بين صواريخ صدام وصواريخ خامنئي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بعد طول تهديد ووعيد، وجعل العالم کله في حالة ترقب إلى حد دفع البعض ممن ذهبوا بعيداً في تصوارتهم بخصوص ما يمکن أن يٶول إليه رد ملالي إيران على استهداف القنصلية في دمشق إلى القول باحتمال نشوب حرب عالمية ثالثة، جاء الرد بأکثر من 300 صاروخ وطائرة مسيرة أمطر علي خامنئي إسرائيل بها، لکن هذا الکم الهائل من المسيرات والصواريخ مر برداً وسلاماً على إسرائيل!
الرد الإيراني، وبعد کل ما تم ذکره وکتابته بشأن فشله الذريع، أثار قدراً بالغاً من السخرية والتهکم، خصوصاً أن تصريحات المسؤولين الإيرانيين ووسائل إعلام النظام الإيراني بشأنه ما زالت تصر على التأكيد أنه قد حقق أهدافه، فيما تهدد إسرائيل بالمزيد منه في حال ارتکابها أي هجوم أو نشاط معاد ضدها، وهنا، وفي ضوء ذلك، أجد نفسي مضطراً أشد الاضطرار إلى العودة إلى مثال ونموذج من مدينة السليمانية سبق أن ذکرته في مقالات سابقة؛ إذ کان هناك شخص معروف في السليمانية، يتشاجر مع من هم أقوى منه وأشدّ بأساً، لکنه في أعقاب كل نزاع، وبعد أن يتم بشق الأنفس تخليصه من بين أيادي خصومه، کان ينفض التراب العالق بملابسه ويستعيد رباطة جأشه، ويلوح بقبضته مهدداً: سأفعل بك كذا وكذا وفي المرة القادمة سأقتلك!
إقرأ أيضاً: القنبلة الطائفية
هجمة النظام الإيراني على إسرائيل بأکثر من 330 مسيرة وصاروخ أرض ـ أرض وکروز، وفقاً للمعلومات العسکرية الدقيقة التي نشرت بشأنها، انتهت بتدمير أكثر من 99 بالمئة منها في السماء. والوحيدة التي أصيبت في الهجوم فتاة عربية تبلغ من العمر ثمانية سنوات في صحراء النقب في إسرائيل!
للحقيقة والتأريخ، أجد نفسي ملزماً بذکر معلومات مهمة بهذا الصدد، ولها علاقة قوية جداً بهذا العرض المسرحي الهابط جداً لنظام الملالي ضد اسرائيل؛ إذ لو استعدنا ما حدث في عام 1991، عندما قام العراق خلال عهد حکم حزب البعث بإطلاق 43 صاروخاً على إسرائيل، وادعت إسرائيل وقتها أنَّ الصواريخ العراقية فشلت في تحقيق أهدافها، لکن وفي الذکرى الثلاثين لإمطار اسرائيل بها في عام 2021، نشرت إسرائيل صوراً وفيديوهات أظهرت خلاف ما زعمته في عام 1991، حيث اعترفت أن الهجمة الصاروخية العراقية قتلت 74 إسرائيلياً وجرحت 230 آخرين ودمرت 7500 مبنى، كما ألحقت أضراراً أصابت البنى التحتية في تل أبيب وحيفا وصفد!
إقرأ أيضاً: قيادة جماعية لنظام ولاية الفقيه بعد خامنئي
نظام الملالي وخامنئي بشکل خاص، اتهموا ولا زالوا يتهمون صدام حسين ونظام حزب البعث بأنه کان عميلاً للأمبريالية الأميرکية وإسرائيل، لکن من يتهمونه بالعمالة تمکن من خلال 43 صاروخاً من تحقيق ما لم تتمکن 330 طائرة مسيرة وصواريخ أرض ـ أرض وصواريخ کروز من تحقيقه، وهنا أهمس في أذن من اندفعوا أکثر من اللازم في تعويلهم على النظام الإيراني: ما عجز صدام حسين عن تحقيقه بالرغم من إيذائه إسرائيل کما اعترفت في عام 2021، هل سيتمکن نظام الملالي بعد فضيحته الأخيرة من تحقيقه... واللبيب من الإشارة يفهم!