كتَّاب إيلاف

لماذا كل هذا الخوف من ترامب؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

جاء ترامب وانصرفت كلنتون، هل هناك فرق؟ لقد حدثت معظم مآسي العرب قبل ترامب، وكان آخر أفعال هيلاري جلب داعش إلى المنطقة، وكان إنجاز الديمقراطيين الصلح مع إيران والتخلي عن العرب، وهيلاري كانت زعيمة تغيير أنظمة الحكم بالقوة وقبلها بوش الأب والابن اللذان أجهزا على العراق وسلماه لإيران، وكانوا جميعا يدعون إلى السلام والتعايش مع الآخر، بينما عمليا، دمروا الآخر مع الحفاظ على ابتسامتهم الشيطانية، ولكن ترامب صرح بوضوح بنواياه، ولم يترك العالم يبحث فيما وراء الكواليس وهذا أمر ينير الطريق على الأقل لمعرفة ماذا يجب أن يفعل الآخرون. 

لقد خلفت هيلاري وراءها الفوضى في العراق وسوريا، ثم وضع الكونغرس قانون الجاستا وقد استخدم أوباما الفيتو الرئاسي لإبطاله وباء بالفشل، وعلى أية حال لم يكن استخدامه للفيتو سوى ذر للرماد في العيون، فإدارته لا ترغب بالقضاء على التطرف الإسلامي لأن دوره لم ينته بعد. وكل المخاوف الماثلة الآن ليس لترامب دور فيها، ولو افترضنا أنه سيحاول تجميد قانون الجاستا، فلن يستطيع لأن الرئيس في البلاد الغربية لا يملك صلاحيات مطلقة كما في بلادنا، وهو مساءل من قبل البرلمانات، ونحن نذكر أن الغزو الأمريكي على العراق كان قد حصل على موافقة مجلس العموم البريطاني والكونغرس الأمريكي. 

إن هناك جماعة في الكونغرس من أشد الناس ضراوة ولا يعرفون الرحمة اسمهم المحافظون الجدد، وفيهم يهود وهم متدينون جدا، ويحافظون على إسرائيل بكل عزمهم، والمسيحيون كذلك لأنهم يعتبرون اليهودية العهد القديم للمسيحية، ويناصبون المسلمين العداء، لا بل يعتبرونهم مجرد أدوات يسيرونهم كما يشاءون، فتارة يخلقون إسلاما متشددا ويحشدون العالم ضده، وتارة يدعون إلى التعايش السلمي والحوار البناء، والعرب يستجيبون بسرعة، ليس لاقتناعهم بل لضعفهم وتفرقهم وانقيادهم لأمريكا، ألم يحارب العراق ايران لمدة 8 سنوات ثم ناصبه العرب العداء حين غضبت منه الولايات المتحدة؟ 

مهما حاول العرب خطب ود الولايات المتحدة أو روسيا، فلن يستطيعوا اتقاء شرورهما، لأنهم مكروهون من قبل العالم جميعه، سواء يمين متطرف أو يسار راديكالي، لا يهم، ولن يتقوا الخطر المحدق بهم حتى يدفعوا كل ما لديهم ويصلوا مرحلة الإفلاس، وعندها سيتركهم العالم يأكلون بعضهم. فهل نتوقع الأسوأ؟ 

الجميع يعرفون أن الكونغرس الأمريكي بدأ مشروعه الجديد المتعلق بالشرق الأوسط الذي شاركت كلنتون في تنفيذ جزء منه، ولا يمكن لترامب وقفه لأنه ليس لديه صلاحيات تجيز له إبطال قرارات الكونغرس، فإذا استمر تنفيذ المشروع، فذلك لأنه قرار اتخذه الكونغرس، ولن يتراجع عنه إلا إذا اقتنع بضرورة التراجع، فهو مصمم على إعادة رسم الخريطة المنطقة، وهو لا يتجاوب إلا مع الدول التي يخشاها، كروسيا وإيران والصين وغيرها، فإذا دخلت قوة كبرى وتصدت لهذا المشروع، فقد يتراجعون بعد نقاش وجدال ومن ثم اتخاذ القرار. أي أن جميع القرارات مؤسسية وليست فردية، حيث يتدارس المجلس المستجدات ويتخذ القرار المناسب. 

إن الانفجار التعليمي الذي شهده العالم العربي أنتج أجيالا مدركة لجميع المخاطر، وفهموا كيف تعمل الدول الكبرى، ولكنهم أسرى عقلية متحجرة، لا ترتاد الصعاب، ولا تبحث عن مواجهة التحديات، ولا تمنح الفرص لذوي الكفاءات، وأرصدتها مستثمرة في مشاريع خارجية، وإذا غضبت عليهم تلك الدول، تقوم بتجميد أرصدتهم، وهم يعرفون عوامل التخلف والضعف، ولكنهم لا يعملون بصدق لاستئصالها، ولا يسعون بصدق لتوحيد صفهم وكلمتهم، لأن كلا منهم يغرف من بئر مختلفة، فهناك المتدين الذي يريد إقامة الخلافة وكأن الخلافة ستجعل العقول تبدع وترفع من مستوى التنمية مثل كوريا الجنوبية على سبيل المثال، وهناك من يريد الاشتراكية وهناك من يريد العلمانية، وهذا يذكرنا بالقرن السادس عشر حين كانت أوروبا تخوض ولادة فكرية عسيرة، أسفرت عن ترسيخ مبدأ العقد الاجتماعي بين الحاكم والشعب، وهو الذي ينتخبه وهو الذي يعزله، أما الكنيسة فلا دخل لها بالحياة السياسية أو المدنية وليس هناك وسيط بين العبد وربه. 

خاضت أوروبا تلك المعركة وكسبتها وقامت بتعديل جميع قوانينها على كافة المستويات، وأصبح الفرد قادرا على انتزاع حقوقه من أي جهة تسلبها منه، وأصبحت السلطة بيد ممثلي الشعب، يراقبونها ويحاسبونها وإذا تبين تقصيرها فإنهم يعزلونها. إذن يجب ألا نتوقع قيام ترامب بأي خطوة لتنفيذ أو تجميد أي قرار لأنه محاسب أمام الكونغرس على كل خطوة يخطوها. 
 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
كلام أكثر من بائس
فول على طول -

تقول الكاتبة : والمسيحيون كذلك لأنهم يعتبرون اليهودية العهد القديم للمسيحية، ويناصبون المسلمين العداء، لا بل يعتبرونهم مجرد أدوات يسيرونهم كما يشاءون، - فتارة يخلقون إسلاما متشددا ويحشدون العالم ضده، وتارة يدعون إلى التعايش السلمي والحوار البناء، والعرب يستجيبون بسرعة، ..انتهى الاقتباس . يبدو أن الكاتبة لا تدرى أن اليهود لا يعترفون بأى ديانة غيرهم ..وبالتأكيد لا يعترفون بالمسيحية ومازالوا ينتظرون المسيح ..نعم المسيحيون يؤمنون أن كتاب العهد الجديد هو تكملة العهد القديم ويؤمنون أنهما كتاب واحد وهذة ناحية ايمانية بحتة ولا علاقة لها بالشعوب ..ونؤمن بأن اليهود هم الذين صلبوا المسيح ..وعلاقة المسيحيين كشعب باليهود مثل علاقتهم بأى شعب ولا علاقة لها بالدين ...واضح ؟ نعم يوجد علاقة وطيدة بين امريكا واسرائيل وهى علاقة مصالح سياسية وليس لها علاقة بالدين ...نعم يوجد لوبى يهودى قوى بأمريكا ويستغل أمريكا لمصالحة وهذا معروف للجميع ..أمريكا لم تخدم المسيحيين فى أى مكان وخاصة فى الشرق الأوسط - مصر والعراق وسوريا ..وغيرهم دليل على ذلك - فكيف تخدم اليهود على أساس دينى ؟ بل كانت امريكا سبب معاناة المسيحيين فى العراق ومصر وغيرهما . أما الاسلام المتشدد والمتطرف والارهابى والمعتدل - وكل أنواع الاسلام - فهى مسئوليتكم وتعاليمكم المقدسة وفتاويكم ...اقرأوا مناهجكم وكتبكم واسمعوا مشايخكم ..ومدى حقدكم وكراهيتكم للعالم كلة ...أنتم تكرهون العالم كلة وتحرضون على قتل كل البشرية ..انتم تكرهون حتى أنفسكم ولا أقول المختلف معكم فى المذهب فى الدين الواحد ...فلا داعى للاسقاط . أما حرب العراق وايران فهى مسئوليتكم وخلافاتكم المذهبية هى السبب ..واسألوا حكام الخليج الذين جروا صدام حسين لهذة الحرب ومن دفع التكاليف ؟ ربما الكاتبة لم تسمع عن الارهابيين المسلمين الذين يريدون تدمير الدول التى فتحت لهم أبواب الهجرة وما ارتكبوة من جرائم ومذابح وارهاب ...يا سيدتى كفاكم اسقاط ...كفاكم تضليل لمدة 14 قرنا ...انتم صدقتم ققول : ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى واعتبرتموة قولا مقدسا مع أنة هو الكذب بعينة ..اليهود من الأساس لا يقبلون التهود من أى شخص خارج عن الأصل اليهودى ..والمسيحيون لا يعنيهم أن تتبعوهم فى شئ أو تتبعوا حتى الأصنام ...أفيقوا يرحمكم اللة وارفعوا الغشاوة عن عيونكم حتى تروا الحقيقة . .

اتفق مع السيد فول ولكن
واحد -

اختلف معك حين ذكرت الاية ولم تكمل (حتى تتبع ملتهم) اي تعتنق دينهم فما الخطأ في هذا ؟؟ اليست هذه مشكلة كل عقيدتين مختلفتين؟؟ الامور التي تتجاهلها عمداً الكاتبة ومذهبها واضحة لكل من يقرأ ويسمع ويرى والادلة على توحش هذه المبادئ موثقة في كل كتبهم بل ولحد الساعة يتفاخرون بخالد وعمرو وغيرهم من السفاحين ودواعش التاريخ ولكنهم يعشقون تقليد النعامة او القرود الثلاث واياديها التي لاترى ولاتسمع ولا تنطق. اصعب الجهاد هو جهاد النفس مع الحقيقة لذا تراهم مرتجفين دائماُ ولا يتوقفون عن مرض المؤامرات الخيالية في عقولهم ودائماً يبحثون عن شماعة يعلقون فشلهم التاريخي عليها ولو لرجل واحد وان لم يجدوا اخترعوا شخصية كابن سبأ او ابن العلقمي واليوم اوباما وايران او ترمب.....

أسئلة للكاتبة
فول على طول -

قبل الأسئلة شكرا للسيد واحد - تعليق 2 - ونسأل الكاتبة : : ألا تعتبرون أنتم أن الاسلام جاء مكملا للأديان ؟ وأن الاسلام امتداد للرسالات التى قبلة ؟ وأن محمد خاتم الأنبياء ؟ اذن لما تنكرين على المسيحيين اعتبارهم بأن المسيحية امتداد لليهودية أو مكملة لها ؟ لماذا حلال عليكم وحرام على غيركم ؟ عموما فان المسيحية تدعو لمحبة الجميع والأعداء قبل الأصدقاء حيث قال الانجيل : أحبوا أعداءكم وباركوا من يلعنكم وان أحببتم الذين يحبونكم فأى فضل لكم ...؟ ونحن نفتخر بذلك وليس لدينا مشكلة أن نحب اليهود أو غيرهم ..بل مأمورون بمحبة الجميع ..ونسأل الكاتبة : لماذا أنتم تكرهون كل البشر ؟ وخاصة اليهود والنصارى ؟ أليس الاسلام امتداد لما قبلة من الأديان كما صدعتونا بذلك ؟ لماذا لم يوصيكم بالمحبة لمن سبقكم حتى ولا أقول للأعداء أو لكل البشر ؟ وبالفعل ان أحببتم الذين يحبونكم فأى فضل لكم ... انها تعاليم سامية لا يضاهيها شئ فى الرقى والسمو .

إطلعي على خطاب اوباما
بعيداً عن هذيان الكنسيين -

بعيداً عن الهذيان الانعزالي أقول للاخت الكاتبة ان الأمة الاسلامية فيها خير كثير ولكنها محكومة ومقموعة من النظم الطاغوتية المستبذة الوظيفية التي تخدم الغرب وانه متى تحررت هذه الشعوب واستطاعت ان تنتزع حقوقها وتنتخب حكامها لتغيرت الأحوال أرجو الاطلاع على خطاب الرئيس المنصرف عبد اليهود اوباما لمعرفة دور النظم الوظيفية في كل ما حصل في المنطقة منذ سبعين سنة