسْتَبْقُوا فِيهَا نَسَمَةً حَيَّةً، 17 بَلْ دَمِّرُوهَا عَنْ بِكْرَةِ أَبِيهَا ، كَمُدُنِ الْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ كَمَا أَمَرَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ، 18 لِكَيِ لاَ يُعَلِّمُوكُمْ رَجَاسَا

الى رقم 7
george -

أنت تقرأ من التوراة يا عزيزي وليس من الانجيل ؟ .....أحببت أن أوضح فقط دون تعليق

العنف واللاعنف \ج1
george -

قال السيد المسيح من لطمك على خدك، حوِّل له الآخر....لقد علم المسيح في الموعظة على الجبل، قائلاً: "٣٨ «سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. 39 وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضاً. 40 وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضاً. 41 وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً وَاحِداً فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ." متى ٥. وكثيرًا ما نسمع محاربي المسيحية يستهزئون بهذه التعاليم، ويدَّعون أنها سخيفة ولا يمكن أن تنجح أو تنفع في عالمنا هذا. وهنا سنحاول أن نتحدى أفكارهم التي تؤيد الرد بالمثل: عن العنف بعنف؛ عن القتل بالقتل؛ عن الشتيمة بالشتيمة، ونبحث: هل الرد على الشر بالمثل، أنجح؟ أم تطبيق تعاليم المسيح هي أنجح؟ قبل كل شيء سأحاول تحليل النص أعلاه؛ وأورد بعض الملاحظات المهمة عنه بخصوص قضية اللاعنف. ١- إن المسيح أورد ردة الفعل الطبيعية البشرية ضد الشر، وهي التصرف بالمثل: “عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ"؛ لكن في نفس الوقت لم يدعو المسيح المؤمنين بأن يأخذوا موقف الهروب، أو السكوت، أو عدم الرد على الفعل. بل دعاهم أن يفعلوا شيء ثالث غير مُتوقع: وهو كشف الإنسان أمام شره، وخلق فرصة للحوار معه والشهادة له، لرده عن خطأه. ٢- لقد حوَّل المسيح نفس الإنسان المؤمن من الاعتقاد بأنه ضحية ويحتاج إلى الرحمة؛ إلى جعله يعتبر أن فاعل الشر معه هو الضحية التي تستحق الرحمة والصلاة لأجله والشفقة عليه (متى ٥: ٤٤). والهدف هو أن يتوب الخاطي ويخلُص ويتحرر من سلطان الظلمة وتَسَلُّط إبليس عليه. ٣- إن تطبيق تلك المبادئ هي دعوة للإنسان للاعتماد على التدخل الإلهي التام، وليس لأخذ الإنسان حقة بيده، كما يعلم الكتاب أيضًا ويقول: “ 19 لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ بَلْ أَعْطُوا مَكَاناً لِلْغَضَبِ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ. 20 فَإِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ. وَإِنْ عَطِشَ فَاسْقِهِ. لأَنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ هَذَا تَجْمَعْ جَمْرَ نَارٍ عَلَى رَأْسِهِ». 21 لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ." رومية ٨. طبعًا هذا صعب جدًا على الإنسان، ويتطلب الكثير من الإيمان؛ لكن إن طبقناه، نطلق يد

العنف واللاعنف \ج2
george -

التي عبر عنها في كتاب كتبه بنفسه بعنوان: “غاندي على المسيحية". Mahatma Gandhi, Gandhi on Christianity, Edited by Robert Ellsberg, copyright 1991, Orbis Books. المسيح لا يمثل إنسانًا فحسب، بل المثال للاعنف (ص ٤٦)؛ وآمن بالعظة على الجبل، خاصة في فكرة اللاعنف (ص ٣٢)؛ وبخصوص تلك العظة، اعتبر غاندي نفسه مسيحيًا، أي مطبقًا للعظة (ص ٩٦)؛ وأطلق أشد العبارات عن الذين لا يؤيدون اللاعنف، مثل: جميع التفاسير للكتاب المقدس الذي لا تتماشى مع اللاعنف هي مرفوضة (ص ٩٤)؛ جميع الذي يتناقد مع اللاعنف يجب أن يُرفض (ص ٦٦)؛ الخط الذي يحكم على مصداقية المذاهب والديانات هو تأييدها أو رفضها للعنف (ص ٨٣)؛ لقد ميز غاندي بين العبادة المسيحية، والجانب التوجيهي للمسيح، والذي أخذه غاندي لنفسه وركز على التمثل في شخص المسيح وليس ممارسة العبادة المسيحية بحد ذاتها (ص ٩٢)؛ قال غاندي أيضًا: "كل شخص فينا هو ابن الله وقادر أن يفعل ما فعله يسوع، إذا سعينا للتعبير عن الله الذي فينا.” (ص ٩٩)؛ وقال: " إن يسوع كفر عن الخطايا للذين قبلوا تعاليمه عن طريق رؤيته كمثال لم يخطئ أمامهم. لكن مثاله لم ينفع بشيء للذين لا يرغبون على تغيير حياتهم.”(ص ٢٤)؛ ) . نجد غاندي يطبق الموعظة على الجبل للمسيح (متى ٥-٧) (بحسب مفهومه الخاص) في تأسيس حركة مقاومة ضد الاحتلال البريطاني. فبالرغم من مفهوم غاندي الجزئي والمشوه عن تعاليم المسيح، كانت ثورته الأكثر نجاحًا وتأثيرًا وتميُّزًا في التاريخ كله، قديمًا كان أو معاصرًا. لقد ساهمت الثورة السلمية بزرع بذار اللاعنف الجليلة في الهند، حصدت الهند ثمارهًا إلى اليوم، وأصبحت الهند اليوم من أسرع الدول تطورًا وأبرزها تكنلوجيًا وصناعيًا. وأصبحت تصنع جميع الأجهزة الثقيلة من: طيارات، سيارات، شاحنات ، باصات..إلخ، وجميع أنواع الأجهزة الألكترونية، والطبية من أبسطها إلى أثقلها (مثل أجهزة أكس ريي؛ وسي تي سكان، لكل الجسم). أيضًا لقد أثر غاندي على الكثير من الشخصيات حول العالم، منها شخصيات فلسطينية مثل د. مبارك عوض، الذي أسس المركز الفلسطيني لدراسات اللاعنف. أما من جهة فلسطين، سأورد أيضًا صورة باهتة عن قوة اللاعنف وتميزه عن العنف. لنتذكر الانتفاضة الأولى، أنها كانت سلمية نسبيًا، انتفاضة حجارة مقابل أسلحة قاتلة، وأحيانًا دبابات إسرائيلية. بينما الانتفاضة الثانية كانت أكثر دموية ، استخدم الفلسطينيون في

العنف واللاعنف \ج3
george -

الانتفاضة الأولى إسرائيل عن التخلي عن الشعار الذي رفعته منذ عام ٦٧ ولغاية أوائل التسعينات؛ شعار “أرض إسرائيل الكاملة"، وأجبرتهم للجلوس على طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين. أيضًا أدت إلى تاسيس السلطة الفلسطينية، رفع العلم الفلسطيني، تأسيس كيان فلسطيني...إلخ. بالرغم من أن الفلسطينيون يعتبرون هذا قليل جدًا من حقوقهم، إلى أن جميع هذه الانجازات المتواضعة، نالها الفلسطنيون بفضل انتفاضة الحجارة وليست انتفاضة المنتحرين. لكن من جهة المثالين السياسيين السابقين، مهم جدًا أن أوَضِّح الآتي: ١- لم أقصد في هذا المقال أن أقدم أي توجه سياسي معين، لكن الهدف من المثالين هو توضيح قوة اللاعنف الساحقة، وتميزه عن العنف. ٢- لست أدَّعي في هذا المقال، أنِّي أؤيِّد المقاومة السلمية للاحتلال، مثل ثورة غاندي أو الانتفاضة الأولى، لكن الهدف هو تحدي أفكار الذين يستخفون بتعاليم المسيح بخصوص اللاعنف، ويؤمنون بأن الذي يُؤخذ بالقوة، لا يسترد إلا بالقوة. نعم سيسترد بالقوة ربما، لكن في المستقبل سيسقط الذي استرده بالقوة، بالقوة أيضًا،".. لأن كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون.”(متى ٢٦: ٥٢)؛ وهكذا رأينا مصير كل ثورة أقيمت بالقوة، مثل العراق، مصر، ليبيا وغيرها. ٣- لست أدَّعي في هذا المقال، أن ثورة غاندي أو الانتفاضة الأولى تتوافقان مع تعاليم المسيح، انما هي صور واقعية باهتة عن اللاعنف. في النهاية أقول للذين يستخفون بتعاليم المسيح في قضية اللاعنف: فإن كان التطبيق الباهت الجزئي لتعاليم المسيح في تجربة غاندي والانتفاضة الأولى، أعطى ثمرًا وتأثيرًا ساحقًا كهذا، فكم بالحري يكون الحال إذا طُبقت تعاليم المسيح بخذافيرها وبإيمان في هذا العالم؟ سأترك الإجابة للقارئ

الى رقم 7وبعد التحية
george -

أنت تستشهد بنصوص من التوراة يا بني وليس من الانجيل ؟ فهل أنت مع أحترامي لك جاهل أم أمي !