ماذا تريد السعودية من قوة مصر الناعمة؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يترقب الملايين في مصر والعالم العربي مباراة الأهلي والزمالك التي تقام بالسعودية يوم الجمعة المقبل، بملعب الأول بارك في الرياض، ولمن لا يعلم فهي المرة الأولى التي يقام فيها نهائي البطولة الأكثر عراقة عربياً خارج مصر، فقد بدأت بطولة كأس مصر عام 1921، أي أن عمرها أكثر من 100 عام، ولم يتم إقامتها خارج مصر أبداً.
وأعلنت الجهات المسؤولة في السعودية، وتحديداً موسم الرياض عن تخصيص مليون و 200 ألف دولار للفريقين، بواقع 950 ألف دولار للبطل، و 250 ألف دولار للفريق الثاني، وهي جوائز لم يسبق لها مثيل في تاريخ المنافسات الكروية المصرية، كما أن تذاكر المباراة نفذت بعد ساعات من طرحها للجماهير.
وبعيداً عن الأجواء المثيرة المرتقبة بين الأهلي والزمالك، والتنظيم المبهر بالسعودية، فقد أبدى البعض عبر منصات التواصل الإجتماعي دهشته من إقامة نهائي بطولة مصرية عريقة خارج الحدود، وأن في ذلك انتقاص من مكانة وتاريخ الكرة المصرية.
الحقيقة أن احتفاء واحتضان السعودية للقوة المصرية الرياضية الناعمة التي تتمثل في الأهلي والزمالك، ما هو إلا اعتراف بتأثير ومكانة مصر، والرياضة المصرية، فالسعودية تستضيف أهم الفعاليات العالمية، وأشهر أندية ونجوم العالم، كما أن الأضواء المسلطة على الأنشطة الترفيهية في السعودية، سوف تمنح المباراة مزيداً من التأثير والجماهيرية عربياً على الأقل.
الأمر يبدو أقرب ما يكون بإقامة معارض للآثار المصرية في الخارج، ففي ذلك تكريم لتاريخ مصر، كما أن هذه المعارض يصبح تأثيرها، وما تحصده مصر منها أكثر فائدة، ولا يمكن القول في مثل هذه الحالات أن مصر لا يمكنها تنظيم مثل هذه المعارض، أو أنها تبيع تاريخها، وتتاجر بقوتها الناعمة، فالأمر في نهاية المطاف تكريم واعتراف بمكانة مصر.
يبدو أن "لجان السوشيال ميديا" لا تترك شيئاً إيجابياً، إلا وتفعل المستحيل لجعله يبدو سلبياً ومثيراً للفتن والنعرات، وبالطبع لن يكون هناك ما هو أكثر إثارة للجدل من نشر مثل هذه النعرات التي لا هدف لها سوى تفرقة الشعوب، كما أن أباطرة "لجان الفتنة" يعلمون جيداً أن الرياضة، وتحديداً كرة القدم هي بوابتهم المضمونة للوصول لقاعدة جماهيرية مليونية بمثل هذه الأفكار السلبية.
لا شك أن السعودية تستحق الشكر على هذه المبادرة الرائعة، خاصة أن تحتضن أهم رموز القوة الناعمة المصرية، وكما أسلفنا فهو تكريم لمصر ورياضتها وريادتها الكروية، واعتراف بتأثير الأهلي والزمالك جماهيرياً وإعلامياً وتسويقياً.
ومجدداً نقول أن إقامة هذه المباراة الجماهيرية الكبيرة في السعودية لا يختلف في تفاصيله عن ذهاب كبار نجوم الغناء من مصر إلى السعودية وغيرها لإقامة حفلاتهم وسط حفاوة لا مثيل لها، وترحيب لا معنى له سوى الإعجاب بثقافة مصر وقوتها الناعمة وتأثيرها وتاريخها.