النظام الإيراني: ذروة الأزمة ومأزق السقوط
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بعد آثار وتداعيات الحرب المدمرة في غزة، والتي يبدو واضحاً أنَّ النظام الإيراني يسعى من أجل استغلالها لصالح أهداف مشبوهة، يبدو وفي ظل الأحداث والتطورات الجارية أنَّه يواجه فشلاً ذريعاً في کل محاولاته ومساعيه من أجل تغيير مسار الحرب الجارية وسياقها، وجعلها تصب في صالحه، لا سيَّما أنَّ القناعات الإقليمية والدولية في ازدياد مستمر بشأن الدور المشبوه الذي يقوم به، ويسعى من خلاله إلى توتير الأوضاع إلى أبعد حد ممكن، وتوسيع دائرة الأحداث والتطورات المرتبطة بالحرب وتعقيدها.
إنَّ المأزق الحالي الذي يواجهه النظام، ولا تسمية أنسب له من مأزق السقوط، هو المأزق النهائي الذي طالما سعى من أجل تفاديه ، وذلك على حساب العبث بأمن واستقرار شعوب وبلدان المنطقة، إذ أن الجهود والمساعي المتنوعة التي بذلها، لا سيما بعد الانتفاضة الوطنية الأخيرة في سبيل کسب الشعب إلى جانبه وتهدئة خاطره، قد باء معظمها بالفشل، لأن حقيقته قد انکشفت، ولم يعد بوسعه خداع أحد. ويعود الفضل في ذلك إلى المقاومة الإيرانية التي واظبت، وبصورة مستمرة، على فضح مخططات النظام ودسائسه وکشفه على حقيقته، لصالح الشعب الايراني وأجياله القادمة.
إقرأ أيضاً: هل يمكن للذكاء الاصطناعي توقع الموت... حقاً؟
لقد غيرت حرب غزة، وطبيعة تعامل النظام الإيراني معها ومحاولته توظيفها لصالحه، طريقة التعاطي الدولي مع الملف الإيراني، بعدما صار المجتمع الدولي على بينة کاملة من الدور السلبي الذي لعبه ويلعبه هذا النظام على مختلف الأصعدة، ومعرفته بمراميه وأهدافه المشبوهة التي فضحتها المقاومة الإيرانية الواحدة تلو الأخرى. ويبدو النظام حالياً في مأزق لا يحسد عليه، ومع أنه يقدم التنازلات الواحدة تلو الأخرى آملاً أن يضمن بذلك بقاءه واستمراره، غير أنه لا يوجد من يثق بهذا النظام والتزامه بتعهداته ومواثيقه، إذ أن الرهان عليه أشبه بالرهان على حصان خاسر.
إقرأ أيضاً: الرأس وليس أذرع الأخطبوط
التجربة المريرة التي خاضها المجتمع الدولي مع هذا النظام في مجال التفاوض معه والسعي من أجل الخروج عبر هذا الأسلوب بنتيجة إيجابية، أثبتت ليس فشلها فقط وإنما عقمها أيضاً. لذا، لا يبدو أنَّ هناك من هو على استعداد للمراهنة على النظام أو منحه الثقة، لاسيما بعد حرب غزة ودوره السلبي فيها، وهذا ما يصيب النظام بالکثير من القلق والتوجس، ويؤكد ما سعت المقاومة الإيرانية إلى إثباته من أنَّ هذا النظام لا يمکن أبداً أن يلتزم ببنود أي اتفاق يتناقض مع نهجه ومخططاته المرسومة سلفاً، بل وحتى في حال إبرام أي اتفاق معه، فلا أمل بأن يفي النظام بها ما لم تکن هناك آلية بالغة الدقة تعتمد على الحزم والصرامة.
إقرأ أيضاً: أهمية إدانة أحد مرتكبي مجزرة عام 1988 في إيران
مأزق السقوط الذي يواجهه النظام الإيراني ويسعى من أجل الخلاص منه بأية وسيلة وثمن، هو مأزق تأريخي يجسد فشل وإحباط 44 عاماً من الممارسات القمعية واللاإنسانية بحق الشعب الإيراني، وکذلك تدخلاته السافرة في بلدان المنطقة وعبثه بأمنها واستقرارها، وهو قد وصل إلى ذروة الأزمة وقضي الأمر، وليس أمامه من طريق سوى مواجهة المصير الذي ينتظره.
التعليقات
إيران تمْلِكُ في يَدِها قرارَها المُستقِلّ
علي المغربيّ -"بُعبع" إيران لا يزال يُهيمِن على منطقة الشرق الأوسط، البعبع الذي وضعتْهُ أمريكا تخويفاً للأنظمة من أجل تسويق أسلحتها، إيران لا تُشكِّل أيّ خطر على الأنظمة الخليجية ولا تُهَدٍّد أمنها واستقرارها بقدر ما هي كابِحةٌ لِجماح أمريكا المُهيْمنَة والمسيطرة على ثروات الشعوب وخيراتها في المنطقة تنهب بالمليارات الدولارات على مرأى ومسمع الشعوب التي هي أولى بهذه الثروات. إسرائيل هي التي تُشكِّل التهديد الحقيقي لكل العرب وهي عدوهم التقليديّ ، ولكنها الشرطي الأمريكي في المنطقة لذلك عمدت إلى خلق عدوٍّ وهميّ لِلَفتِ الأنظار عن العدو الحقيقيّ ولكن "لا تعمى الأبصار وإنما تعمى القلوب التي في الصدور"... لا تُريد أمريكا أنْ تكون في المنطقة دولَةٌ مُفوِّقة على الكيان الإسرائيليِّ، تُريد أنْ تبقى إسرائيل هي القوّة العُظمى في المنطقة، ومِن أجل ذلك عمِدتْ إلى تقويَّتِها في كلّ المجالات وخاصّةً في المجال العسكريّ و الحربيّ.