كتَّاب إيلاف

لماذا نجح ترامب؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الشعب الأمريكي نفسه، لم يتوقع فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية التي توقفت بمحطتها الأخيرة منذ أيام، لذا كانت صدمته تفوق بكثير صدمة باقي الشعوب بالخارج.. فالمتابع للانتخابات الأمريكية، كان على قناعة تامة بأن هيلاري كلينتون هي الأقرب إلى البيت الأبيض، لدرجة أن البعض تصور، (وأنا أعترف بأني كنت منهم)، أن ترامب يقوم فقط بدور الكومبارس في هذه اللعبة الانتخابية، لدرجة أننا تصورنا أنه أدى هذا الدور ببراعة فائقة، يستحق عليه جائزة الأوسكار كأفضل «سنيد» في هذه المسرحية الانتخابية الهزلية.. لذلك شكل فوزه مفاجأة من العيار الثقيل، توقف أمامها العالم مذهولاً ومندهشاً، بعد أن تعرض لصدمة فاقت حدود الخيال..

منذ بداية الانتخابات، ونحن ننظر إلى ترامب على أنه مجنون، معتوه، وهذا بسبب تصريحاته العنصرية والمتطرفة فكرياً، مثلما صرح بأنه سيمنع المسلمين من دخول أمريكا، نتيجة الأعمال الإرهابية التي شهدتها الولايات المتحدة مؤخراً، والتي كان المتهم فيها تنظيم داعش، كما خسر أيضاً الناخب اللاتيني بعد هجومه على المكسيك.. إضافة إلى هجومه على دول وشعوب كثيرة من العالم، الأمر الذي أصاب الناخب الأمريكي بالذعر والخوف من المستقبل، بعد أن يجد نفسه منبوذاً من العالم الخارجي، ومتقوقعاً على نفسه داخل حدود وطنه، خوفاً على حياته نتيجة هذه التصريحات المجنونة..!

لكن رغم كل ذلك، فاز ترامب أذهل القاصي والداني، الأمر الذي يؤكد أن هناك تحولات في قناعات الناخب الأمريكي الذي اختار الرجل الواضح والصريح بعيداً عن الدبلوماسية الناعمة التي اتبعتها هيلاري كلينتون، بعد أن سارت في حملتها على درب زوجها بيل كلينتون ومثلها الأعلى باراك أوباما، وكانت النتيجة أنها خسرت الرهان، وخرجت من سباق الرئاسة بخفي حنين..

فيما يبدو أن الناخب الأمريكي، شعر بالملل من السياسيين، من أمثال كلينتون وغيرها، والذين "يقولون ما لا يفعلون.. ويفعلون ما لا يقولون.."، وخاصة أن اهتمام مثل هؤلاء بالقضايا الخارجية كان له بالغ الأثر على الأوضاع الداخلية للمواطن الأمريكي ومستوى معيشته ورفاهيته.. لذلك اختار هذا الناخب الرجل الذي وعده بتحسين مستوى معيشته، والذهاب به إلى قمة الرفاهية، وإرضاء غروره بجعل أمريكا الأقوى والأعظم في العالم، والضرب بيد من حديد على القوى الظلامية الإرهابية التي نهدد حياة الأمريكان.. وغير ذلك من الأمور التي رأي فيها الناخب الأمريكي المستقبل الأفضل بالنسبة له، بعيداً عن دبلوماسية هيلاري الناعمة، والسياسة الوقحة التي وضعت أمريكا في خانة "الفتوة" الذي يمارس العنف والظلم والاستبداد على شعوب في أقصى الكرة الأرضية، وتدمير

دول لحساب أخرى، وتحقيق مصالحها فوق جثث شعوب بأكملها، مثلما فعلت في أفغانستان والعراق وليبيا وسوريا.. الأمر الذي جعل الكثير من شعوب العالم كارهة لماما أمريكا، بعد أن رضعت الذل والمهانة والخراب من ثديها النجس..

من الخطأ أن نتهم ترامب بالجنون والرعونة، فليس هناك رجل بهذه الصفات يمكنه الوصول إلى البيت الأبيض، والجلوس على عرش أقوى دولة في العالم، خاصة وأننا كعرب نتابع دوماً وباهتمام بالغ الانتخابات الأمريكية كل ثماني سنوات، ونترقب من الرئيس القادم، ونأمل فيه كل الخير، ولا نود أن نصدق "أن الرئيس الأمريكي متغير.. لكن السياسة العامة ثابتة".. حتى نجد أنفسنا نزحف تحت أقدام العم سام، بعد أن نتعرض لصدمات متتالية غير متوقعة، من دولة لا يعترف بصداقة أو وعود.. ثم نخطئ من جديد وننتظر رئيساً جديداً، لعله يتعامل معنا كبشر ويحترم آدميتنا، لكن هيهيات لأننا كأغبياء لا نستوعب الدرس.. وكحمقى دوماً نكرر أخطائنا.. وكعرب لا نفطن لمن يقدم لنا السم في العسل...

لذا لا يجب علينا انتظار الخير من ترامب أو غيره، لأن فترة رئاسته القادمة ترتبط بجدول زمني وبرنامج تم وضعه من الإدارة الأمريكية، وما عليه سوى تنفيذه والسير على الطريق المرسوم له مسبقاً، فهو لا يجرؤ على اتخاذ أي قرار أحادي، حتى لا يجد نفسه تحت عجلات اللوبي السياسي الأمريكي، والذي في هذه الحالة سيتخلص منه سواء بفضيحة جنسية أو مالية أو استخباراتية.. فهل نحن كعرب نستوعب الدرس ونبدأ أول خطوة في بناء كيان عربي قوي يمكنه حماية ذاته ومكتسباته وصون مستقبل شعوبه، في ظل عالم ينضح بالقذارة والمؤامرات والوقاحة السياسية..؟!

كاتب صحفي

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
بعيدا عن نظريات المؤامرة.
ابحث عن اليهود! -

دقق في الامر مليا, انهم اليهود , شئتم ام ابيتم.

انجحته أصوات
دواعش المسيحيين -

نجح لانه اعتمد على المسيحيين البيض الإنجيليين الدواعش الذين يكرهون من عقيدتهم الاصولية النساء. والملونين.

نجح لأنة لم يختبر
Adel -

ترامب ليس لدية أى خبرة سياسية بينما منافستة هيلارى كانت عضوة بمجلس الشيوخ ووزية للخارجية بالأضافة الى وظيفتها غير الرسمية كسيدة أولى... هيلارى سجلت ضدها مواقفها من موقع المسؤلية مثل تصويتها لصالح غزو العراق وأنها كانت الدافع وراء تدخل الناتو فى ليبيا , أما ترامب فلا يأخذ علية شئ لأن الناس تعرفة فقط من خلال مسابقات ملكات الجمال والمصارعة الحرة وتلفزيون الواقع, ولم يكن لة مواقف عن القضايا الجادة من موقع المسؤلية...

The propagandists and the brainwashed
Salman Haj -

الشعب الأمريكي نفسه، لم يتوقع فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية التي توقفت بمحطتها الأخيرة منذ أيام، لذا كانت صدمته تفوق بكثير صدمة باقي الشعوب بالخارج.. فالمتابع للانتخابات الأمريكية، كان على قناعة تامة بأن هيلاري كلينتون هي الأقرب إلى البيت الأبيض، لدرجة أن البعض تصور، (وأنا أعترف بأني كنت منهم)، أن ترامب يقوم فقط بدور الكومبارس في هذه اللعبة الانتخابية، لدرجة أننا تصورنا أنه أدى هذا الدور ببراعة فائقة، يستحق عليه جائزة الأوسكار كأفضل «سنيد» في هذه المسرحية الانتخابية الهزلية.. لذلك شكل فوزه مفاجأة من العيار الثقيل، توقف أمامها العالم مذهولاً ومندهشاً، بعد أن تعرض لصدمة فاقت حدود الخيال.. -"..................... those who share above view were victims of shrewd secular progressives (ideological fanatical liberal zealots) propagandist. American media a corrupted institution was 96% behind Clinton. 96% of journalists made financial contribution to Clinton campaign, and misinformed, disinformation their readers and viewers in favor of Clinton and against trump who promised to drain the swamp (of corruption) in Washington once elected. Major news organs: the NewYork Times, the Washington Post and 96% of news papers, all major national USA television network-works endorsed Clinton and covered her crimes of bribery, exposing top national secrets, and using the Department of State to sell favors to foreign governments, corporations, subversive organizations and individuals. She was and still is under multiple FBI investigation for a variety of violations of laws of USA. The polls conducted by national news organizations and universities, all 96% of them, rabid liberal zealots were skewed in favor of Hillary. ... ... the several reliable pollsters sponsored by Los Angeles Times, Investor Business Daily, and Rasmussen reports revealed that trump was ahead in polls most of the time in the last three months before Election Day. Trump lead rallied up to five a day which were attended by thousands of people. Arenas holding up to 25000 suppo

كلام مكرر وبائس
فول على طول -

الى المعلق اياة رقم 1 و2 : الدواعش ماركة اسلامية مسجلة ...لا يوجد دواعش غيركم ...انتهى - واذا كان اليهود هم سبب نجاح ترامب فهذا يحسب لليهود بالرغم من أنهم أقلية ولكن فاعلون ...واذا كان سبب نجاحة هم الأرميكان البيض فهذا حقهم ...بلدهم وهم أحرار وينتخبون من يعجبهم ..انتهى - أما الكلام المكرر والبائس بأ امريكا هى سبب تدمير بلا الذين امنوا ...يا سيدنا الكاتب ثقافتكم تدميرية وأنت من يدمرون أنفسهم وتودون تدمير العالم كلة .....العراق دمرها أهلها - السنة والشيعة بالذات - وسوريا دمرها دواعش الذين امنوا بأموالهم وسواعدهم وكذلك ليبيا ونيجيريا والصومال ومصر الخ الخ ...متى تعترفون بالحقائق الدامغة ؟ امريكا هاجمت أفغانستان بعد أحداث سبتمبر المشئومة . استقيموا يرحمكم اللة .

الانتخابات لم تكن حزوره
ابن الرافدين -

هذا هو النمط التفكيري الموجود على الاقل لدى العرب , ليست هي امريكا مقبله على التغيرات العارمه بل العالم كله . ان الذي جرى ويجري ناس ملًغمه تمشي وتقتل الابرياء او بشر مستعد ان يضحي بحياة اينما كان من اجل ايدولوجيا تفرض عليه من اسياده العصابات التي سخرت الدين بالمصالح السياسيه . هل هذا كان مقبول لدى كل البشريه ؟ السؤال كلا . اذاً ما هو رد الفعل .هذا الذي لايعرفه العرب او حاملي رايات الدين بشقيها الاسود والاخضر . بعدين العالم كله شاهد رحمه الاسلام عندما يذبح المسيحي المشرقي كالنعاج وصيحات الله اكبر وتدمر امكنه عبادته التي هي اكثر تاريخاً من ابنيه العرب انفسهم . نعم فتك الاسلام بكل القيم . هل تعرفون ماذا يدل تدمير الاثار التي هي للبشريه جمعاء . كان بعض المتطرفين هنا في ايلاف من خلال كتاباتهم فرحين الى حد النخاع بما يجري ومن ردودهم الحمقاء توهموا انهم هم الغالبون . هل استطيع ان اقر ذلك انني الوحيد جداً جداً تنبأت بمجيئ القادم بعيداً عن الفوضى التي لم تنحيني او التراجع عن ما افكر به . والسلام عليكم

اماراتيه ولي الفخر
اماراتيه ولي الفخر -

لماذا نجح ترامب؟)) << لانه يعلم سر المهنه او اللغه السريه وهي "" الــردح ""