سرطان ولاية الفقيه
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
منذ ذاك اليوم الأسود من عام 1979 الذي هبطت فيه طائرة فرنسية تقل إلى مطار مهراباد في طهران معمماً جلب معه کل أنواع المصائب والمآسي، لم تعد منطقة الشرق الأوسط کما عهدناها من قبل، إذ تغير كل شيء بفعل وجه النحس المشؤوم ذاك، الذي أسس نظاماً دينياً ـ طائفياً متطرفاً، کان ولا يزال أساس الشر والفتنة، ولن تذوق المنطقة الأمن أو الأمان مع بقاء هذا النظام العدواني الشرير واستمراره.
أربعة بلدان في المنطقة تغرق في الفقر والجهل والفساد والظلام، وتسير نحو مستقبل مجهول بفعل التدخلات السافرة لهذا النظام، الذي قام بجعلها مجرد حدائق خلفية مهجورة يقوم باستخدامها بين الفترة والأخرى من أجل إبراز قدراته الإرهابية، في حين نراه أجبن الجبناء حين يتطلب الأمر إطلاق رصاصة واحدة من مسدس إيراني باتجاه واشنطن وإسرائيل، وهو يعترف بذلك، إذ لا يزال يلعب لعبة القط والفأر، ويحرك هذا الذيل أو ذاك، وفي الوقت ذاته يتملص من تحمل المسؤولية عن أفعاله، ويزعم کذباً أن ذيوله مستقلة، وتتحرك من تلقاء نفسها.
إقرأ أيضاً: أرى رؤوساً (في إيران) قد أينعت!
بعد الهجوم الذي استهدف الأردن من جانب أحد ذيول نظام الملالي، والذي سارع کعادته إلى التبرؤ منها، على المجتمع الدولي عموماً، والبلدان الغربية وبلدان المنطقة بشکل خاص، أن تعتبر هذه الذيول مجرد امتدادات للسرطان القاتل الذي ضرب إيران في 1979، ومنه لنتشر إلى بلدان المنطقة، وهذه الذيول ليست سوى خلايا سرطانية يجب على الأقل استئصالها، في انتظار استئصال سرطان ولاية الفقيه من إيران ذاتها.
بيانات الشجب والتحذير، وکذلك المساعي السياسية بل وحتى العقوبات، لم تعد تجدي نفعاً مع النظام السرطاني القائم في طهران، والذي لا حد لمکره وخبثه وانتهازيته وحتى جبنه. وذروة الجبن تتجلى في استخدام واستغلال "ولد الملحة" و"ولد الخايبة"، في حين يکتفي بإطلاق التصريحات المثيرة للسخرية بوجوب التعقل وضبط النفس، إلى جانب تقديم النصائح "السخية جداً" لإدارة الخرف جو بايدن بالکفّ عن ضرب ذيوله. وصار واضحاً جداً أنَّ الخيار المتاح، الذي يعتبر الأجدى، هو توجيه ضربات إلى بؤرة الشر والإرهاب في طهران ذاتها، وجعل عمامات الدجل والنفاق تدفع ثمن الحماقات التي تقوم بارتکابها بأيدي وکلائها في المنطقة.
إقرأ أيضاً: مغادرة القوات الأميركية في الميزان
کل من يتحدث عن إمکانية عودة الأمن والاستقرار إلى ربوع المنطقة، والتي کانت أساساً تتمتع بها قبل مجيء هذا النظام الإرهابي، إنما يجافي في تفاؤله المنطق والصواب، ذلك أنَّ المشکلة في إيران ذاتها، المبتلية بسرطان ولاية الفقيه، ومن دون استئصاله لا يمکن أبداً أن تنعم المنطقة بالأمن والاستقرار.