كتَّاب إيلاف

تعنت حماس يزيد أوجاع شعب غزة

أناس يتحلقون حول سيارة تنقل مساعدات غذائية أصيبت في قصف إسرائيلي في دير البلح، 2 نيسان (أبريل) 2024
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تواصل الحرب على غزة وحشيتها، فلم تخضع دولة الاحتلال الإسرائيلي لقرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار، بل استمرت في عمليات القصف والضرب والتخريب وارتكاب المجازر، حتى سجلت الحرب بعد اليوم الـ 173 أكثر من 33 ألف شهيد و75 ألف مصاب.

وما يزيد الأمر تعقيداً على أرض غزة، ومع التهديد الإسرائيلي لاجتياح رفح وقتل أكثر من 1.5 مليون فلسطيني هناك في مخيمات الإيواء، هو تعنت حركة حماس برفضها التسوية، فما زالت تتمسك بشروطها التي تصب في صالح الحركة فقط، وذلك على حساب الشعب الفلسطيني الجريح، إلا أن ذلك يبدد بالتأكيد جهود الوسطاء للتوسط في صفقة تبادل الأسرى.

ويبدو أن موقف حماس غير المرن يغلق نافذة المفاوضات من أجل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، فما زالت تتمسك بشرط الإفراج عن جميع عناصر الحركة من سجون إسرائيل مقابل الرهائن، وهو ما ترفضه تل أبيب وتتذرع بأنه غير منطقي، ويؤدي إلى دخول المفاوضات في نفق مغلق، وتلاشي جهود الوسطاء للهدنة بين الطرفين ووقف الحرب في غزة، أو تقليل معاناة الشعب الغزاوي.

تابعنا عبر وسائل الإعلام خلال الساعات الأخيرة، طاهر النونو، المستشار الإعلامي للمكتب السياسي لحركة حماس، يقول إن المباحثات للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة والتي كانت تجرى في العاصمة القطرية الدوحة "انتهت ولا يوجد أي جديد يذكر"، مشدداً على أنَّ الحركة تتمسك بمواقفها المتعلقة بضرورة الوقف الدائم لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة وتدفق المساعدات بشكل أكبر والدخول في صفقة حقيقية لتبادل الأسرى، وأبلغت الحركة الوسطاء بأنها متمسكة برؤيتهم التي قدموها في 14 آذار (مارس) لأنَّ الرد الإسرائيلي لم يستجب لأي من مطالبهم.

إقرأ أيضاً: حماس.. ما لها وما عليها

ونلمس من خلال تصريحات النونو أنَّ حماس تعرقل أي مفاوضات لا تخدم مصالح الحركة، خاصة وأنها طلبت الإفراج عن 300 أسير لأعضائها من سجون الاحتلال مقابل 40 محتجزاً إسرائيلياً.

أما عن موقف الوسطاء، فمن الواضح أن قطر ومصر والولايات المتحدة الأميركية ما زلوا يتبعون سياسة النفس الطويل من أجل إقناع الطرفين بقبول بعض الشروط، والتنازل عن أخرى من أجل حقن دماء الشعب الفلسطيني الذي يدفع فاتورة الحرب منفرداً، بعيداً عن أي حركات أو قوى سياسية تحاول الحصول على مكتسبات على حساب الشعب المعذب.

مفاوضات الوسطاء الجارية ما بين القاهرة والدوحة قد وضعت أسساً أو مقترحات للتفاوض، كانت تتلخص في وقف إطلاق النار وعودة غير مشروطة للنازحين، وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة ودخول المساعدات ومواد الإغاثة وإعادة الإعمار، إلا أن إسرائيل رفضتها بسبب استكمال حرب الإبادة الجماعية للشعب الغزاوي والقضاء على كل ما هو فلسطيني، كما رفضتها حماس لرغبتها الأولى في إخراج جميع أعضائها من سجون الاحتلال.

إقرأ أيضاً: مصالح السنوار الشخصية تغلب على أوجاع شعب غزة

وبالرغم من طول نفس الوسطاء للرغبة الملحة في إنهاء تلك الحرب غير الإنسانية إلا أن جميع تلك المحاولات والمبادرات والاجتماعات تبوء بالفشل ومعها تزداد هموم الشعب الفلسطيني.

حماس تستشعر صعوبة التفاوض وتدرك أن التنازلات قد ترفع يدها عن غزة، فتخشى سيناريو الإبعاد السياسي الذي قد تفرزه فترة ما بعد المفاوضات على يد الشعب الغزاوي الذي وصل إلى ما هو فيه بسبب قرار منفرد من حركة لا تريد إلا مكتسبات سياسية على حساب الشعب الذي يسكن الآن في الخلاء ودور الإيواء.

وربما تتجدد مبادرات الوسطاء للحل السياسي في غزة ووقف الحرب خلال الفترة المقبلة، لكنها ستواجه بحائط سد من قبل حماس ترمي بكل تلك الجهود عرض الحائط.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الاحتلال هو السبب
رياض -

الاحتلال وسلطة أوسلو الامنية رديفة الاحتلال سبب معاناة و اوجاع غزة والضفة ،،