كتَّاب إيلاف

المندمج

محمد صلاح
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

فى جِدة العمر، بدأ اهتمامي بكرة القدم كمعظم أقراني فى المدرسة الاعدادية، وانتميت ــ ولا أعرف لماذا ــ لمشجعي ناد بعينه، عشقت رموزه وأصبحت متعصباً صغيراً لهذا الفريق، أفرح لفوزه وأحزن لخسارته، وكبرت حتى أصبحت متعصباً كبيراً، لخسارته أحزن حتى الكآبة ولفوزه أفرح فرحاً متهوراً، وظلّ الحال على ما هو عليه حتى منتصف الثمانينيات تقريباً، حيث اجتاحت المحروسة موجات من الطائفية المقيتة غزت كل مناحي الحياة، ومنها بالطبع الرياضة، ومن هنا بدأ اهتمامي بالانحسار رويداً رويداً، عدا بعض الأحداث القومية الرياضية، وحتى تلك ذبلت متابعتها مع الوقت في ظل اهتمامات أخرى ومسؤوليات، لكن حنيني لكرة القدم ظل كامناً.

بعد التقاعد، بدأ اهتمامى بكرة القدم يعود مرة أخرى، لكن هذه المرة فى الدوريات الشهيرة وكأس العالم وما شابه، ومن هنا لفت نظري هذا اللاعب الشاب، وكنا في أوائل العقد الثاني من هذا القرن، تابعته فى كل الأندية التى لعب لها، ليس لمهارته فقط التي لا خلاف عليها، ولكن أثار اهتمامي بكثير من جوانب حياته، كيف لم ير أحد موهبته وكيف اكتشفها آخرون أغراب؟ كيف خرج من عمق ريف مصري يسيطر عليه أو على معظمه متطرفون محتفظاً بشخصية متوازنة إلى هذا الحد؟ كيف اندمج في مجتمعات تختلف كل الاختلاف عن بيئته الريفية المحافظة، ولا أقول الرجعية؟ كيف تطور وصار معشوقاً لملايين يتغنون باسمه؟ كيف طور شخصيته ومهاراته ولياقته بهذه الكيفية المبهرة؟ كيف لم تغيِّره الشهرة ولا الثروة؟

في رأيي الشخصي، إنَّ هذا الشاب بأخلاقه وتدينه البسيط الهادئ وإنسانيته أسدى خدمة لعقيدته أضعاف أضعاف ما يدعيه هؤلاء المهووسون المتطرفون الزاعقون الشاتمون معتنقو مذهب الكراهية والعداء للكون كله.

وفي رأيي أن نجاح هذا الشاب يعود إلى أسباب كثيرة، لكن أهمها هو القدرة الفذة على الاندماج في مجتمعات جديدة دون أن يفقد هويته، أي الاندماج وليس الذوبان. فالاندماج يعني احترام ثقافات المجتمعات، وفي نفس الوقت تحترم هذه المجتمعات ثقافات الأفراد، وهو ما يوفره المبدأ الأعلى المقدس في هذه المجتمعات، أي الحرية والتعدد والاختلاف، وهي العوامل الرئيسة التي ساهمت فى نهضة هذه المجتمعات. فهذا الشاب لم يذهب إلى هذه المجتمعات بثقافة الغازي الفاتح، بل بثقافة الباحث المتشبث بفرصة جاءت بعد عرق وجهد ومثابرة، وعندما رأيته يرتدي شارة القياده لأحد أعرق فرق المملكة وسط إنجليز أقحاح، عرفت أنه فاز في الامتحان الصعب الذى رسب فيه كل من سبقوه ولحقوه، فقد ذهب قبله كثيرون ــ ومنهم من كانوا أكثر موهبة ــ وعادوا فاشلين لا لشيئ إلا لأنهم لم يستطيعوا التكيف والاندماج، ولم يستطيعوا استيعاب ثقافة الاختلاف وثقافة العيش المشترك ضمن أجناس وألوان وعقائد ومذاهب. نعم، لم يستطيعوا، فقد شبوا في مجتمعات مصابة بالتوحد، ولا مكان للاختلاف لا في عقيدة ولا في مذهب ولا في ملبس ولا أي من مظاهر الاختلاف.

وبينما ننقر حروف هذا الطرح فى أمسية السبت الماضي، وبعد أن أحرز هدفاً بمهارته المعهودة، صدحت الجماهير فى استاد المدينة العريقة بأغنيتها المفضلة تهز القلوب هزا مووووووووووووووووو صلاح.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
أي محبة هذه؟
حدوقه -

يقول الدكتور وديع أحمد ( الشماس سابقاً ) رحمه الله ، يقول الحمد الله على نعمة الإسلام نعمة كبيرة لا تدانيها نعمة لأنه لم يعد على الأرض من يعبد الله وحده إلا المسلمين. لقد مررت برحلة طويلة قاربت 40 عاما إلى أن هداني الله وسوف أصف لكم مراحل هذه الرحلة من عمري مرحلة مرحلة:- مرحلة الطفولة:- ( زرع ثمار سوداء كان أبى واعظا في الإسكندرية في جمعية أصدقاء الكتاب المقدس وكانت مهنته التبشير في القرى المحيطة والمناطق الفقيرة لمحاولة جذب فقراء المسلمين إلى المسيحية. * وأصر أبى أن أنضم إلى الشمامسة منذ أن كان عمري ست سنوات وأن أنتظم في دروس مدارس الأحد وهناك يزرعون بذور الحقد السوداء في عقول الأطفال ومنها: - المسلمون اغتصبوا مصر من المسيحيين وعذبوا المسيحيين. المسلم أشد كفرا من البوذي وعابد البقر. المسلمين يضطهدون النصارى لكي يتركوا مصر ويهاجروا..... وغير ذلك من البذور التي تزرع الحقد الأسود ضد المسلمين في قلوب الأطفال.وفى هذه الفترة الحرجة ،، يتعاظم الشعود بالحقد بني المسيحيين والمسلمين

أفكار متطرفة تغلب على فئة من المسيحيين
صلاح الدين المصري -

وبالنسبة للكنيسة في مصر فإن تيار الكراهية و التكفير ليس جديداً عليها كذلك، فعلى سبيل المثال لا الحصر فإن تيار الأب دانيال الذي يعمل في كنيسة المنيا هو تيار تكفيري بامتياز يقول عنه الباحث الدكتور رفيق حبيب في كتابه المسيحية السياسية في مصر "إنه تيار يتميز بالحساسية الشديدة تجاه كل من لا يتفق معه وإن تعريفه للمؤمن يخرج من دائرة الإيمان كل التيارات الفكرية المسيحية، ولا يبقي في هذه الدائرة إلا التيار الذي يمثله". هذا التيار يظل يمثل الرأي الرسمي للكنيسة و كون أحد رموزه هو أب أرثوذكسي معترف به داخل الكنيسة.أما انزلاق الكنيسة الرسمية إلى التكفير ونشر الكراهية في القرن الواحد والعشرين فهي مسألة خطيرة، لأن الكنيسة من الناحية الدينية تمثل إرادة الرب ومن ثم فقرار الحرمان يعني الطرد من الملكوت المسيحي ودخول جهنم. وهذا ما تطبقه الكنيسة ضد من لايسمع الكلام ، او يأتي برأي مخالف إضافة إلى تلويث السمعة. ،،

تكملة لما سبق
فاروق المصري -

فمثلا الملكوت محجوز للارثوذوكس وغيرهم في الجحيم - الأنبا مرقس يقول المسلم كافر واي مسيحي يعتقد غير ذلك فليس مسيحياً ؟!البابا شنوده : لا يجوز الترحم على غير المسيحي والكنيسه لا تسمح بالصلاه على المرتد ولا تترحم عليه ولا تصلي على الارثوذوكسي اذا غير مذهبه الأنبا بيشوى يقول الطوائف الأخرى مش داخلين الملكوت او انهم غير مقبولين عند الرب ؟!! ,, ويقول انه سيتوقف عن مهاجمتهم ( لو قالوا احنا مش مسيحيين ) الأنبا بيشوي الأرثوذوكسي يكفّر الكاثوليك و البروتستانت ويقول : الى بيقولوا ان عباد الاصنام هيخشوا السما من غير ايمان بالمسيح دول ينفع اعتبر ان احنا ايماننا وايمانهم واحد,, ؟!! ويقول متى ان دى كارثه كبرى فى الكنيسه ان هى بتقول ان الى عايز يخش السما لازم يبقى ارثوذكسى ) الأنبا بيشوى : هو انا دلوقتى خدت حقوق ربنا وحكمت لما قولت ان غير الارثوذكس مش هيخشوا ملكوت السما ويقول انا محددتش اسم شخص بالتحديد .. الأنبا بيشوى - الأنبا بيشوى يسخر من متى لأنه يقول أن البروتستانت و الكاثوليك سيدخلون السما و يؤكد أن اللى عايز يدخل السما لازم يبقى أرثوذكسى الأنبا روفائيل : لن يدخل الجنة إلا الأرثوذكس !

اللي في القلب في القلب ،،
حدوقه -

مهما حاول المسلم الاندماج في الآخر إلى درجة التماهي مادياً ومعنوياً وربما صبغ شعره وبدل لون عينه ولربما بدل معتقده فإنه سيضل محل تهكم من الآخر ولو ابتسم ابتسامة صفراء و نافقه فالذي في القلب في القلب!

إلى الكاتب
قول على طول -

ها أنت تحاول تحسين صورة الدين الحنيف ويأتيك الرد أو التعليقات الصادمة! المهم أن صلاح يتشبه بالكفار وهذا يخرجه من المله كما هو ثابت فى الدين الحنيف ..ومن يشتمون صلاح هم الذين أمنوا الحقيقيون .. نعم أن الدين الحنيف أثر سلباً على أخلاق اتباعه. لماذا تحاول أنت ترقيعه؟ انتهى

مشروع تنفير الناس من الإسلام فشل
حدوقة -

مشروع تنفير الناس من الاسلام بممارسات داعش فشل و مشروع الشبهات الكنسية لصد الناس عن الاسلام فشل

ما هذأ الإرهاب الفكري
حدوقه -

لماذا تصفون من يبدي ملاحظة على سلوك أخيه المسلم الخاطئ بالداعشي؟ عجيب أمركم. ما هذا الإرهاب الفكري المقيت المرفوض؟ هل من شروط الإقامة في الغرب المشاركة في مناسباتهم الدينية إلى درجة التماهي والتوهان؟ إنهم لا يشترطون ذلك

اخونا المسلم السني نحن ننصحه ونرده عن ضلالته وانتوا مالكم ؟!
جلجل -

احنا بننصح اخونا المسلم السني ننصحه ونرده عن ضلاله ان لا ينغمس مع الضالين في ضلالهم ، وطقوسهم وانتوا مالكم ؟! ما تخليكم في خيبتكم ، في بلاويكم المتلتلة في بيوتكم، ما تخليك في حالك منك له له لها ،،

ما سبب هذا الحقد القبطي الديني والعلماني على الإسلام والمسلمين ؟!
صلاح الدين المصري -

بصراحة لقد فجعت من حجم الكراهية التي يكنها هذا التيار المسيحي الصليبي الارثوذكسي الانعزالي في مصر والمهجر لرسول الإسلام محمد عليه الصلاة و السلام مع انه ما ضرهم بشيء فهاهم المسيحيون بالمشرق بالملايين خاصة في مصر ولهم آلاف الكنايس والاديرة وعايشيين متنغنغين اكثر من الاغلبية المسلمة ؟! فلما كراهيتهم له وقد نُهُوا عنها وامروا بمحبة اعداءهم لماذا كراهيتهم لمحمد عليه الصلاة والسلام فهو المؤسس للحضارة الإسلامية و التي منحت السلام للعالم لمدة عشرة قرون فيما يعرف باسم Pax Islamica.لماذا إذن يكره المسيحيون محمداً ؟! و الأولى بهم أن يحبوه و يوقروه لعدة أسباب: ١- محمد عليه الصلاةو السلام ظهر في زمن انهيار الكنيسة المسيحية و تفاقم الصراع بين أبناء الدين المسيحي و الذي كان على وشك التحول إلى حروب دينية عظمى (مثل تلك التي شهدتها أوروبا لاحقا) تهلك الحرث و النسل. و لكن ظهورمحمداً قد ساهم بشكل مباشر في وأد ذلك الصراع عن طريق نشر الإسلام و الذي عزل جغرافيا المذاهب المتناحرة و قلل من فرص تقاتلها. فشكرا لمحمد2. التسامح الديني الذي علمه محمد عليه الصلاة و السلام كان كفيلا بحماية الأقليات المذهبية المسيحية من بطش الأغلبيات المخالفة لها في المذهب (مثل حماية الأورثودوكس في مصر من بطش الكاثوليك الرومان).

في الكويت سقط مشروع شيطنة وابلسة المسلمين
جلجل -

حدث في دولة الكويت منذ يومين ان حصل تنمر على عامل بوذي بأحد المطاعم ، من جهةاحد الأشخاص فهب الكويتيون إلى جبر خاطر هذا العامل و أمطروه بالاعتذارات والهدايا و تقريع اخيهم المسلم على ما فعله ، شوفتم يا اعباط وحشيين ، المسلمين قد إيه همه متحضرين وانسانيين ؟

اوعى شجرة الميلاد تنسيك شجرة الزقوم ،،
جلجل -

يا بو مكة ، لا تجعل شجرة الكريسماس تنسيك شجرة الزقوم يا رعاك الله.،

سرطانات الحقد
سفروت -

محرر التعليقات: لقد تم حجب التعليق لانه مخالف لشروط النشر